بنيامين نتنياهو
الضربة الثلاثية التى أيدتها إسرائيل قلبًا وقالبًا بزريعة رفضها لمحاولات استخدام السلاح الكيماوى، وظهر ذلك من خلال تصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لم تحقق ما تأمله الإدارة الإسرائيلية فى حصر النفوذ الإيرانى بسوريا، لتتحول بعد ذلك لمصدر قلق.
اقرأ أيضًا: قطر تواصل الخيانة.. تميم يدعم أى محاولة لاستهداف الشعب السورى
هذا ما تم التأكيد عليه من خلال تقرير نشرته صحيفة "هآارتس الإسرائيلية"، إذ أكد أنه وفقًا للتقديرات العسكرية فإن إسرائيل تركت وحيدة فى مواجهة الوجود الإيرانى فى سوريا، وأنه هناك قلق من أن الرد المتوقع من قبل روسيا وإيران وسوريا على تلك الضربة سيؤدى إلى تغيير فى حرية تحرك الجيش الإسرائيلى فى سوريا.
فى هذا الإطار، استعد مسؤولو الدفاع الإسرائيليين لمواجهة عواقب الضربة الثلاثية وتأثيرها على العمليات العسكرية لإسرائيل فى المنطقة، الذين كانوا على إدراك تام بأن الهدف من الضربة الثلاثية هو قصف مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية فى سوريا، وليس ضرب نظام الأسد، أو استهداف محاولات إيران لبسط نفوذها فى سوريا.
وتزداد مخاوف إسرائيل من حدوث رد إيرانى عليها، لاسيما بعد الهجوم الإسرائيلى على مطار T4، حيث قتل مسؤولون كبار من سلاح الجو الإيرانى، ومنذ ذلك الهجوم تسود حالة تأهب قصوى على طول الحدود اللبنانية والسورية.
فى هذا الشأن ذكرت صحفية "هآارتس": "تتعقب المؤسسة الأمنية العدو الرئيسى، إيران، ويحاول مسؤولو الاستخبارات فهم ما إذا كان الإيرانيون سينفذون تهديدهم، بالرد على الهجوم المنسوب إلى إسرائيل فى المطارT4، ويسود التقييم فى إسرائيل أن الإيرانيين سيردون على الهجوم، لكنهم لم يقرروا بعد طريقة الرد".
وأشارت أيضًا إلى أن تلك المخاوف ستتحقق فى حال قررت روسيا تزويد سوريا بصواريخ متطورة لردع الهجمات الغربية، أو السماح بنشر طائرات متطورة تهدد سلاح الجو الإسرائيلى.
تصريحات رئيس مديرية العمليات العامة فى هيئة الأركان الروسية، الفريق أول سيرجى رودسكوى فى هذا الشأن أكدت ذلك.
رودسكوى يقول "إن روسيا قد تعيد النظر فى قضية توريد منظومات الدفاع الجوى الصاروخية" إس-300" إلى سوريا".
وأضاف الجنرال الروسى: "أود الإشارة إلى أننا رفضنا، قبل بضع سنوات، نظرًا للطلب الملح من بعض شركائنا الغربيين، تزويد سوريا بنظم صواريخ "إس-300". ولكن مع الأخذ بالاعتبار ما حدث، نعتبر أنه من الممكن العودة إلى النظر فى هذه المسألة ليس فقط فيما يتعلق بسوريا بل وبالنسبة للدول الأخرى أيضًا".
وقال ممثل وزارة الدفاع الروسية: "طورنا منظومة الدفاع الجوى السورية، وسنعود إلى تطويرها بشكل أفضل".
ويبدو أن هذا فى طريقه للحدوث فعلًا وهذا ما أكدته القناة الثانية العبرية أيضًا، عندما ذكرت أن الجيش الإسرائيلى يخشى من عواقب الضربة العسكرية الثلاثية على سوريا، على خلفية تصريحات روسيا حول تزويد الحكومة السورية بمنظومة صواريخ "إس 300".
وكشفت القناة الإسرائيلية، أن مسؤولى وزارة الدفاع الإسرائيلية يخشون من أن يدفع الهجوم الثلاثى روسيا للإسراع ببيع منظومة دفاعية متطورة للحكومة السورية الأمر الذى سيجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلى العمل فى المنطقة".
وأشارت القناة أيضًا إلى أن المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين يرون أن موسكو ستتجاهل مطالب تل أبيب، وتُعجل بتزويد بشار الأسد بمنظومة "إس 300" الدفاعية الصاروخية، معتبرين أن ذلك سيترك إسرائيل منفردة فى مواجهة إيران.
"يديعوت أحرونوت" ذكرت أيضًا فى هذا الجانب "النظام السورى طلب منذ سنوات من الروس تزويده بمنظومة "إس 300"، وكان الإيرانيون على استعداد لتمويل الصفقة، إلا أنه تحت ضغط أمريكى إسرائيلى، امتنعت موسكو عن تزويد النظام السورى بتلك المنظومة الصاروخية".
وتعد منظومة "إس 300" أكثر تطورًا مقارنة بكل الأنظمة الصاروخية المضادة للطائرات الموجودة لدى النظام السورى، وليس بإمكانها فقط إسقاط الطائرات، بل أيضا الصواريخ الباليستية على مدى يزيد عن 150 كم.