البث المباشر الراديو 9090
الرئيس خلال القمة
ساهمت سياسة مصر الحكيمة، فى صياغة العديد من التوصيات، التى خرجت بها القمة العربية الـ29 فى السعودية، التى حضرها زعماء الدول العربية.

وأكد البيان الختامى للقمة العربية، أمس الأحد، أهمية تعزيز العمل العربى المشترك لمواجهة الأخطار التى تواجه الدول العربية وتهدد أمنها واستقرارها.

وكان لمصر نصيب الأسد من التوصيات، التى اتفق عليها ملوك ورؤساء الدول العربية فى قمة الأمس، وظهر ذلك جليًا من خلال الكلمة، التى ألقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، ومن خلال التصريحات، التى أدلى بها وزير الخارجية، سامح شكرى، قبل انعقاد القمة.

من جانبه، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أهمية التكاتف بين أبناء الوطن العربى للقضاء على أشكال الإرهاب كافة، والتى تهدد العديد من الدول العربية، مشددًا على أهمية تقديم كل الدول العربية جميع صور الدعم لاجتثاث الإرهاب من جذوره حتى ينعم الشعب العربى بالأمن والأمان.

وأشار الرئيس، خلال كلمته فى القمة العربية الـ29، إلى أن مصير الشعب السورى ومستقبله بات رهنا للعبة الأمم وتوازنات القوى الإقليمية والدولية.

وقال الرئيس: "يأتى اجتماعنا والأمن القومى العربى يواجه تحديات غير مسبوقة.. فهناك دول عربية تواجه لأول مرة منذ تاريخ تأسيسها، تهديدًا وجوديًا حقيقيًا، ومحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسسة الدولة الوطنية، لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية، يمثل مشروعها السياسى ارتدادًا حضاريًا كاملًا، عن كل ما أنجزته الدول العربية منذ مرحلة التحرر الوطنى، وعداءً شاملاً، لكل القيم الإنسانية المشتركة، التى بشرت بها جميع الأديان والرسالات السماوية".

وأضاف: "هناك دول إقليمية تهدر حقوق الجوار، وتعمل بدأب على إنشاء مناطق نفوذ داخل الدول العربية، وعلى حساب مؤسسات الدولة الوطنية بها، إننا نجتمع، وجيش إحدى الدول الإقليمية متواجد على أرض دولتين عربيتين، فى حالة احتلال صريح لأراضى دولتين عربيتين شقيقتين".

وتابع: "هناك اجتماعات تجرى لتقرير مصير التسوية، وإنهاء الحرب الأهلية الشرسة، التى أزهقت أرواح ما يزيد عن نصف مليون سورى، دون مشاركة لأى طرف عربى، وكأن مصير الشعب السورى ومستقبله، بات رهنًا بلعبة الأمم، وتوازنات القوى الإقليمية والدولية".

واستطرد: "وهناك أيضًا، الجرح الفلسطينى النازف، وشهداء فلسطين الذين يسقطون كل يوم، قضية العرب المركزية التى توشك على الضياع، بين قرارات دولية غير مفعلة، وصراع الأشقاء أصحاب القضية، الذى يستنزف قواهم ومواردهم الضئيلة، ويفتح الباب أمام من يريد تكريس واقع الاحتلال والانقسام كأمر واقع، ويسعى لإنهاء حلم الشعب الفلسطينى الشقيق فى الحرية والدولة المستقلة".

وأكمل الرئيس: "إننا بحاجة اليوم إلى استراتيجية شاملة للأمن القومى العربى، لمواجهة التهديدات الوجودية التى تواجهها الدولة الوطنية فى المنطقة العربية، وإعادة تأسيس العلاقة مع دول الجوار العربى على قواعد واضحة، جوهرها احترام استقلال وسيادة وعروبة الدول العربية، والامتناع تمامًا عن أى تدخل فى الشأن الداخلى للدول العربية".

وأضاف: "لقد سبق وطرحت مصر عددًا من المبادرات لبناء استراتيجية فعالة وشاملة للأمن القومى العربى، وتوفير مقومات الدفاع الفعال ضد أى اعتداء أو محاولة للتدخل فى الدول العربية، وإننى على ثقة من أنه بالإمكان التوصل لهذه الاستراتيجية الشاملة، إذا توافرت الإرادة السياسية الجماعية، وصدق العزم على التعاون لاستعادة زمام المبادرة، بشكل يُفضى إلى وقف الانتهاك المتكرر لسيادة واستقلال بلادٍ عزيزة من دول أمتنا العربية".

وسبق لوزير الخارجية، سامح شكرى، أن أدلى بتصريحات ساهمت أيضًا فى توصيات القمة العربية.

أشار وزير الخارجية، خلال لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا، غسان سلامة، على هامش أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيرى للقمة العربية، إلى خطورة قيام بعض الأطراف الخارجية بتهريب السلاح إلى الأراضى الليبية بالمخالفة للقرارات الأممية ذات الصلة، مطالباً بضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بدوره بصورة حازمة تجاه تجفيف منابع تمويل ودعم الجماعات الإرهابية.

وخلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دى ميستورا، استعرض شكرى تقييم مصر للموقف فى سوريا، معربًا عن القلق البالغ تجاه التصعيد الأخير وتأثيراته على الشعب السورى.

وأكد شكرى، حرص مصر على دعم الجهود التى يقوم بها المبعوث الأممى وإنجاح مهمته، مشيرًا إلى موقف مصر الثابت تجاه دعم جهود التسوية السياسية للأزمة السورية، بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ومؤسساتها، وفقًا لمسار جنيف وعلى أساس مرجعيات الحل السياسى وأهمها القرار 2254.

وأوضح وزير الخارجية، فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الأردنى، أن فسطين هى القضية المركزية والشاغل الأول، وأن العمل فى هذه القضية يؤدى إلى الاستقرار ودحر الإرهاب وإعطاء الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة وفقا للمرجعيات الدولية، التى تؤدى للمصلحة وإقامة سلام بين دولة فلسطين وإسرائيل.

وأضاف شكرى: "سوف نعمل من أجل ذلك من خلال الجامعة العربية والتنسيق بين الدول العربية من خلال الأمم المتحدة وأجهزتها والسعى لانخراط المجتمع الدولى سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبى"، مشددًا على ضرورة مراجعة مواقف حديثة من مجلس حقوق الإنسان، متسائلًا: كيف نتحدث عن حقوق الإنسان وتنتهك فى فلسطين بهذا الشكل؟.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز