
أكراد سوريا
ورغم التعهد التركى بعدم المساس بمدنيى عفرين أو إصابة قراهم، إلا أن المؤشرات الأولية أثبتت نزوح أكثر من 126 ألف نسمة من السكان، فى مؤشر على تدهور الأوضاع بالمدينة الكردية.
لكن يبدو أن نزوح المدنيين ما هو إلا مخطط كردى لإعلان النفير العام وحمل السلاح فى الوقت الذى بدأت فيه القوات التركية اقتحام المدينة بريًا.
يمكننا القول إن استدراك الأكراد للقوات التركية وفصائل من الجيش السورى الحر إلى عفرين عبر بوابة "أعزاز" كان بمثابة "مِصيدة" كردية للثأر من الدولة العثمانية التى تسعى جليًا إلى السيطرة على طول الشريط الحدودى للشمال السورى، وإنشاء منطقة آمنة.
وقوع أنقرة فى شباك الأكراد، له حسابات عديدة، أهمها سماح أمريكا بدخول قوات أردوغان إلى معقل أهم حليف لها دون مقاومة، مكتفية بتأييد حرص الأخيرة على حماية أمنها الوطنى.
المثير فى الأمر، إعلان أمريكا استعدادها للتعاون مع تركيا لإنشاء منطقة آمنة شمال غرب سوريا، والعمل على تهدئة الأوضاع مع الأكراد.
دعوات واشنطن لم يكن لها أى صدى أو تأثير على أهم حليف لها فى مواجهة التنظيمات الإرهابية، لتبدأ عمليات استهداف القوات التركية وفصائل الجيش السورى الحر، فى مدينتى عفرين والشهباء.
الحقيقة الأكثر إيضاحًا، إعلان قوات سوريا الديمقراطية مقتل 53 جنديًا من جانب الأتراك وإصابة أكثر من 38 آخرين، فى مقابل سقوط ما يزيد عن 70 شخصًا من أكراد عفرين بينهم 50 مدنيًا.
مزاعم الأكراد حول أعداد قتلى الجيش التركى، سعى أردوغان لدحضها بالإعلان عن مقتل 3 جنود فقط من قواته خلال عملية غضن الزيتون.
وعلى ما يبدو فإن المواجهات بين الجانبين ستظل مثار تساؤلات عديدة خلال الأيام القادمة، نظرًا لاقتراب موعد مؤتمر "سوتشى" فى روسيا، والداعى إلى وقف القتال المستمر منذ ما يقرب من 7 سنوات، بمشاركة جموع الأطراف المتناحرة على الأراضى السورية، وانتظار ما ستؤول إليه مجريات الأحداث.
