القمة العربية
وعقدت القمة العربية فى ظل الأحداث التى وقعت فى سوريا، حيث أمر الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فجر أمس، القوات الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا، وفرنسا، بتوجيه ضربات دقيقة لمواقع عسكرية داخل سوريا قال إنها تحوى أسلحة كيماوية.
شهدت القمة أكبر حضور للقادة العرب منذ قمة قصر "أنشاص" بمصر عام 1946 "16 زعيما من أصل 22".
تغيب 6 زعماء عن القمة لأسباب مختلفة، هم ملك المغرب، والرئيس السورى بشار الأسد، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، وسلطان عمان قابوس بن سعيد، الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة، الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات.
وكان العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد أعلن، إطلاق اسم "قمة القدس"، على أعمال القمة العربية الـ29 التى انعقدت فى مدينة الظهران بالمملكة.
وأعلن الرئيس التونسى، الباجى قائد السبسى، استضافة بلاده القمة العربية الثلاثين بعد اعتذار البحرين عن استضافتها.
وقرر القادة العرب عقد الدورة العادية الثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة فى تونس فى شهر مارس 2019، جاء ذلك فى قرار صادر عن القمة العربية العادية التاسعة والعشرين "قمة القدس" التى اختتمت أعمالها مساء اليوم الأحد، بمدينة الظهران برئاسة المملكة العربية السعودية.
وافتتح العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، القمة الـ29 قائلا: "إننا نؤكد الحق الأبدى الخالد للعرب والمسلمين والمسيحيين فى القدس، والتزامنا بمبدأ حسن الجوار عبر التصدى لأى محاولات تدخل فى شؤون الدول العربية".
وأوضح العاهل الأردنى: "إننا نؤكد على تمسك الفلسطينيين بحل الدولتين، والتزامهم الثابت بالسلام، وواجبنا الوقوف معهم ودعم صمودهم لنيل حقوقهم"، مضيفا أنه "من واجبنا ومسؤوليتنا المشتركة توفير الرعاية الإنسانية للاجئين فى سوريا لحين التوصل لحل لقضيتهم.. إننا ندعم الحلول السياسية للأزمة السورية التى تشمل كل الأطراف السورية، وضمان عودة اللاجئين".
ومن جانبه، حذر الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك السعودية وخادم الحرمين الشريفين، من خطورة السلوك الإيرانى ومغبة مجافاته للأخلاق والأعراف الدولية، مطالبًا بموقف أممى حاسم يتصدى لسلوكيات إيران العدوانية.
وأشار الملك سلمان، فى كلمته الافتتاحية للقمة الـ29 لجامعة الدول العربية، إلى 116 صاروخًا بالستيًا وجهتهم إيران ومليشياتها نحو مكة المكرمة، محذرًا من مخاطر الإرهاب الذى اكتوت بنيرانه كافة بلدان المنطقة العربية.
وقال خام الحرمين إن "من أخطر ما يواجه عالمنا هو تحدى الإرهاب الذى يتحالف مع التطرف والطائفية، وينتج صراعات داخلية اكتوت بنيرانها الدول العربية"، مشددًا على رفضهم التدخلات الإيرانية فى الشؤون الداخلية للدول العربية، ومؤكدًا على دعم الشرعية والوحدة الليبية ورفض أى تدخل أجنبى.
وشدد ملك السعودية على رفضه وزعماء العرب زعزعة الأمن، لما يمثله من تهديد للأمن القومى العربى، قائلاً: "انطلاقًا من أن المواقف لا تقبل التجزئة، فقد طرحنا مبادرة للتعامل مع التحديات المشتركة التى تواجهها الدول العربية ثقة فى الجامعة العربية، وما اتفقت دول العرب".
قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إن القضية الفلسطينية هى قضيتنا الأولى وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطينى على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف الملك سلمان: "نجدد التعبير عن استنكارنا لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس ونشيد بالإجماع الدولى لرفض هذا القرار، ونؤكد أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية.
واختتم: "الأمة العربية باقية رغم الظروف العصيبة برجالها ونسائها، وطامحة بشبابها وشاباتها، ونرجو من الله التوفيق فى تحقيق ما نصبو إليه".
وقال أمين عام منظمة التعاون الإسلامى، يوسف بن أحمد العثيمين إننا "ندين استهداف السعودية وأراضيها ومواطنيها بصواريخ الحوثى ومن يمده بالسلاح"، مضيفا أن المبادرة العربية التى تقدم عليها القمة العربية، تناقش الأوضاع فى سوريا واليمن وليبيا، وفلسطين.
وأوضح العثيمين، فى كلمته، أن قمة الظهران تبحث سبل التواصل مع الحكومة العراقية من أجل دعم مسيرة الاستقرار السلمى فى البلاد، فضلا عن مناقشة أوضاع مسلمى الروهينجا، والأوضاع فى أفغانستان، فضلا عن وضع المسلمين فى الدول غير الإسلامية.
ومن جانبه، قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن غياب التوافق على مفهوم الأمن العربى لسنوات عدة أدى إلى تآكل الحضور العربى فى معالجة الأزمات، كما أغرى الأعداء بمزيد من العدوان على الأراضى العربية.
وأضاف، خلال كلمته فى افتتاح القمة العربية، التى يحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقادة 17 دولة عربية، ورؤساء 5 منظمات عالمية، أن التوافق والتناغم سيعيد تأثير العرب الفعال فى العالم، ويجعلهم أكثر قوة فى مواجهة جميع أزمات المنطقة.
وأشار إلى أن فلسطين شهدت انتكاسة تمثلت فى إعلان أمريكا عرقلة عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بقرار نقل سفارتها إلى القدس، إلا أن العرب نجحوا فى حشد المجتمع الدولى تجاه هذا القرار، لافتً إلى أن فلسطين تحتاج إلى مزيد من الدعم السياسى، والمادى لتمكين الفلسطينيين من بناء دولتهم المستقلة.
وهنأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، خلال انعقاد القمة العربية، الرئيس عبد الفتاح السيسى على فوزه بولاية ثانية فى انتخابات الرئاسة.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية التكاتف بين أبناء الوطن العربى للقضاء على أشكال الإرهاب كافة والتى تهدد عديد من الدول العربية، مشددًا على أهمية تقديم كل الدول العربية جميع صور الدعم لاجتثاث الإرهاب من جذوره حتى ينعم الشعب العربى بالأمن والأمان.
وأشار الرئيس، خلال كلمته فى القمة العربية الـ29، إلى أن مصير الشعب السورى ومستقبله بات رهنا للعبة الأمم وتوازنات القوى الإقليمية والدولية.
ولفت الرئيس السيسى إلى أن الأمن القومى العربى يواجه تحديات غير مسبوقة، مضيفا أن جيش دولة أجنبية موجود على أراضى دولتين عربيتين، وهذا يعنى أن دول إقليمية تحاول إنشاء مناطق نفوذ فى الدول العربية.
وقال الرئيس السيسى، إنه يجب التضافر بين أبناء المنطقة العربية كافة لدحر الإرهاب ومن يموله أو يدعمه، مشيدًا بما يقدمه رجال القوات المسلحة من تضحيات للقضاء على الإرهاب فى العملية الشاملة سيناء 2018، مضيفا: "معركتنا مع الإرهاب جزء من حرب شاملة، لذا لابد من التكاتف وتقديم كل أوجه الدعم لها حتى تستطيع إنجاز مهمتها فى القضاء على الإرهاب واجتثاث جذوره".
وتابع الرئيس: "لازالت آمل أن يعود المخطئون إلى الصواب ويتركون دعم الإرهاب الذى يتنافى مع تعاليم الإسلام الصحيحة"، مؤكدًا أن مصر تعرب عن قلقها البالغ عما يحدث على الساحة السورية، والذى يهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات لتحقيق الوحدة بين أبناء الشعب السورى.
وشدَّد الرئيس السيسى على رفض مصر القاطع لاستخدام أية أسلحة محرمة فى سوريا، مطالبة بإجراء تحقيق دولى شفاف حول ما يحدث فى سوريا، قائلًا: "نتوقع من الأمم المتحدة أن تتحرك بشكل سريع لحل الأزمة السورية عن طريق الحوار بين أبناء الشعب وليس منظمات ودول أجنبية.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى، فيديريكا موجرينى، إن الحل السلمى فى سوريا هو السبيل الوحيد لحل الأزمة ووضع حد لمعاناة الشعب السورى، مؤكدة على أن الاتحاد الأوروبى يعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة لأجل هذا الغرض.
وأضافت موجرينى، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، أن السلمية والديمقراطية هى السبيل الوحيد للتوصل إلى حل لما يحدث فى سوريا، قائلة: "نحن كأوروبيين وعرب يجب أن نبحث العمل المشترك من أجل حقيق الاستقرار لهذا البلد".
وشددت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى على أن الحل السياسى للأزمة السورية يجب أن يكون تحت مظلة الأمم المتحدة، وضرورة محاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيمياوى فى سوريا.
وقال الرئيس الفلسطينى محمود عباس إن "إسرائيل لم تنفذ أيا من القرارات الـ86 الصادرة فى مجلس الأمن الدولى، كما أن الولايات المتحدة باتت طرفا فى صراعنا مع إسرائيل ولا تتمتع بمصداقية".
وأشار إلى أن الاستيطان الإسرائيلى يتم بدعم مستمر من الإدارة الأمريكية إذ تشهد القدس هجمة استيطانية غير مسبوقة تسعى لطمس هويتها التاريخية وانتمائها العربى والإسلامى والمسيحى.
البيان الختامى للقمة والذى أطلق عليه اسم مشروع "إعلان الظهران"
أكد البيان الختامى للقمة العربية، أهمية تعزيز العمل العربى المشترك لمواجهة الأخطار التى تواجه الدول العربية وتهدد أمنها واستقرارها.
وأقرت القمة مشاريع القرارات التى كانت مدرجة على جدول أعمالها وتتضمن 18 بندا تتناول مختلف الملفات والقضايا العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما صدر عن القمة "إعلان الظهران" الذى يعكس وجهة نظر القادة العرب فى جميع الملفات المتعلقة بقضايا المنطقة.
وأكد القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب رفضهم لتوغل القوات التركية فى الأراضى العراقية، مطالبين الحكومة التركية بسحب قواتها فورا دون قيد أو شرط باعتباره اعتداء على السيادة العراقية، وتهديدا للأمن القومى العربى.
وشدد البيان على أهمية العمل على التصدى بحزم للتهديدات والتدخلات الإقليمية فى الشؤون العربية، ودعا دول الجوار إلى الالتزام بسيادة الدول العربية، ومن وصفهم بـ"داعمى الميليشيات بالسلاح" إلى وقف ممارساتهم.
وفى مايلى نص البيان الختامى لقمة القدس:
نحن قادة الدول العربية المجتمعون فى المملكة العربية السعودية - الدمام يوم 29 رجب 1439 هـ الموافق 15 أبريل 2018 فى الدورة العادية التسعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
نؤكد على أهمية تعزيز العمل العربى المشترك المبنى على منهجية واضحة وأسس متينة تحمى أمتنا من الأخطار المحدقة بها وتصون الأمن والاستقرار وتؤمن مستقبلا مشرقا واعدا يحمل الأمل والرخاء للأجيال القادمة تسهم فى إعادة الأمل لشعوبنا العربية التى عانت من ويلات الربيع العربى وما تبعه من أحداث وتحولات كان لها الأثر البالغ فى انهاك جسد الأمة الضعيف ونأت بها عن التطلع لمستقبل مشرق.
ولا غرو فى أن الأمة العربية مرت بمنعطفات خطرة جراء الظروف والمتغيرات المتسارعة على الساحتين الإقليمية وأدركت ما يحاك ضدها من مخططات تهدف إلى التدخل فى شؤونها الداخلية وزعزعة امنها والتحكم فى مصيرها، الأمر الذى يجعلنا اكثر توحداً وتكاتفاً وعزماً على بناء غد افضل يسهم فى تحقق امال وتطلعات شعوبنا وحيد من تدخل دول واطراف خارجية فى شؤون المنطقة وفرض اجندات غريبة تتعارض مع ميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولى وقانون حقوق الانسان وتنشر الفوضى والجهل والاقصاء والتهميش.
ولإيماننا الراسخ بأن أبناء الأمة العربية الذين استلهموا تجارب الماضى وعايشوا الحاضر هم الأقدر والأجدر على استشراف المستقبل وبناءه بحزم مكين وعزم لا يلين.. فإننا:
نؤكد مجدداً على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للامة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين.
تشدد على أهمية السلام الشامل والدائم فى الشرق الأوسط كخيار عربى استراتيجى تجسده مبادرة السلام العربية التى تنتهجها جميع الدول العربية فى قمة بيروت فى العام 2002م ودعمها منظمة التعاون الإسلامى والتى ما تزال تشكل الخطة الأكثر شمولية لمعالجة جميع قضايا الوضع النهائى وفى مقدمتها قضية اللاجئين والتى توفر الأمن والقبول والسلام لإسرائيل مع جميع الدول العربية، ونؤكد على التزامنا بالمبادرة وعلى تمسكنا بجميع بنودها.
نؤكد بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكى بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مع رفضنا القاطع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث ستبقى القدس عاصمة فلسطين العربية، ونحذر من اتخاذ أى اجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس حيث سيؤدى ذلك الى تداعيات مؤثرة على الشرق الاوسط بأكمله.
نرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس ونقدم الشكر للدول المؤيدة له مع تأكيدنا على الاستمرار فى لعمل على اعادة اطلاق مفاوضات سلام فلسطينية اسرائيلية جادة وفاعلة تنهى حالة الفشل السياسى التى تمر بها القضية بسبب المواقف الاسرائيلية المتعنتة، آملين أن تتم المفاوضات وفق جدول زمنى محدد لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين الذى يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية إذ أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة.
نؤكد رفضنا كل الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب التى تهدف إلى تغيير الحقائق على الأرض وتقويض حل الدولتين، ونطالب المجتمع الدولى بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن رقم 2334 عام 2016م الذى يدين الاستيطان ومصادرة الأراضى، كما نؤكد دعمنا مخرجات مؤتمر باريس للسلام فى الشرق الاوسط المنعقد بتاريخ 15/1/2017م والذى جدد التزام المجتمع الدولى بحل الدولتين سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام الدائم.
نطالب بتنفيذ جميع قرارات مجلس الامن المتعلقة بالقدس المؤكدة على بطلان كافة الاجراءات الإسرائيلية الرامية لتغير معالم القدس الشرقية ومصادرة هويتها العربية الحقيقية، ونطالب دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
نؤكد على ضرورة تنفيذ قرار المجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو الصادر عن الدورة 200 بتاريخ 18/10/2016م، ونطالب المجتمع الدولى بتحمل مسؤولياته إزاء الانتهاكات الإسرائيلية والاجراءات التعسفية التى تطال المسجد الأقصى والمصلين فيه، واعتبار إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية السلطة القانونية الوحيدة على الحرم فى إدارته وصيانته والحفاظ عليه وتنظيم الدخول إليه.
ندين بأشد العبارات ما تعرضت له المملكة العربية السعودية من استهداف لأمنها عبر إطلاق ميليشيات الحوثى الإرهابية المدعومة من إيران 106 صاروخ باليستى على مكة المكرمة والرياض وعدد من مدن المملكة.
نؤكد دعمنا ومساندتنا للمملكة العربية السعودية والبحرين فى كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها ومقدراتها من عبث التدخل الخارجى وأياديه الآثمة، ونطالب المجتمع الدولى بضرورة تشديد العقوبات على إيران وميليشياتها ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية ومن تزويد ميليشيات الحوثى الإرهابية بالصواريخ الباليستية التى يتم توجيهها من اليمن للمدن السعودية والامتثال للقرار الأممى رقم 2216 الذى يمنع توريد الأسلحة للحوثيين.
نساند جهود التحالف العربى لدعم لشرعية فى اليمن لإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى، وقرار مجلس الأمن 2216 عام 2015م وربما يؤمن استقلال اليمن ووحدته الترابية ويمنع التدخل فى شؤونه الداخلية، ويحفظ أمنه وأمن دول جواره، كما نثمن مبادرات إعادة الإعمار ووقوف دول التحالف إلى جانب الشعب اليمنى الشقيق من خلال مبادرة إعادة الأمل وما تقدمه من مساعدات إغاثية وعلاجية وتنموية من خلال مشاريع الإغاثة والأعمال الإنسانية التى يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كما نرحب بقرار دول التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن فتح مطار صنعاء الدولى وميناء الحديدة على البحر الأحمر لاستقبال المواد الإغاثية والإنسانية.
نرفض التدخل فى الشؤون الداخلية للدول العربية وندين المحاولات العدوانية الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية وتأجيج الصراعات المذهبية لما تمثله من انتهاك لمبادئ حسن الجوار ولقواعد العلاقات الدولية ولمبادئ القانون الدولى ولميثاق منظمة الأمم المتحدة.
نؤكد الحرص على بناء علاقات طبيعية تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابى مع دول الجوار العربى بما يكفل إرساء دعائم الأمن والسلام والاستقرار ودفع عجلة التنمية.
نشدد على ضرورة إيجاد حل سياسى ينهى الأزمة السورية، بما يحقق طموحات الشعب السورى الذى يئن تحت وطأة العدوان، وبما يحفظ وحدة سوريا، ويحمى سيادتها واستقلالها، وينهى وجود جميع الجماعات الارهابية فيها، استناداً إلى مخرجات جنيف 1 وبيانات مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبخاصة القرار رقم 2254 لعام 2015م، فلا سبيل لوقف نزيه الدم إلا بالتوصل إلى تسوية سلمية، تحقق انتقالاً حقيقياً إلى واقع سياسى تصيغه وتتوافق عليه كافة مكونات الشعب السورى عبر مسار جنيف الذى يشكل الاطار الوحيد تحت الحل السلمى.
ندين بشدة استخدام النظام السورى للأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ضد الشعب السورى، ونطالب المجتمع الدولى بالوقوف ضد هذه الممارسات تحقيقاً للعدالة وتطبيقاً للقانون الدولى الإنسانى وتبلية لنداء الضمير الحى فى العالم الذى يرفض القتل والعنف والابادة الجماعية واستخدام الاسلحة المحرمة.
نجدد التأكيد على أن أمن العراق واستقراره وسلامة ووحدة اراضيه حلقة مهمة فى سلسلة منظومة الامن القومى العربى، ونشدد على دعمنا المطلق للعراق فى جهوده للقضاء على العصابات الارهابية ونثمن الانجازات التى حققها الجيش العراقى فى تحرير محافظات ومناطق عراقية اخرى من الارهابيين.
نؤكد الجهود الهادفة إلى إعادة الأمن والأمان إلى العراق وتحقيق المصالحة الوطنية عبر تفعيل عملية سياسية تفضى إلى العدل والمساواة وصولاً إلى عراق أمن ومستقر.
نشدد على أهمية دعم ا لمؤسسات الشرعية الليبية، ونؤكد الحوار الرباعى الذى استضافته جامعة الدول العربية بمشاركة الاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى والامم المتحدة لدعم التوصل الى اتفاق ينهى الازمة من خلال مصالحة وطنية تتكئ على اتفاق "الصخيرات" وتحفظ ليبيا الترابية وتماسك نسيجها المجتمعى.
نؤكد وقوفنا مع الاشقاء الليبيين فى جهودهم لدحر العصابات الإرهابية واستئصال الخطر الذى تمثله بؤرها وفلولها على ليبيا وعلى جوارها.
نلتزم بتهيئة الوسائل الممكنة وتكريس كافة الجهود اللازمة للقضاء على العصابات الإرهابية وهزيمة الارهابيين فى جميع ميادين المواجهة العسكرية والأمنية والفكرية، والاستمرار فى محاربة الإرهاب وازالة اسبابه والقضاء على داعميه ومنظميه ومموليه فى الداخل والخارج كإيران واذرعها فى منطقة الشرق الاوسط وافريقيا، مؤملين وقوف العالم الحر لمساندتنا ودعمنا لننعم جميعاً بالسلام والامن والنماء.
نؤكد حرصنا على منع استغلال الارهابيين لتكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعى فى التجنيد والدعاية ونشر الفكر المتطرف والكراهية التى تشوه صوة الدين الاسلامى الحنيف.
ندين وبشدة محاولات الربط بين الارهاب والاسلام، ونطالب المجتمع الدولى ممثلاً بالامم المتحدة اصدار تعريف موحد للارهاب، فالارهاب لا دين له ولا طن ولا هوية له، ونطالب حكومات دول العالم كافة بتحمل مسؤولياتها لمكافحة هذه الآفة الخطرة.
نستذكر تشويه بعض الجماعات المتطرفة فى العالم لصورة الدين الاسلامى الحنيف من خلال الربط بينه وبين الارهاب، ونحذر من أن مثل هذه المحاولات لا تخدم الا الارهاب ذاته.
ندين اعمال الارهاب والعنف وانتهاكات حقوق الانسان ضد اقلية الروهنغا المسلمة فى مينامار، ونطالب الجتمع الدولى تحمل مسؤولياته والتحرك بفاعلية دبلوماسياص وقانونياً وانسائياً لوقف تلك ا لانتهاكات، وتحميل حكومة مينامار المسؤولية الكاملة حيالها.
نؤكد على سيادة دول الامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث “طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى” ونؤكد ميع الاجراءات التى تتخذها لاستعادة سيادتها عليها، وندعو إيران إلى الاستجابة لمبادرة دولة الامارات العربية المتحدة لايجاد حل سلمى لقضية الجزر الثلاث من خلال المفاوضات المباشرة او اللجوء الى محكمة العدل الدولية.
نؤكد التضامن الكامل مع الاشقاء فى جمهورية السودان من اجل صون السيادة الوطنية للبلاد وتعزيز جهود ترسيخ السلام والأمن وتحقيق التنمية.
نؤكد دعمنا المتواصل للأشقاء فى جمهورية الصومال الفيدرالية لنشر الامن والاستقرار ومحارب الارهاب، وعادة بناء وتقوية المؤسسات الوطنية ومواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية.
نؤكد دعمنا المتواصل لمبادرة الحوار الوطنى بجمهورية القمر المتحدة والوقوف الى جوار القمر لتحقيق رؤية الوصول الى مصاف الدول الصاعدة بحلول عام 2030.
نقدر الجهود المبذولة من المجلس الاقتصادى والاجتماعى خاصة ومجالس الجامعة العربية عامة فى متابعة قرارات القمم لسابقة والعمل على تنفيذها بهدف تطوير التعاون الاقتصادى العربى، وزيادة التبادل التجارى وتدعيم وربط البنى التحت فى مجالات النقل والطاقة، وتعزيز الاستثمارات العربية– العربية بما يحقق التنمية الاقتصادية والاقليمية ويوفر فرص العمل للشباب العربى، ونثمن فى هذا السياق ما تحقق من انجازات فى مجال التنمية المستدامة، متطلعين الى استمرار تنمية الشراكة مع القطاع الخاص وايجاد بيئة استثمارية محفزة مقدرين الجهود المبذولة لاقامة منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى والاتحاد الجمركى.
نعرب عن صادق الشكر ووافر الامتنان للمملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى الاعداد المحكم للقمة ونعبر عن خالص الاحترام وفائق التقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على ادارته الحكيمة لأعمال القمة وعلى ما بذله من جهود مخلصة لدعم العمل العربى المشترك وتعزيز التنسيق والتعاون فى سبيل خدمة الوطن العربى والتصدى للتحديات التى تواجهه.