البث المباشر الراديو 9090
عبد المنعم رياض
"الشهيد هو من يرفع راية الحق سبحانه وتعالى" هكذا قال الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال إحدى الندوات التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد، مضيفا أن الشهداء يقدمون أغلى ما لديهم وهى أرواحهم حفاظا على أمن وأمان كل المصريين.

وفى 9 مارس من كل عام تحيى مصر ذكرى "يوم الشهيد، وهو يوم استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض فى عام 1969، حينما توجه للجبهة فى اليوم الثانى لحرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، وليكون بين أبناء قواته المسلحة فى فترة جديدة تتسم بطابع قتالى عنيف ومستمر لاستنزاف العدو.

وخلال مرور الفريق أول رياض على القوات فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو خلال الاشتباك وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه فى وداعه مشيعين جثمانه بإجلال واحترام ممزوجين بالحزن العميق.

استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض الذى يحتضن ميدان التحرير تمثاله، تم اختياره بعد انتصار حرب أكتوبر ليكون يومًا للشهيد، وهو مناسبة لتذكر شهداء مصر الذين لم يبخلوا عليها بالجود بأرواحهم، إذ قدمت مصر ومازالت تقدم وستقدم أبناءها فداء للوطن وللمنطقة العربية بأسرها، فكل مصرى هو مشروع شهيد يتحرك على قدميه إلى أن ينال الجائزة.

التاسع من مارس "يوم الشهيد" ليس مناسبة لتجديد الأحزان، ولكن للتأكيد على فكرة العطاء دون مقابل، والتضحية بالروح من أجل كرامة الوطن، فالمصريون قوم لهم مع الشهادة والشهداء قدر وباع وتاريخ طويل‏، ويحتفلون بها وبهم كما يحتفلون بأفراحهم، ويحيون فى هذه المناسبة الكثير من ألوان التكريم والتقدير فى مناسبات عديدة تخليدًا للتضحية وسموا بقيمتها النبيلة.

شهداء مصر عبر التاريخ لا يعدوا ولا يحصوا، فمنذ فجر التاريخ قدم أولادها أرواحهم فداء لها ودفاعًا عنها ضد الهكسوس، والتتار والمغول، فهى دائمًا وأبدًا مقبرة الغزاة ودرع حماية المنطقة بأكملها، وقدمت خيرة شبابها ورجالها إبان الحملة الفرنسية وطيلة فترة الاحتلال الإنجليزى من أجل جلاء المستعمر، وكان المصريون فى مقدمة المدافعين عن فلسطين فى حرب 48، وتجلت بطولة أبنائها خلال العدوان الثلاثى على بورسعيد، وخلال حرب الاستنزاف التى أعقبت نكسة 1967، وفى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973التى ثأرت فيها مصر لكرامتها محطمة أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يهزم.

وعلى الرغم من حالة السلام التى تعيشها مصر منذ ذلك الحين، إلا أنها لم تتأخر يومًا عن أشقائها العرب فكانت من أولى الدول التى شارك جيشها فى الدفاع عن الكويت ضد العدوان العراقى، وهو مازالت تؤكد عليه مصر حتى الآن بقول الرئيس عبدالفتاح السيسى عبارته الشهيرة "مسافة السكة" فى إشارة منه على استعداد الجيش المصرى لمساعدة الأشقاء وقت الحاجة.

تحيى مصر يوم الشهيد فى وقت يكثر فيه شهداء الإرهاب وضحاياه الذى يحصد يوميًا خيرة أبنائها من الضباط والمدنيين، فقد استشهد عدد كبير من أفراد الجيش والشرطة منذ 25 يناير 2011، لذا فإن القوات المسلحة حريصة على إحياء هذه الذكرى بالإجلال والإكبار، والعرفان لهؤلاء الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكانوا أوفياء ليمين الولاء للوطن وافتدوه بأغلى ما يملكون مضحين بأرواحهم ودمائهم الذكية فداء للوطن وصونًا لقدسية ترابه، تاركين وراءهم الزوجة المترملة والأم الثكلى والأب الحزين والأبناء والأخوة.

تزايد أعداد الشهداء لا يزيد زملاءهم إلا عزمًا وإصرارًا على استكمال المسيرة حتى ينالوا الشهادة ويلحقوا بزملائهم، ولعل السر فى ذلك هو عقيدة الجندى المصرى الراسخة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: إذا فتح الله عليكم مصر بعدى، فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، وإنهم فى رباط إلى يوم القيامة، فالمصرى منذ طفولته يتغنى باسم مصر، مرددًا منذ الصغر "نموت وتحيا مصر"، فالمصرى لديه عقيدة الوطن، والإيمان بكرامته وحريته.

فالقوات المسلحة هى عائلة متواصلة العطاء عبر الأجيال الآباء سلموا الراية إلى الأبناء وبدروهم سلموها للأحفاد، وشعارهم دائما "الروح والدم فداء لتراب وأمن الوطن"، وهذا ما فعله الفريق عبدالمنعم رياض الذى استشهد فى أرض المعركة فاستلم أبناءه فى القوات المسلحة الراية وحققوا نصر أكتوبر المجيد، ومن بعده جاء الأحفاد لتطهير أرض سيناء الغالية من دنس الإرهابيين الذين سعوا فى الأرض فسادا فساروا على نهج أجدادهم ومنهم الشهيد عبدالمنعم رياض والذى أصبح رمزا للشهداء، لتطهير تراب الوطن من كل العناصر الفاسدة، وذلك من خلال العملية الشاملة سيناء 2018.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز