البث المباشر الراديو 9090
الجزيرة
تعمل قناة "الجزيرة" القطرية، بشكلٍ مستمرٍ، كمنصة إعلامية للنظام القطرى لتحقيق أهدافه على حساب أشقائه العرب، رغم أن هذه الأهداف غير شرعية وتضر بمصالح جيرانها.

لم تتوقف "الجزيرة" عن الترويج لسياسة تميم بن حمد، الحالية، فى المنطقة العربية مثل دعم تركيا فى عدوانها على مدينة عفرين السورية على حساب الدماء السورية البريئة، بل أخذت اتجاهًا آخر لدعم سياستها، وهو محاولة تزوير الحقائق التاريخية لتشويه صورة دول المقاطعة.

اقرا أيضًا: مؤمرات لا تنتهى.. دماء السوريين تلطخ وجه تميم.

وتحظى الإمارة الخليجية بتاريخ حافل من الانقلابات على الحكام، فبعد استقلال قطر عن بريطانيا عام 1971 نفّذ خليفة بن حمد آل ثان انقلابًا عسكريًا على ابن عمه الشيخ أحمد بن على آل ثان، من خلال انقلاب عسكرى، كما عيّن أولاده فى الوظائف الحيوية بالدولة كى يوطد حكمه.

شؤون الحكم لم تستقر لخليفة، وجاءت الضربة من ابنه حمد، الذى استغل وجود والده فى أحد قصوره بسويسرا، ليعين نفسه أميرًا للبلاد، ولم يكتف بذلك بل نفى والده وأقام فترة فى سوريا، قبل أن يسمح له بالعودة للبلاد عام 2004.

مثلما فعل حمد بأبيه، فعل تميم بن حمد، عندما انقلب بطريقة ناعمة على والده، بمساعدة والدته الشيخة موزة، ولم يحرك "حمد" ساكنًا تجاه ما حدث، وسلم السلطة بكل سهولة لابنه.

الكل يخون بعضه فى هذه الدولة الصغيرة، هذا يكشف إلى حد بعيد السياسة القطرية فى التعامل مع القضايا العالمية والإقليمية، لاسيما التى تخص الوطن العربى، فلا داعى للاندهاش عندما نجد قطر تخون أشقاءها العرب.

لكن قناة "الجزيرة"، صوت النظام القطرى، تريد أن تحرّف ما يشهد عليه التاريخ، من أجل تشويه صورة دول المقاطعة، الذين سئموا من إرهاب قطر، بعد ثبوت اشتراكها أمام العالم فى دعم التنظيمات الإرهابية.

وعرضت "الجزيرة"، مؤخرًا، فيلمًا وثائقيًا، تحت عوان "قطر 96"، يتناول أسرار وخبايا محاولة الانقلاب الفاشلة على نظام الحكم فى قطر عام 1996، ومشاركة دول المقاطعة فى دعم ذلك الانقلاب.

بالطبع، لم تصمت الإمارات تجاه ما أشاعته الجزيرة، فخرج وزير الدولة الإماراتى للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، ليكذّب ما تعرضه المنصة الإعلامية للدوحة، وتوضيح الحقيقة.

وأكد قرقاش، أن الشيخ زايد حاول كثيرًا أن يصلح بين الشيخ خليفة بن حمد وابنه الشيخ حمد وقت أزمتهما عام 1996، مؤكدًا: "سيرة زايد وخصاله أسمى وأعظم من هذا التضليل الرخيص".

وأوضح وزير الخارجية الإماراتى، نقلًا عن أحد الشهود "عندما سمع الشيخ زايد رحمه الله بانقلاب الشيخ حمد على والده وكان فى جنيف، بادر فورًا بلم الشمل ودفن الفتن، ونصح الشيخ خليفة أن يبارك لابنه، وكان ذلك بإرسال الشيخ زايد رئيس ديوانه إلى الشيخ خليفة فى مقر إقامته فى مدينة كان الفرنسية"، مشيرًا إلى أن ذلك جاء بحضور بحضور الشيخ عبدالعزيز بن خليفة وعيسى الكوارى.

ولفت قرقاش، أن الشيخ زايد أكد لخليفة أن الإمارات ستسخر له جميع الإمكانيات التى تحفظ كرامته كحاكم سابق، مما يوضح أن ما تعرضه الجزيرة عبارة عن ادعاءات وأكاذيب تهدف فقط لتشويه صورة دول الرباعى العربى، وإظهار نظام "الحمدين" فى دور المجنى عليه جراء مقاطعته.

بالعودة إلى الأحداث التى جرت فى قطر عام 1996، نجد أنها امتداد لسلسة الانقلابات التى يشهدها دائمًا كرسى الحكم فى هذه الدويلة، وأن سببها الشيخة موزة زوجة حمد بن خليفة، بسبب ازدياد نفوذها بطريقة أثارت حفيظة أولاد حاكم قطر من زوجته الثانية.

بسبب ذلك وانتصارًا لجده، اشترك الشيخ فهد ابن حمد الأكبر فى انقلاب فاشل على والده مع ابن عم الشيخ حمد، مما دفع حاكم قطر لطرده من سلاح الدروع القطرية واتهامه بأنه إسلامى متطرف.

بالتدقيق فى الأحداث الجارية، نجد أن قناة "الجزيرة" هى عبارة عن أداة فى إعلام النظام القطرى لتشويه صورة دول المقاطعة، وامتدادًا لما تقوم وسائل الإعلام القطرية لخدمة أهداف تميم بن حمد والشيخة موزة.

ومؤخرًا، خرجت علينا إحدى الصحف القطرية، بتقريرٍ زعمت من خلاله أن الجزائر أصبحت مصدر قلق كبير للإمارات والسعودية جراء مواقفها الرافضة للأزمة الخليجية.

بالطبع، لم تصمت القيادة الجزائرية لادعاءات الإعلام القطرى، الذى يحاول ادخال الجزائر فى الأزمة وهى بعيدة تمامًا عنها.

وأكد وزير الخارجية الجزائرى، عبدالقادر مساهل، أن ادعاءات الدوحة ليست صحيحة، وأن موقف الأخيرة من الأزمة الخليجية محايدًا وليس مناهضًا للدول العربية.

في نفس السياق، أكد موقع المعارضة القطرية "قطريليكس"، إنشاء قطر 50 موقعًا لمهاجمة دول المقاطعة، مؤكدًا أن المواقع تعتمد على قناة الجزيرة لنقل الأخبار منها، وإطلاق بيانات لشركات علاقات عامة وهمية لا وجود لها فى بريطانيا.

وأشا إلى أن جميع المواقع مُرتبطة ببريد إلكترونى واحد تابع لفلسطينى يدعى سامح أكرم حبيب، وتنتحل أسماء بارزة مثل "فوكس نيوز 24- صنداى هيرالد - بارلمنت ريبورت".

اقرا أيضًا: دليل تورط تركيا فى حرب الغوطة.

اللافت فى الأمر، ترويج الإعلام القطرى لموقف القيادة السياسية تجاه الأزمة السورية، ذلك الموقف الداعى إلى مساندة تركيا فى هجومها على عفرين، ومهاجمة الجيش السورى فى عملياته ضد الفصائل المسلحة بالغوطة.

تضارب كبير بالسياسة القطرية، يروج له جهاز إعلامى بلا أى وعى أو ضمير أو تفكير، ينفذ الأوامر دون مناقشة حتى على حساب دماء الأبرياء السوريين، فالمهم هو إظهار تميم بن حمد في صورة "تميم المجد" كما يروجون له، وهو فى الحقيقة بعيد كل البعد عن أقل درجات المجد.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز