البث المباشر الراديو 9090
فيس بوك
ما زالت فضيحة تسريبات معلومات 87 مليون مستخدم لموقع التواصل الاجتماعى الشهير "فيس بوك" لصالح شركة الاستشارات السياسية "كامبريدج أناليتيكا"، التى كانت لها علاقات مع حملة ترامب الرئاسية، تجنى ثمارها.

ومن الواضح أن تلك الواقعة تحمل عديد الخسائر إلى شركة مارك زوكربيرج، التى تمتلك هذا الموقع الذى يعتبر الأشهر على مستوى العالم، وبالأخص فيما يتعلق بالمستخدمين.

آخر ما يوضح هذه الخسائر، ما أظهره استطلاع جديد للرأى، أجرته مؤسسة الأبحاث التقنية "Techpinions" على ألف أمريكى من مستخدمى "فيس بوك"، بأن 9% حذفوا حساباتهم بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية فى أعقاب فضيحة التسريبات الأخيرة.

وكشف موقع "ديلى ميل" البريطانى أن 17% حذفوا تطبيق "فيس بوك" من هواتفهم، بينما حذف 11% التطبيق من أجهزة أخرى.

اللافت فى الأمر أن نحو 59% من المستطلعين قالوا إنهم لن يكونوا مستعدين لدفع ثمن نسخة خالية من الإعلانات، مثلما اقترح بعض المديرين التنفيذيين فى الشركة خلال الأيام الأخيرة.

يأتى حذف 9% من مستخدمى "فيس بوك" فى إطار حملة "#deletefacebook" التى دعت المستخدمين لحذف حساباتهم من الموقع بعد فضيحة تسريب البيانات، ورغم أنها أطلقت منذ أسابيع إلا أن هناك العديد من الأشخاص لا يزالون ينضمون للحملة.

رغم ذلك، ينفى مارك زوكربيرج أى تأثير لتلك الحملة تمامًا، ولا توجد أى ملاحظات حول حذف المستخدمين لحساباتهم، مما دفع المحللة فى الشؤون التقنية، كارولينا ميلانسيسى، للرد عليه.

ميلانسيسى تقول: "لقد سجل مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذى لشركة فيس بوك، رقمًا قياسيًا فى الإشارة إلى أن حملة "deletefacebook" ليس لها تأثير ملحوظ، وادعى أنه لم يكن هناك انخفاض كبير فى المستخدمين منذ اندلعت فضيحة التسريبات لأول مرة".

لكن ميلانسيسى أشارت إلى شئ أخطر من حذف المستخدمين حسابتهم من "فيس بوك"، وربما تكون أكثر فعالية بمراحل.

المحللة التقنية توضح "تلك الأرقام قد لا تقلق فيس بوك، لكن هناك خطوات يتخذها المستخدمون، يجب أن تكون مقلقة بشكل أكبر، لأنها تؤثر بشكل مباشر على نموذج أعمال فيس بوك، مثل التوقف عن مشاركة بياناتهم مع الموقع".

فى هذا الإطار، تكشف دراسة "techpinions " أن العديد من مستخدمى"فيس بوك"، يشعرون أن خصوصيتهم قد تم استغلالها على الموقع ويتخذون الآن إجراءات ضد الموقع.

الدراسة أكدت أن نحو 35% من المستطلعين يستخدمون موقع التواصل الاجتماعى أقل فى أعقاب فضيحة الخصوصية، وقالت إن 21% ممن شملهم الاستطلاع أعربوا عن خططهم تجاه خفض الوقت الذى يقضونه على الموقع بشكل كبير للغاية.

هذا ما يكشف أن قطاع كبير من مستخدمى "فيس بوك" على دراية واسعة بما حدث، وأن ما يحدث يجب أن يتخذه مسؤولو الشركة بجدية.

من ناحية آخرى، خضع مؤسس "فيس بوك" لجلسة الاستماع الثانية للرئيس التنفيذى أمام الكونجرس الأمريكى، والتى أجاب فيها عن أسئلة واستفسارات أعضاء المجلس على خلفية فضيحة التسريبات.

ورغم اعتذارات زوكربيرج المتكررة عن الحادثة التى لم تقف عند حد إثارة الرأى العام العالمى بشأن انتهاك خصوصية البيانات المسجلة عبر الموقع، لكنها كانت سببًا مباشرًا لواحدة من أشد الضربات الموجعة لموقف الشركة المالى فى البورصة، والتى تكبدت فيها خسائر مالية قدرت بعشرات المليارات من الدولارات.

وتراجعت القيمة الاقتصادية لأسم "فيس بوك" بأكثر من 16% منذ الإعلان عن الفضيحة التى دفعت مكتب مفوض المعلومات البريطانى ولجنة التجارة الاتحادية الأمريكية ومدعى عموم 37 ولاية أمريكية إلى فتح تحقيقات حول القضية.

بينما بلغت خسائر "فيس بوك"، فى أول أسبوع من الكشف، عن الفضيحة نحو 58 مليار دولار.

على إثر ذلك، وعد مؤسس "فيس بوك" بتقديم إجراءات جديدة لمكافحة الاحتكار السياسى، واستغلال الموقع لأغراض سياسية.

فيما أكدت الشركة أنها تتخذ إجراءات لتقييد وصول البيانات الشخصية لطرف ثالث، وأنها ستبلغ المستخدمين إذا كانت كمبردج أناليتيكا وصلت إلى معلوماتهم دون سند من القانون.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز