حزب الله
وقال قرقاش عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "تحفظ بعض الأشقاء عند تصنيف الإرهاب بالجامعة العربية يطرح إشكالية حول شرعية بعض الجماعات، فهل تكون الجماعة شرعية فى المشهد الداخلى برغم امتلاكها للمليشيات؟ وكيف يفسّر مبرروها دعمها العنف والإرهاب فى بلد عربى آخر؟ شخصيا لا أَجِد ذريعة لهذه الازدواجية".
المؤكد أن الوزير الإماراتى كان يقصد بهذه الجملة، حزب الله اللبنانى، صاحب الحالة الأغرب فى منطقة الشرق الأوسط، فهو حزب له ميليشيات، كما يقول قرقاش، بل كما يعترف قادة الحزب أنفسهم، ولكنه له أيضا جناح سياسى مهم وبارز فى الدولة اللبنانية، كما له تحالفاته الداخلية والإقليمية، والتى تعطيه قوة فى وجه أى محاولة خارجية للنيل منه.
إسرائيل وأمريكا وبعض الدول العربية لا تعترف بالحزب، بل تعمل على تحجيم آثاره السياسية والعسكرية، لاسيما ضلوعه بشكل واضح لا لبس فيه فى دعم نظام الأسد بسوريا، وفى دعم قوى الانقلابيين الحوثيين فى اليمن، ضد تحالف دعم الشرعية اليمنية.
على النقيض فإن الحزب ولاشك مدعوم من الساسة فى لبنان، باستثناءات قليلة، وكذا مدعوم أيضا من إيران وروسيا اللتين تواصلان الدفاع عنه سياسياً وعسكرياً بلا حدود.
الجامعة العربية، ولأن لبنان عضو فيها، لاشك مكبلة الموقف، فلا هى تستطيع أخذ موقف جرىء مثلما أخذت من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية فى مصر، فهى بالفعل تتعامل بازدواجية كبيرة بخصوص هذا الأمر.
الازدواجية جاءت أيضا بعد الصمت الرهيب الذى أعقب استنكار وشجب وزراء الخارجية العرب نوفمبر الماضى، بعد اجتماع طارئ فى القاهرة، لتدخلات إيران بالمنطقة، معتبرين أنه "تهديد للأمن العربى"، وقتها وصف البيان الختامى للاجتماع، حزب الله اللبنانى، بالمنظمة الإرهابية، مطالبين إياه بالتوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل فى الشؤون الداخلية للدول.
وحملت الجامعة، حزب الله اللبنانى، مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية فى الدول العربية، واتهمته مع الحرس الثورى الإيرانى بـ"تأسيس جماعات إرهابية" فى مملكة البحرين، وهو ما أدى إلى تحفظ الوفدين اللبنانى والعراقى، نظراً للطبيعة المذهبية التى تحكم السلطتين وأبناء الشعبين، فغاب وزير الخارجية اللبنانى جبران باسيل عن الاجتماع وتمثل لبنان بمندوبه الدائم لدى الجامعة العربية أنطوان عزام.
فى الداخل اللبنانى، باءت محاولة قلب الطاولة من خلال استقالة رئيس الحكومة الحريرى بالفشل، وصارت هناك قناعة بأنه لا يمكن مواجهة إيران وحزب الله، بتصعيد المواقف فى الداخل اللبنانى، بل زاد الميل نحو ضرورة الوصول إلى إجماع دولى، لا سيما أن الأصوات داخل الكونجرس الأمريكى، تتحدث عن وجوب التعاطى مع أمر واقع، وبأنه لا يمكن مواجهة الحزب خلال هذه الفترة، بل يجب مواجهة إيران، الداعم الأول للحزب.
حزب الله مقدم على انتخابات نيابية داخلية فى لبنان، هذا أمر أكيد، وهو أمر لابد من التعاطى معه خصوصاً أن الحزب ينوى الحصول على كتلة أكبر فى تلك الانتخابات ما يجعل إزاحته عن المشهد أو تنحيه أو حتى تحييده صعبة للغاية.
الحوثيون، أو أشقاء حزب الله فى حروب الوكالة فى المنطقة، عدو ضعيف، يسير (حتى لو حقق انتصارات وقتية) إلى الفناء.
الأصل هو المواجهة الإيرانية، كما يقول الأمريكان، ولذلك هى تفعل الآن كل ما فى وسعها لضرب نظام الملالى بيد من حديد، وبالتالى يسهل مواجهة الحزب وجماعة الحوثى، دون ظهر قوى داعم ساند، ذى أطماع واضحة فى منطقة الشرق الأوسط.