فى اليوم العالمى للمرأة.. ماراثون ومظاهرات وتعبير عن الرأى

لا أحد يستطيع أن ينكر دور المرأة الفعال والإيجابى فى جميع المجتمعات، إذ تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة إذا كان الأمر يتعلق بدورها فى بناء واستقرار الأسرة، أو شغلها عديد الوظائف فى سوق العمل.

تأكيدًا لهذا الدور، وتقديرًا للتضحيات الكبيرة التى تقدمها المرأة، يحتفل العالم فى 8 مارس من كل عام باليوم العالمى للمرأة، وإن كان ذلك غير كافٍ لإبراز جميع أدوارها وتضحياتها فى المجتمع.

لكن، هذا اليوم ليس متعلقًا فقط بالاحتفال، بل يعتبر فرصة كبيرة للسيدات كى يعبرن عن مطالبهن وحقوقهن المهدرة فى بعض البلاد، وإن كان الأمر هذا لا يرتبط بتقدم أو تأخر الدول.

وتختلف طرق تعبير المرأة عن مطالبها، فى هذا اليوم، من مجتمعٍ لآخر وفقًا للثقافة السائدة، فعلى سبيل المثال نجد أن حوالى 300 امرأة شاركت فى ماراثون رمزى على مسافة 900 متر على جادة فى الموصل ثانى مدن العراق، التى تمت استعادتها من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابى.

ورفعت منظمات الماراثون، لافتات ذكرت بالواقع المأساوى للعراقيات، مثل "كفى زيجات القاصرات!" و"اخرجى عن صمتك وقولى لا!" و"لدى الحق فى التعبير عن الرأى بحرية".

بينما فى فرنسا، فقد بيعت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية بسعر أعلى للرجال بنسبة 25%، فى إشارة واضحة إلى التفاوت فى الرواتب بين الجنسين بمعدل 25%.

ذلك كان له أثره على الحكومة الفرنسية، وأعلن رئيس الوزراء، إدوار فيليب، سلسلة تدابير لوضع حدٍ لهذا التفاوت بين الرجال والنساء فى أوساط العمل.

اللافت فى الأمر ما حدث فى إيطاليا، فبالرغم من كم الحريات الكبير الممزوج بانضباط فى هذا المجتمع، إلا أن هناك تقصير فى بعض الجوانب التى تتعلق بحرية المرأة وكيفية الحفاظ عليها.

وأطلقت دعوة للإضراب احتجاجًا على أعمال العنف التى تتعرض لها النساء فى إيطاليا، ولاقت تجاوبًا كبيرًا من المواطنين.

ذلك الاضراب أثر بشكل خاص على وسائل النقل العام، لاسيما المترو والباصات فى العاصمة روما وحركة القطارات والملاحة الجوية، مما أدى إلى حدوث شلل تام، وألغيت عدة رحلات داخلية من مطار فيوميتشينو فى العاصمة الإيطالية.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل نظمت حركة"ME TOO" ، تظاهرة فى إيطاليا شاركت خلالها الممثلة الإيطالية آسيا أرجنتو، والمغنية الأمريكية روز ماكجوان، اللذين يتهمان هارفى وينشتاين بالاعتداء الجنسى، والطالبة الإيطالية ميريانا تريفيسان.

ورفع المتظاهرات لافتات منددة بقوانين التحرش، مطالبين بضرورة تغليظ العقوبات ضد المتحرشين.

العنف فى إيطاليا ضد المرأة وصل لحد القتل، فعلى الرغم من تراجع معدلات القتل العمد ضد المرأة هناك، إلا أن الشرطة أعلنت، فى وقت سابق، تزايد عمليات القتل ضد النساء، ذلك يدعو بشأن مستقبل حرية المرأة الإيطالية.