البث المباشر الراديو 9090
منطقة برزة
كثف العدوان الثلاثى الأمريكى البريطانى الفرنسى، عدد صواريخه على سوريا، بينما لم تنجح سوى القليل منها فى الوصول لأهدافها، وبالنظر إلى الحطام، كان معهد فى مركز البحوث العلمية، يختص بالأدوية السرطانية فى منطقة برزة بشمال دمشق.

مع صباح السبت، رصد السوريون تحول مبنى من ثلاث طوابق، يعد جزءًا من مركز البحوث العلمية، إلى كومة كبيرة من الحطام، بعدما استهدفته إحدى الضربات الغربية، فى حى أجزم موظفو المعهد، الذين عادوا إلى منازلهم، بعد تحطم موقع عملهم، أنهم كانوا يعملون فى مجال الصناعات الصيدلانية والكيميائية السلمية.

وفى تقرير لوكالة الأنباء السورية "سانا"، أكد أحد الفنيين والاختصاصيين الموجودين فى المعهد أن المنشأة تسمى "معهد بحوث الصناعات الصيدلانية والكيميائية"، ويتمحور عملها حول تحضير التراكيب الكيميائية الخاصة بالأدوية السرطانية، فضلًا عن القيام بتحاليل كيميائية لجميع المواد الداخلة إلى سوريا سواء كانت فى صناعة الأدوية أو صناعة المواد الغذائية، بالإضافة إلى التحقق من سلامة المبيدات الزراعية التى يتم استيرادها وسلامة المواد الغذائية والملونات التى تستعمل فى صناعة الألعاب.

وقال الفنى، وفقا لـ"سانا"، إن المعهد بشكل عام يقوم بتطوير الأساس الكيميائى لكثير من الأدوية والمركبات الكيميائية للأدوية السرطانية، لا سيما فى ظل الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب، التى اتخذتها بعض الدول الغربية والإقليمية بحق السوريين، ومنعتهم من استيراد بعض الأدوية الأساسية.

وذكر الفنى العامل بالمعهد قبل أن يصبح حطامًا، أن المعهد كان مقرًا لفريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ولجنة تقصى الحقائق والمنطلق الأساسى لأعمالها فى جمع العينات وتقسيمها، كما كانت اللجنة تستخدم مخابر المعهد فى إنجاز أعمالها، مبينًا أن آخر تقريرين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم يثبتا أى دليل على أن المعهد يقوم بأعمال تخص تطوير صناعات حربية كيميائية، وتمت المصادقة على ذلك.

فيما أوضح الفنى إلى أنه يتم فى المعهد إنتاج دواء مصل مضاد لزعاف العقرب والأفاعى لتزويد المشافى والمستوصفات ووزارة الصحة باحتياجاتها، منها إضافة لتصديره إلى لبنان والأردن، مبينًا أن المعهد هو الجهة الوحيدة التى تصنع هذا المصل المسمى "انتى فينو وان"، إلى جانب تصنيع وتطوير مصل مضاد للكزاز أيضًا.

كما استهدفت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فى إطار العملية العسكرية التى شنّتها على سوريا، عددًا من المواقع والمقار العسكرية، كان من بينها مركز البحوث العلمية فى جمرايا، وهو واحد من فروع مركز البحوث العلمية العديدة فى سوريا.

كانت سوريا فى العام 1971، قد تعاونت مع عدد من الدول والمؤسسات، كان أولها الاتحاد السوفييتى السابق، ولاحقًا كوريا الشمالية وإيران، من أجل تأسيس المركز الذى يقع شمال غربى دمشق، خلف جبل قاسيون، وهو أبرز مركز للأبحاث فى سوريا، إذ يعمل فيه العديد من كبار العلماء السوريين.

فيما روى الكثير عن السرية التى تحيط بالمركز، وما يجرى بداخله، إذ نقلت تقارير أخبار منع الموظفين فيه من الاتصال بأى وكالات أجنبية أو أجانب خاصة خلال فترة الحرب والأزمات، وعلى الرغم من صعوبة الحصول على معلومات دقيقة بشأن ما يحتويه المركز، أصرّت المصادر الاستخبارية الغربية على اتهام المركز مرارًا بأنه ينتج ومنذ ما قبل العام 2011، أسلحة كيميائية فى ثلاثة مواقع على الأقل هى جمرايا، خان أبوالشامات "وسط سوريا" والفرقلس "غربى سوريا"، بينما قالت إن تخزين الإنتاج يتم فى 50 موقعًا مختلفًا فى أنحاء سوريا.

وللمركز فروع عدّة، حسب التقارير الصحفية، ومنها: المعهد "ألف"، الواقع فى دمشق، وهو المسؤول عن إنتاج الأنظمة الإلكترونية والحاسوبية، وتطويرها بما فى ذلك الملاحة والتوجيه، المعهد "ألفان" ويقع فى دمشق أيضًا وهو المسؤول عن الأمور التى تتعلّق بالتطوير الميكانيكى كإنتاج قاذفات ومحركات الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، والفرع الثالث هو المعهد "ثلاثة آلاف" ويقع فى برزة شرقى دمشق، وقد استهدفته الضربة الأمريكية كذلك اليوم، ومهمته تطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وتصنيعها.

وهناك كذلك الفرع "أربعمة وخمسون" وهو المسؤول عن تخزين الأسلحة ويتبع للقصر الجمهورى مباشرة، و"أربعة آلاف" فى منطقة السفيرة فى حلب ويشرف على مشاريع الطيران كما يُعدّ المسؤول الأول عن كلّ برامج الصواريخ والقذائف، وإلى ما سبق يُضاف القطاع الرابع، وهو موجود فى جبل تقسيس، وهو المسؤول عن إنتاج صواريخ سكود، وأخيرًا مركز البحوث فى جمرايا، والذى كان الهدف الأساسى للضربة الأمريكية.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز