جنود الاحتلال الاسرائيلي - أرشيفية
ومع بداية عام 2018 اتخذت سلطات الاحتلال عدة قرارات جديدة للقضاء على الهوية الدينية للمسلمين فى القدس، عبر ممارسات عدها أبرزها تأييد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وهو القرار الذى يعد بمثابة وثيقة رسمية للاعتراف بأنها عاصمة للإسرائيليين، وقبل أيام أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلى عزمها فرض ضرائب على الكنائس فى القدس، وإقرار قانون يتيح مصادرة الأملاك التى تتبعها، فى خطوة اعتبرت عدوانا على القدس ومقدساتها.
قوانين عدوانية
ولم يكتف الاحتلال بذلك بل من المقرر أن يناقش المجلس الوزارى المصغر الأسبوع المقبل، مشروع قانون يسمح بإعدام منفذى العمليات الفلسطينيين، فضلا عن مناقشة قانون ضم الأراضى الفلسطينية للسيادة الإسرائيلية، وكان أخر الممارسات العدوانية لامتلاك الأرض ما أقره الكنيست الإسرائيلى مؤخرا بإجازة سحب الإقامة الدائمة من الفلسطينيين، الذين يعيشون فى القدس والعرب السوريين فى مرتفعات الجولان المحتلتين، وطردهم إلى الخارج بحجة النشاط الإرهابى.
صوت أطفال فلسطين
ولم يقف الشعب الفلسطينى صامتا أمام هذه الانتهاكات فبيده من الوسائل والعزيمة والمقاومة ما يجعله يؤرق الاحتلال ويقض مضجعه، بل ويزلزل عرش إسرائيل، وهناك مؤشرات عديدة تبشر بانتفاضة فلسطينية جديدة قد تقضى على الأخضر واليابس، أبرزها:
صرخة أطفال فلسطين فلم ينس العالم أجمع صورة محمد الدرة، الطفل الفلسطينى الذى كان يعيش فى قطاع غزة، وتحول إلى أيقونة ورمز للمقاومة الفلسطينية، بعد أن هزت طريقة استشهاده بين ذراعى والده ضمير العالم عام 2000، إذ كشفت عن مدى الإجرام الإسرائيلى، فى حق أطفال فلسطين.
ولا يزال محمد الدرة يجسد رمز المعاناة فى الأدب الفلسطينى، ويوميا يولد أطفال فى فلسطين تستيقظ على صوت طلقات وانتهاكات العدو المحتل، وتفتح عيونها على انتهاكات ودماء تجعلها تثور ضد الظلم، وكانت عهد التميمى خير شاهد على ذلك، فهى تعانى مرارة الظلم داخل سجون الاحتلال لمجرد أنها حاولت أن تحمى إخوانها من ضربات العدو، لكن بالرغم من أنها خلف القضبان إلا أنها تروج للقضية الفلسطينية فى العالم أجمع، وقد تناول الإعلام الغربى بإسهاب محاكمة الفتاة الفلسطينية عهد التميمى، المتهمة بضرب جنديين إسرائيليين ويرى فيها الغرب بأنها وجها جديدا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.
عهد التميمى اعتقلت لمجرد أنها طردت الجنود من ساحة بيتها أثناء مواجهات فى قريتها، وإن كانت السلطات الإسرائيلية تعتبرها وجها جديدا للمقاومة، فإن البعض الآخر يعتبرها بطلة وقد مجدها الشاعر الإسرائيلى جوناثان جيفين فى قصيدة له معتبرا أن صفعاتها لجنود الاحتلال صفعات تجسد معاناة 50 عاما من الاحتلال والإذلال، فهى مثال بارز للمعاناة الفلسطينية بشتى معانيها، وهناك نماذج عديدة لأطفال فلسطين داخل سجون الاحتلال تقل أعمارهم عن 18 عاما تحدث عن معانتهم الصحفى الإسرائيلى "جدعون ليفى" فى مقالاته على صحيفة "هآرتس" مرارا وتكرارا.
يهود ضد الاحتلال
وكما أن هناك شعراء وكتاب يعارضون ممارسات الاحتلال هناك أيضا منظمات يهودية تعادى الاحتلال وتنادى بحقوق الفلسطينيين، وتمثل هذه المنظمات عائقا كبيرا أمام الاحتلال، إذ أنها تروج لفظائع إسرائيل فى الخارج وتنادى بحقوق الفلسطينيين وحقهم فى إقامة دولة مستقلة، ومن أبرز هذه المنظمات منظمة: "يهود ضد الصهيونية" Jews United Against Zionism ، المعروفة بـ" ناطورى كارتا" وكذلك منظمة الطائفة اليهودية، ومنظمة "صوت يهودى للسلام JVP "، ومنظمة زوخروت "ذاكرات"، ومنظمة فوضويون ضد الجدار "AAtW"، وحركة ترابط "התחברות".
وبالرغم من محاولات الاحتلال المستمرة لتوطيد العلاقة مع أبناء إسرائيل فى الخارج، إلا أنها وجدتهم يقفون أمامها ويعارضون محاولاتها فى بناء المستوطنات على أرض فلسطين، وهو ما دفع الاحتلال إلى إصدار قائمة باسم 20 منظمة أجنية، محظورة من الدخول إلى "إسرائيل"، لأنهم ينادون بمقاطعة الاحتلال الذى استوطن أرض فلسطين منذ ما يقرب من 50 عاما.
قائمة الحظر جاءت بعد مشروع قانون أقره الكنيست الإسرائيلى العام الماضى، يمنع دخول كل الأجانب الذين يدعمون مقاطعة إسرائيل أو مستوطناتها التى تعد غير شرعية بموجب القانون الدولى، وتضمنت اللائحة 11 منظمة أوروبية وأخرى أمريكية ومن تشيلى وجنوب إفريقيا، ومن بين المنظمات المحظورة "جمعية تضامن فلسطين فرنسا"، ومنظمة "وار اون وانت" البريطانية، ولجنة الأصدقاء الأمريكية للخدمة التابعة لمذهب الكويكرز الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ومجموعة فلسطين النروجية.
الانتفاضات
وكما تخشى إسرائيل من الحرب التى يشنها عليها أبنائها فى الخارج تخشى أيضا الانتفاضات الفلسطينية فى الداخل، بل أخشى ما تخشاه إسرائيل هو العمليات الفلسطينية فى الداخل التى تجعلها دائما فى حالة من الهلع القلق، ومنذ نحو 30 عاما انطلقت أولى الانتفاضات من أجل القدس عام 1987، ضد محاولات تهويد القدس وانتزاعها من فضائها الفلسطينى والعربى والإسلامى، وفى يوم 8 ديسمبر عام 1987 كانت الانتفاضة الأولى من أجل القدس سميت بانتفاضة الحجارة، لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التى استخدمها المقاومون ضد عناصر الجيش الإسرائيلى، حتى سمى الأطفال الرماة "أطفال الحجارة"، استمرت هذه الانتفاضة حتى عام 1991.
انتفاضة الأقصى
وبعدها أثارت الحركة الاستفزازية لرئيس الوزراء الصهيونى الأسبق أرئيل شارون باقتحام المسجد الأقصى، والتجول فى ساحاته، المرابطين الفلسطينيين لتندلع المواجهات مع جنود الاحتلال فى ساحات المسجد الأقصى، وكانت هذه بداية انتفاضة الأقصى التى امتدت من سنة 2000 إلى 2005.
انتفاضة السكاكين
ونتيجة سياسات دولة الاحتلال العدوانية انطلقت انتفاضة السكاكين فى 1 أكتوبر 2015 ولا تزال متواصلة حتى الآن، واستخدم خلالها الفلسطينيون أسلوبا جديدا أرهق القوات الإسرائيلية، إذ كانت عمليات مباغتة، من حيث الزمان والمكان والهدف، كما لم تقتصر على الشبان إذ نفذت فتيات فلسطينيات عددا من هذه العمليات، حيث ذكرت صحف إسرائيلية أن الشرطة تلقت 25 ألف اتصال للطوارئ خوفا من عمليات الفلسطينيين، وتشهد هذه الانتفاضة تصعيدا وخفوتا فى المواجهات منذ أكتوبر 2015 إلى الآن.