البث المباشر الراديو 9090
تميم بن حمد والرئيس التركى
ليس غريبًا على النظام القطرى ازدواجية رؤيته ومواقفه تجاه جميع الدول، لاسيما العربية، من أجل تحقيق أهداف الأمير تميم بن حمد غير الشرعية، على حساب دماء العرب وحقوقهم.

تلعب قطر دورًا فى الصراع القائم فى سوريا، لتحقيق نجاحات سياسية عن طريق دعم حلفائها مثل تركيا، أو توجيه ضربات للمعادين لها ولسياساتها المتقلبة بين الحين والآخر.

اقرأ أيضًا: دليل تورط تركيا فى حرب الغوطة.

مازالت دماء الأبرياء السوريين تسيل فى شوارع مدنها، لاسيما الغوطة وعفرين بسبب الصراع الشرس القائم هناك بين أطراف عدة، مثل تركيا حليف نظام "الحمدين" المخلص إلى جانب إيران.

بالطبع، ظهرت قطر فى جميع المحافل تدين بأقسى العبارات دماء الأبرياء فى سوريا، داعية جميع الأطراف إلى إيجاد حل للأزمة، من جهة أخرى تدعم عمليات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى مدينة عفرين، حتى يقضى الجيش التركى على الإرهاب، حسب ما يزعم تميم.

هذا الدعم القطرى لتركيا ليس وليد اللحظة، فمنذ بداية عملية «غصن الزيتون» على عفرين بشمال السورى، والنظام القطرى يدعم ويساند أردوغان، على حساب دماء القتلى المدنيين الأبرياء.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، خالد بن محمد العطية، للرئيس التركى دعمه الكامل لتركيا فى عملياتها ضد الأكراد شمال غرب سوريا لمكافحة الإرهاب.

لا شك أن قطر تقدم دعما ماليا ضخما للحكومة التركية، لا سيما فى ظل الخسائر الكبيرة فى صفوف الجيش التركى بشمال سوريا، على الرغم من تحقيقه تقدم على مستوى القتال، إذ يبعد 10 إلى 15 كيلو مترًا من عفرين، حسبما أكدت وحدات الشعب الكردية.

ولكن أى إرهاب يقصده تميم بن حمد؟

فى ظل سقوط القتلى والإصابات المستمرة فى سوريا، تبنى مجلس الأمن مشروع قرار يقضى بوقف الأعمال العدائية لمدة 30 يومًا متتالية على الأقل فى جميع أنحاء سوريا على الفور، للسماح بإدخال المساعدات إلى كل المناطق المحاصرة.

واستثنى القرار العمليات العسكرية ضد تنظيمى الدولة الإسلامية والقاعدة والجماعات المرتبطة بهما أو الجماعات الأخرى، التى يصنفها مجلس الأمن الدولى تنظيمات إرهابية.

اقرأ أيضًا: تركيا تتحدى مجلس الأمن.. وتواصل الاعتداء على عفرين.

المهم هنا، هو أن مجلس الأمن لا يصنف وحدات حماية الشعب كجماعة إرهابية، مما يثبت اختراق تركيا لقرار مجلس الأمن واستمرارها فى نشر الإرهاب وقتل الأبرياء، أى أن تركيا هى الإرهاب فى سوريا.

بالتالى حديث الدوحة عن مقاومة تركيا للإرهاب فى عفرين، ما هو إلا كلام مرسل لا يمت للواقع بصلة، ويكشف تآمر قطر على سوريا وشعبها البرىء.

اللافت فى الأمر، أن الدعم القطرى لأردوغان فى سوريا يأتى فى ظل إظهار العديد من الدول قلقها الشديد تجاه التدخل التركى فى سوريا مما يعقد الوضع بشكل كبير هناك.

وعلى رأس هذه الدول ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، كذلك الاتحاد الأوروبى، وأكد الجميع أن تدخل الجيش التركى فى عفرين يهدد حياة المدنيين وينتهك السيادة السورية.

ومؤخرًا فى ألمانيا، دعت منظمات غير حكومية وتنظيمات كردية وأحزاب سياسية، تحت شعار "معًا ضد الهجمات التركية على عفرين"، تنديدًا بهذا التدخل، الذى بدأ فى 20 يناير 2018.

وقال رئيس خارجية فرنسا، جان إيف لو دريان، إن باريس تأسف للهجوم التركى على الأكراد فى عفرين السورية، ونصحت أنقرة "بوضع نهاية له".

هذه أمثلة للإدانات الدولية للاعتداء التركى، وللضمير العالمى اليقظ الذى يرفض التجاوزات التركية بالهجوم على شمال سوريا مما يوقع العديد من القتلى المدنيين الأبرياء، إلا أن قطر لا تعتنى بمثل هذه الإدانات، عين تميم لا ترى إلا مصلحة الدوحة وصفقاتها السياسية المشبوهة.

وآخر مواقف الدوحة فى هذه المسألة، انشقاقها عن الصف العربى، وكأن قطر ليست دولة عربية ولا تمت للضمير والأهداف العربية المشتركة بصلة، إذ تحفظت قطر على بيان وزراء الخارجية العرب، بإدانة الهجوم التركى على مدينة عفرين، لتظهر بذلك تأييدها الكبير لوقوع مئات الأبرياء السوريين ما بين قتلى وجرحى.

ذلك على الرغم من أن بيان وزراء الخارجية العرب لم يحمل إلا الحقيقة القائمة فى سوريا، إذ أعلنوا أن العملية التركية التى بدأت فى عفرين يناير الماضى من شأنها أن تقوض المساعى الجارية للتحول إلى حلول سياسية للأزمة السورية.

وأكدوا أن الحل الوحيد للأزمة يكمن بالطرق السياسية القائمة على المشاركة بين جميع الأطراف السورية، وفقًا لما ورد فى مفاوضات جنيف 1، ودعم جهود الأمم المتحدة وصولًا إلى تسوية سياسية للأزمة، ودعوة الجامعة للتعاون مع الأمم المتحدة لإنجاح المفاوضات التى تجرى برعايتها لإنهاء الصراع وإرساء السلم والاستقرار فى سوريا.

من جهة أخرى، تدين الدوحة ما يحدث فى الغوطة الشرقية، وتدعو للحفاظ على دماء الأبرياء من القصف المستمر للجيش السورى على المدينة.

فالخارجية القطرية، خرجت تدين وتستنكر الشديدين حملات القصف الجوى المكثف التى ترتكبها قوات الجيش السورى فى منطقة الغوطة الشرقية بدمشق، مشيرة إلى وقوع قتلى وجرحى من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال.

لم تقف قطر عند حد الإدانة فقط، بل دعت المجتمع الدولى لاسيما مجلس الأمن للقيام بمسؤولياته للحفاظ على السلم والأمن، والعمل على تنفيذ قراراته المعلنة بإيقاف اطلاق النار فى جميع أنحاء سوريا.

بالطبع، لا يفوت الدوحة إظهار ضميرها العربى المزيف، وحرصها الكاذب على سلامة الشعب السورى، إذ تدعو لوقف الجرائم وحماية الشعب السورى والحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة، حسبما تزعم.

بالتدقيق فى الأمر نجد أن هدف قطر من وراء هذا الدعم هو مساندة الفصائل التى تقاتل تحت قيادة الجيش السورى الحر، الذى يشارك مع تركيا فى عفرين ضد الأكراد.

إذ أن هناك فصائل متعددة تقاوم الجيش السورى فى الغوطة، مثل "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" و"هيئة تحرير الشام"، بالإضافة إلى الجيش السورى الحر الذى يعد محور المقاومة.

ويوجد من هذه الفصائل من يعمل تحت لواء الأخير مثل "فيلق الرحمن"، الذى تكون منذ 2013، وشارك فى العمليات العسكرية فى عفرين بحماية تركية، وهو ما يكشف ضلوع تركيا فى الصراع بغوطة دمشق، بالتالى وجب على تميم بن حمد إدانة عمليات الجيش السورى بالمدينة.

المشهد العام يكشف تورط قطر فى دعم الإرهاب والتجاوزات التركية فى سوريا، يوضح تلطخ وجه تميم بن حمد بدماء الأبرياء، يكشف عدم رؤية الدوحة إلا الأشياء التى تريد رؤيتها فقط.

قطر من المفترض أنها دولة عربية، فكيف لنظامها أن يكشف كل يوم عدم حرصه على المصالح العربية، وانشغاله بقضايا المنطقة؟ بالطبع لعبة المصالح هى الأساس عند نظام "الحمدين" دون الالتفات حتى لشعبه.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز