النووى السعودى
وتقول تقارير إعلامية دولية إن هناك مفاوضات حاليا بين الحكومة الأمريكية والسعودية حول اتفاق مشترك لتخصيب اليورانيوم، مؤكدة أن المملكة تعتزم بناء أكثر من 16 مفاعلا نوويا خلال الـ25 سنة المقبلة.
وتقدم إدارة الرئيس الأمريكى، دعما قويا للسعودية فى سبيل تأسيس شركات أمريكية سعودية، وذلك فى خطوة تهدف إلى عدم وجود منافسين من روسيا والصين وبعض الدول الأخرى.
ونقلت وكالة "بلومبرج"، فى تقرير لها، عن مصدر بمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة قوله إن المملكة تلقت طلبات من خمس شركات دولية من الصين وفرنسا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وروسيا للقيام بأعمال الهندسة والبناء على مفاعلين نوويين، متوقعا البدء فى بناء المحطة النووية بداية العام المقبل، بتمويل مشترك من الحكومة السعودية والشركة المنفذة.
وتسعى الرياض، من خلال تخصيب اليورانيوم، لتقليص الاستهلاك المحلى للنفط، وبناء قدرة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية تبلغ 17.6 جيجاوات بحلول 2032، وأرسلت فى طلب معلومات من موردين عالميين لبناء مفاعلين كبداية.
ومن جانبه، قال وزير الطاقة الأمريكى، ريك بيرى، إن السعودية مهتمة بالتوصل لاتفاق لتعاون نووى مدنى مع واشنطن، وهى خطوة ستسمح لشركات أمريكية بالمشاركة فى البرنامج النووى المدنى للمملكة.
وكان رئيس شركة "روس أتوم" الروسية، أليكسى ليخاتشوف، قال إن شركة الطاقة النووية الحكومية تأمل الفوز بمناقصة أعلنت عنها السعودية لبناء محطات نووية فى المملكة، كما أشار الرئيس التنفيذى لشركة "إى.دى.إف" الفرنسية إلى أن شركة المرافق الحكومية تريد المشاركة فى خطط السعودية لبناء مفاعلات نووية.
وتبرر الرياض إصرارها على تنفيذ برنامجها النووى برغبتها فى تطوير خيار لصنع الأسلحة النووية لردع إيران، التى تمتلك قنابل نووية، إذا لزم الأمر، وهذا ما يعنى أن شركة روساتوم الروسية لن تتولى بناء المفاعلات النووية السعودية خوفا من تسريب المعلومات لإيران التى تعد أبرز حلفائها، بحسب ما نقلت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية.
وبالنسبة للمخاوف من تبنى شركة صينية للمهمة، فيعتبر أيضا مهمة محفوفة بالمخاطر، وفق الصحيفة، ونظرا لنجاح كوريا النسبى فى بناء أربعة مفاعلات فى الوقت المحدد، فإن المفاعل الكورى لا يزال على الأرجح هو المفضل للفوز بمناقصة المملكة العربية السعودية.
واعتبرت الصحيفة أن ما يقال حول المكاسب العائدة على الولايات المتحدة من السماح للسعودية بتخصيب اليورانيوم ليس له أساس من الصحة، مشيرة إلى أن مؤيدو الاتفاق النووى السعودى، أكدوا أن واشنطن تفتقر إلى النفوذ لتأمين تعهد سعودى بعدم إثراء أو إعادة معالجة اليورانيوم.
وأكدت "ناشونال إنترست" أن أفضل ما يمكن أن تفعله واشنطن هو أن تطلب من الرياض تأجيل هذه الأنشطة النووية الخطيرة لعدة سنوات، فيما يشير إلى أن الانضمام إلى رغبات الرياض هو فى مصلحة واشنطن، لأن السماح للسعوديين بصنع أسلحة نووية يمكن استخدامها فى الوقود قد يساعد على ردع إيران عن حيازة الأسلحة النووية.
ومن ناحية أخرى، كشفت مصادر دبلوماسية إسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، طلب خلال زيارته واشنطن الأسبوع الماضى من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عدم تزويد السعودية بمفاعل نووى، لكن الرئيس الأمريكى رفض.
وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة فى تقرير، نقلا عن مصادر، إن ترامب لم يوافق على وقف العمل على صياغة اتفاق مناسب بين الولايات المتحدة والسعودية، قائلا لنتنياهو إنه فى حال رفض أمريكا تصدير مفاعل نووى للمملكة، هذه المهمة ستقوم بها روسيا أو فرنسا أو الصين.
وأكدت القناة أن نتنياهو طلب من ترامب، خلال لقائهما الذى تم الإثنين الماضى الإصرار، حال موافقة واشنطن النهائية على بناء المفاعل فى السعودية، على منع المملكة من تخصيب اليورانيوم بنفسها عبر وضع شرط مناسب مسبوق لتمرير الصفقات، وحسب التقرير، فإن ترامب لم يقدم أى رد على الطلب، لكن الطرفين وافقا على مواصلة المشاورات بشأن الموضوع.