
مصنع سكر البنجر
كان الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والقائم بأعمال رئيس الوزراء، قد ترأس اجتماع المجموعة الاقتصادية، لمناقشة عدد من الملفات الاقتصادية الهامة، وشهد توقيع اتفاق مشروع استثمارى متكامل لإقامة مصنع لإنتاج السكر الأبيض من البنجر فى غرب محافظة المنيا، على مساحة 181 ألف فدان، بين الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية وشركة القناة للسكر، التابعة لمجموعة الغرير الإماراتية.
مليون طن سنويًا
يأتى المشروع عبر مفاوضات قامت بها وزارات الاستثمار والتعاون الدولى والزراعة وقطاع الأعمال العام مع مجموعة الغرير الإماراتية فى إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإقامة مصانع جديدة لإنتاج السكر الأبيض من البنجر من أجل توفير السلع الغذائية للمواطنين وسد احتياجاتهم من السكر وتنمية الصعيد، ومن المنتظر أن يساهم المشروع فى سد العجز بنسبة 80% من استيراد مصر للسكر، بإنتاج نحو مليون طن سنويًا.
كما يعد المشروع نتاج عمل مشترك بين وزارتى الاستثمار والتعاون الدولى والزراعة، خلال الفترة الماضية، فيما ساهم قطاع الأعمال العام فى المفاوضات النهائية، ومن المنتظر أن يساهم المشروع فى تلبية احتياجات السوق المحلية وخفض الاعتماد على الاستيراد، ويعتمد على زراعة البنجر واستخدامه فى إنتاج السكر.
مشروع متكامل
ويوفر المشروع 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ويعمل على سد الفجوة بين إنتاج واستهلاك السكر المقدرة بـ30٪ إذ يسد حوالى 80٪ من هذه الفجوة.
ويبلغ حجم استثمار المشروع مليار دولار، منها 450 مليون دولار لإقامة المصنع، وبه جزء كبير من استثمارات محلية وطنية، إذ تصل نسبة المستثمر الأجنبى 33٪ من المشروع، ترتفع إلى 51 خلال سنتين، على أن يستغرق تنفيذ المشروع 3 سنوات لإنشاء المصنع، و5 سنوات لاستصلاح الأرض.
أزمة السكر فى مصر
يذكر أن صناعة السكر فى مصر تواجه العديد من التحديات، مقابل الزيادة الهائلة فى عدد السكان الذى تضاعف 3 مرات خلال 44 عامًا ليصل الآن إلى حوالى 100 مليون نسمة، بالإضافة إلى تزايد معدلات استهلاك الفرد من السكر للضعف تقريبًا من 16.6 كيلو جرام سنويًا عام 1972، إلى 34 كيلو جرام فى 2016، فضلًا عن خطوط الإنتاج المتاحة حاليًا، فلم تعد قادرة على الصمود أمام زيادة الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وهو ما يحتاج لمضاعفة الطاقات الإنتاجية بصورة كبيرة، لا سيما من بنجر السكر، الذى تعتمد الدولة على التوسع فى زراعته مستقبلًا.
فيما تتركز مشكلات صناعة السكر فى مصر، فى أن الطاقة التصنيعية لمصانع قصب السكر الثمانية التابعة لشركة السكر تبلغ 10.2 مليون طن قصب سنويًا، تنتج 1.1 مليون طن سكر، فى حين أن إنتاج مصر من محصول القصب أكثر من 12 مليون طن سنويًا، وبالتالى لا يمكن التوسع فى زراعة القصب، لأن الإنتاج من المحصول أكبر من الطاقة التصنيعية للمصانع.
المنيا هى الحل
عانت الطاقة التصنيعية فى مصنع أبوقرقاص بالمنيا، إذ تتم زراعة 39 ألف فدان قصب سكر تكفى الطاقة الإنتاجية للمصنع، لكن يتم توريد 14 ألف طن قصب فقط للمصنع، أى أقل من نصف الكمية، ويتم توريد القصب لمحال العصير فى القاهرة والجيزة، ويباع بأغلى من سعر البيع للمصنع.
بدورها، أدخلت الحكومة، زراعة البنجر فى المنيا، بحيث ينتهى مصنع أبوقرصاص من إنتاج سكر القصب، ويبدأ الإنتاج من البنجر، وذلك ليعمل بطاقته الإنتاجية الكاملة.
وتستهدف وزارة الزراعة فى إستراتيجية 2030، إنشاء 6 خطوط إنتاج جديدة لسكر البنجر، بطاقة إنتاجية 1.2 مليون طن سكر سنويًا، وستسهم هذه الخطوط الجديدة فى تقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من 25% حاليًا، إلى 10% فقط.
