البث المباشر الراديو 9090
قطر والجزائر
لم تكن الجزائر تعلم يوم ساعدت قطر وأمدتها بالطعام بعد المقاطعة العربية للدولة راعية الإرهاب بأن جزاءها سيكون كجزاء سنمار مع الملك النعمان، تلك الحكاية العربية عن المهندس الذى قتله إخلاصه.

وإذا كان بأن نكران الجميل من شيم اللئام، فإن النظام القطرى أثبت على مدار سنوات مضت بأنه مثالاً يُحتذى به فى الجحود والنكران، والغدر بالحلفاء قبل الأعداء.

فبعد أن قطعت بعض الدول العربية علاقاتها مع قطر بسبب دعمها للجماعات المتطرفة والإرهاب فى المنطقة، كانت الجزائر أول المبادرين بإرسال طائرة مُحملة بالمواد الغذائية إلى قطر لنجدتها، على اعتبار حياد الجزائر فى الأزمة، وهو ما أشاد به مهللو النظام القطرى من الإخوان ممن أوتهم قطر، وملأوا صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعى صراخا ومدحًا للجزائر التى هبت لإنقاذ إخوتها بقطر من التجويع.

ونظرًا للتخبط الذى يعيشه النظام القطرى، حاول توريط الجزائر كطرف فى أزمة لا ناقة ولا جمل لها فيها، فخرجت التقارير الصحفية الكاذبة فى صحف النظام القطرى لتتحدث عن خلافات عميقة بين الجزائر والسعودية، فى محاولة لشق الصف العربى أو اكتساب مساندين أمام المجتمع الدولى، ولو كذبًا.

وسعت قطر إلى توريط الجزائر فى الأزمة الجارية بين "الدول الداعية لمكافحة الإرهاب" من جهة والدوحة من جهة أخرى، الأمر الذى دفع الخارجية الجزائرية للرد على هذه الادعاءات التى ترددها الصحافة القطرية.

وهو ما كشف عنه موقع "algeriepatriotique" الناطق بالفرنسية - فى تقريره- بأن عبد العزيز بن على شريف، المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية ع، رد على ما يبدو أنه حملة عدائية حقيقية تقودها الصحافة القطرية ضد الجزائر.

وأوضح شريف أن صحيفة "الراية" القطرية، زعمت كذبًا وجود تدهور ملحوظ فى العلاقات بين الجزائر من ناحية، والمملكة السعودية والإمارات من ناحية أخرى.

وبحسب زعم "الراية" القطرية الموالية للحكومة، فإن "الجزائر أصبحت مؤخرًا مصدر قلق كبير لدولة الإمارات العربية المتحدة بسبب مواقفها العدائية فى المنطقة، خاصة فيما يتعلق بأزمة الخليج"، بدعوى أن الجزائر تدعم قطر، غير أن هذه الصحيفة لم تشر إلى أى مصدر يدعم هذا الاتهام الخطير.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية هذه الأخبار بأنها "خيالية ولا أساس لها"، وأكد أن الجزائر لا تزال على موقفها المحايد فى هذا الصراع، ما يضع جميع الأطراف "على قدم المساواة".

وأوضح أن "مواقف الجزائر إزاء الأزمة الخليجية واضحة، فهى تقف على مسافة واحدة من كل أطرافها"، مؤكدًا أن المعلومات التى تنشرها وسائل الإعلام القطرية حول وجود خلافات بين الجزائر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة "مغلوطة إن لم تكن وهمية".

وأوضح شريف أن علاقات الجزائر مع "إخوانها" فى الخليج عمومًا، والإمارات والسعودية على وجه الخصوص "ممتازة"، وتتطور باستمرار و"لا يمكن أن تتأثر بالبيانات".

وأشارت إلى أن وسائل الإعلام القطرية تسعى من خلال هذه الحملة، إلى إشراك الجزائر كما فعلت من قبل مع تونس ودول أخرى بالمنطقة العربية، فى الصراع بين الدوحة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر، والمستمر منذ عام تقريبًا.

وعاب شريف على هذه التقارير بأنها "تستند إلى تحليلات وقراءات لا تمت للحقيقة والواقع بأي صلة"، مؤكدًا أن "علاقات الجزائر مع أشقائها فى الخليج العربى، وخاصة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، متميزة ومسارها فى تطور متواتر ولا يمكنها أن تتأثر بمعطيات ظرفية"، مؤكدًا فى الاتجاه نفسه على أن "هذه العلاقات لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تعلق بها أي شوائب".

وأكدت أن وسائل الإعلام التابعة للأسرة الحاكمة فى قطر، كانت أول من وصم الجزائر وشجب موقفها الرسمى فيما يتعلق بالانتفاضات التى هزت العالم العربى عام 2011.

وأكد شريف أن هذه التقارير الإعلامية تنشر معلومات تسىء إلى العلاقات الأخوية والمتميزة بين الجزائر وأشقائها فى الإمارات والسعودية، مشددًا على موقف الجزائر الثابت من الأزمة الخليجية، والذى يقوم على العمل الدؤوب من أجل رأب الصدع فى الصف العربى، بحسب وصف بن على شريف.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز