البث المباشر الراديو 9090
جريمة قتل - أرشيفية
طعن مريض نفسى الطالب زياد بسكين دون أى سبب داخل عقار، بعد أن سأله عن سبب إمساكه بالسكين، لتضاف هذه الجريمة لأرشيف جرائم المرضى النفسيين فى مصر.

السؤال هنا: كيف خرج مصطفى المتهم بقتل زياد من المصحّة التى كان يعالج فيها منذ شهرين؟ ومن هو الطبيب الذى كتب تقرير خروجه؟ وأين زوجته التى تركته وتخلت عن مسؤوليته وعادت بأبنائها إلى بلدتها هربًا من رعايته؟.. ليدفع ثمن هذا الإهمال شاب فى مقتبل العمر.

زياد طالب هادئ الطباع، جميع أهالى منطقته بمربع 21 بمساكن البحر الأحمر الأحمر فى الشروق يحبونه، الابتسامة لا تفارق وجهه، سكان العمارة وزملائه يتحاكون بأدبه وأخلاقه، وهو فى الصف الثانى الثانوى، ويبلغ 16 عامًا، يقيم مع والديه وشقيقه، وهم فى الأصل من محافظة الشرقية لكن ظروف عمل والده أجبرته على العيش فى القاهرة.

وضع القدر أسرة زياد فى اختبار صعب، إذ كان لهم جار يدعى مصطفى عبدالوهاب، عمره 52 عامًا، موظف بالمعاش، كان دائمًا يرتكب أفعال تثير غضب جيرانه، منهم من كان يتحمله وآخرين لم يقدروا على ذلك فكانوا يشتكونه فى قسم الشرطة، وكان دائمًا يخرج بعد تحرير محضر صلح وتوسل زوجته للجيران، بين الفترة والأخرى كان يقطع الكهرباء من "بوكس" الكهرباء المشترك بينه وأسرة زياد، لكن والدة الطالب كانت توصى بأبنائها وزوجها بعدم اعتراضه لأنه مريض نفسى وله ظروف خاصة.

مصطفى كان يتابع علاجه فى مصحة للعلاج النفسى بحلوان، ويقيم مع زوجته وبناته الصغار، التى كانت تتابعه وتتحمل تصرفاته، رغم أنه كان يتسبب دائمًا بوضعها فى مواقف محرجة مع جيرانها، إذ كان يفتعل المشاكل مع المارين بالشارع والجيران، وكانت الزوجة تعتذر لهم.

منذ شهرين زاد مرض مصطفى النفسى، وأخذ يهزو بكلمات غير معروفة وأصبح دائم التعصب، فأخذته زوجته إلى المصحّة منذ أكثر من شهرين، وأمر الطبيب باحتجازه، وبعد مرور فترة، تحسنت حالته وخرج من المستشفى، وبدأ يعيش طبيعيًا بين الناس، ولكن الفترة الأخيرة شهدت اشتداد مرضه مرة أخرى، وملّت زوجته من تصرفاته وأفعاله ونفذ صبرها وأصبحت غير قادرة على تحمله، إذ كان دائم ضربها ووضعها فى مواقف محجرة مع الجيران.

وفى أحد الأيام أخذت زوجة مصطفى بناتها وعادت إلى بلدتها فى المنصورة لتعيش مع أسرتها، بعيدًا عن زوجها المريض، وتركته بمفرده يضايق فى الجيران وأهالى المنطقة.

دموع أم

خرج مصطفى كعادته فى أحد الأيام من منزله، وبصوت عالٍ أخذ يهزو بكلمات غير مفهومة فى الشارع، خرجت أم زياد وأولادها وبعض الجيران وحاولوا تهدئته، وبالفعل استجاب، وبعدها بفترة قصيرة قطع الكهرباء عنه وأهل زياد، وتم تهدئته ودخل حجرته.

وفى أحد الأيام، خرج زياد من شقته للتنزه مع بعض زملائه، ولمح مصطفى فى مدخل العقار، وفى يده سكينًا، فقال له: "يا عم مصطفى هتعمل أيه بالسكين لو سمحت أدخل شقتك"، وبنظرات ثاقبة وأعين حائرة، حاول مصطفى ضرب زياد بالسكين فى وجه، لكن تفادها بالعودة للخلف، وقبل أن يسرع زياد من أمامه طعنه المريض فى صدره عدة طعنات استقرت فى الناحية اليسرى من الصدر واخترقت قلبه، وسقط الطالب غارقًا فى دمائه على الأرض.

خرجت والدة زياد وشاهدت فلذة كبدها الدماء تنهال منه بغزارة واحتضنت ابنها وهى تبكى، واتصل الأهالى بالإسعاف لكن قبل أن تأتى كانت روحه قد خرجت لبارئها، وعلى الفور أبلغ الأهالى المقدم أحمد إبراهيم، رئيس مباحث الشروق، الذى انتقل إلى مكان الواقعة، وتم إبلاغ اللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء محمود أبو عمرة نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وبتشكيل فريق بحث بقيادة العميد عبدالعزيز سليم رئيس مباحث قطاع القاهرة الجديدة، والعقيد محمد العربى، مفتش المباحث، تم إلقاء القبض على المتهم.

وتحرر المحضر رقم 417 لسنة 2018 جنح الشروق، وأمر اللواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة بإحالته إلى النيابة التى أمرت بحبسه 4 أيام.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز