أردوغان
مؤخرًا، تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعى فيديو لأردوغان، يعلن فيه عن نواياه الخبيثة: "لقد كانت الناس فى مصر وليبيا وسوريا والعراق مواطنون أتراك دائمًا، وسنعمل على إعادتهم إلى ولايتنا".
العثمانيون الجدد.. محتل فى ثياب الدين
لذا لم يكن ما حدث فى عفرين مفاجأة، وكشف المتحدث باسم "مؤتمر إنقاذ عفرين" حسن شندى، لوكالة "رووداو" الكردية، عن إن "عفرين ستصبح تابعة لمدينة هاتاى "أنطاكيا" التركية، كما ستعين أنقرة واليا على عفرين ليتولى إدارة المدينة، لكننا لا نعلم من سيكون هذا الوالى، إلا أنه سيعين من جانب تركيا التى سترسل كذلك قائم مقام إلى عفرين".
وما زال أردوغان يسعى لتمديد مدة بقاء قواته فى سوريا، لحين إقرار الأمر واقعًا، فجاء بالأمس ليتكلم عن أن سوريا تحتاج إلى حل طويل الأمد وتكون تركيا طرفًا فيه.
قال أردوغان فى تغريدته، " لقد رأينا مرة أخرى من خلال الهجوم الأخير للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على مرافق الأسلحة الكيميائية للنظام السورى، أنه لا يمكن إيجاد حل لهذه المسألة عبر التدابير المؤقتة".
هى زهوة المحتل بلا شك، ولكن المشكلة أن أردوغان يحاول تقديم نفسه اليوم على أنه المنقذ لسوريا، الذى لا بديل عنه، ورغم اعترافه بالأمس القريب بما اقترفه من قتل للمدنيين فى تركيا، إلا أنه جاء اليوم ليقول بلا أدنى خجل : "إن تركيا قد توجهت إلى سوريا بغية "إصلاح ما تم إفساده".
هل يصدق أردوغان ما يردده حقًا؟
فى يوم الأحد 8 أبريل الجارى، اعترف أردوغان صراحة بقتل المزيد، بل وأعلن تعطشه للمزيد من القتل، وقال نصًا إن قواته قتلت أكثر من 4 آلاف شخص فى مدينة عفرين السورية، منذ الاجتياح الذى نفذته يناير الماضى داخل العمق السورى، معتبرًا أن ذلك جزء من انتصاره.
وأكد أردوغان، خلال تصريحات صحفية له ذلك اليوم، أنه على استعداده لقتل المزيد من أجل القضاء على أى فصيل يعارض توجهاته السياسية، متهمًا فرنسا بالتواطؤ مع الإرهاب لمجرد مطالبتها له بسحب قواته من المدينة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين للخروج من عفرين.
أسلحة الناتو تضرب المدنيين فى عفرين
المهم أن الأمم المتحدة ودول العالم كانت شاهدًا على جرائم الـغزو التركى للأراضى السورية، وما انتهجته من عمليات سلب ونهب قامت بها قوات أردوغان وحلفاؤها فى عفرين.
وباستخدام أسلحة الناتو التى يزود بها الحلف أردوغان، كانت غارت طائرات العدوان التركى بقصف مكثف على عفرين، تزامنًا مع صلاة أحد أيام الجمعة، فأسفرت الغارات الوحشية عن مقتل العشرات من أبناء عفرين من المدنيين.
واعتبر أبناء عفرين السورية، أن الهجوم الوحشى لقوات أردوغان على المدنيين العزل، والذى كان بالتزامن مع وقت صلاة الجمعة، واحدة من أبشع المجازر بحق المواطنين المدنيين فى عفرين، ما يثبت أنها حرب انتقامية لا تراعى حرمة لدين أو إنسانية.
وأظهرت مقاطع الفيديو جثث المدنيين تغطيها الدماء وأثار القصف تملأ الشوارع، وسط صرخات الأمهات التى امتزجت بأصوات القصف
هذا بالإضافة إلى جرائم قصف أردوغان الانتقامى لجميع الخدمات الأساسية بالمدينة السورية، ومنع منظمات الإغاثة من مباشرة عملها داخل المدينة، ما أدى لتردى الأوضاع الإنسانية والأمنية بالمدنية قبل أن تصبح محتلة بالكامل، مستخدمًا أسلحة الناتو لضرب المدنيين واحتلال البلاد.
ملاك تركيا يستخدم إرهابيىّ النصرة
وفى الوقت الذى يخرج فيه أردوغان على "تويتر" اليوم متباهيًا بأن الجميع إرهابيون ووحده ملاكًا وسط شياطين، تعثو فصائل مواليه من "جبهة النصرة" والجيش الحر" فسادًا فى أراضى عفرين، بعدما حاربوا علانية إلى جانب قواته وأشبعوا أهالى سوريا فى عفرين تعذيباً مبرحًا.
ويأتى أردوغان ليردد على "تويتر"، دونما حياء: "بإمكانكم العثور على ظل دولة أو دولتين خلف كل منظمة إرهابية، بينما تركيا هى الدولة الوحيدة التى تقف مع الشعب السورى".
يتبرأ من الإرهاب بعد استخدامه
وبالتزامن مع تصريحات أردوغان الكاذبة، تتوجه القوات التركية والفصائل السورية الإرهابية الموالية لها صوب حلب لاحتلال بعدما قضوا على الأخضر واليابس فى عفرين، فى مؤشر لبدء مرحلة جديدة من العملية العسكرية الهادفة لاحتلال الشمال السورى، ووضعها تحت ولاية الأغا.
وكان وقوف أردوغان فى سوريا قتل ونهب وسفك حرمات ودماء، وكان تقرير أخير للمرصد السورى وثق لبعض من جرائم الرئيس التركى وقواته وفصائله الإرهابية فى عفرين، وكان أبرز الانتهاكات التى جاءت فى التقرير عمليات الاعتقال والقتل ونهب المنازل وتوطين الفصائل الإرهابية وطرد أصحاب البلد الحقيقيين، وبعضهم يواجه الموت بالألغام على الطرقات التى داستها قوات تركيا.
وأشار المرصد السورى لحقوق الإنسان إلى أنه منذ فرص سيطرة الاحتلال التركى ومواليه على كامل منطقة عفرين فى 18 مارس 2018، بدأت تلك القوات المحتلة تنفيذ اعتقالات بحق أكثر من 80 شخصًا، بينهم العشرات ممن لا يزال مصيرهم مجهولاً، بعد اقتيادهم إلى مراكز اعتقال وتحقيق فى منطقة عفرين.
وتحدثت مصادر للمرصد السورى مؤكدة أنه بعد نهب معظم منطقة عفرين من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها فى عملية "غصن الزيتون"، فإن عمليات الاعتقال تحول إلى تجارة رائجة لدى الفصائل، حيث تجرى اعتقالات بحق مدنيين كانوا التحقوا بخدمة التجنيد فى صفوف القوات الكردية سابقًا، وأن قوات تركيا تطلب مبالغ مالية تصل لملايين الليرات السورية للإفراج عنهم.
قتل يومى والذريعة حزب العمل الكردستانى
كما أكدت المصادر أن عمليات قتل بحق مدنيين فى منطقة عفرين أصبحت اعتيادية لقوات المحتل، والتى كان آخرها قتل شاب قالت مصادر أهلية أنه يعانى من اضطرابات عقلية، بذريعة "انتمائه لحزب العمال الكردستانى".
طرد من البيوت.. وتعذيب حتى الموت
كما نقل المرصد السورى لحقوق الإنسان عن الأهالى أن أحد الشبان عاد إلى قريته فى قرية هيكجه بمنطقة عفرين، ليتفاجئ بتوطين فصائل المسلحين الموالين للقوات التركية فى منزله، وعند اعتراضه على فتحهم للمنزل وسكنهم فيه، ودعوته لهم بالخروج من المنزل، كان مصيره الاعتقال وتعريضه لتعذيب وضرب مبرحين.
مخابرات تركيا توطن الفصائل الإرهابية
كما وثق المرصد السورى لحقوق الإنسان عن عدد من المصادر الموثوقة، أنه وبالتزامن مع عملية منع المدنيين من سكان منطقة عفرين من العودة إلى قراهم ومناطقهم، فإن اجتماعاً جرى بين قيادة "فيلق الرحمن" المتواجدة فى الشمال السورى والمخابرات التركية، تمهيداً لتوطين مقاتلى "فيلق الرحمن" وعوائلهم ومهجرين من المسلحين الفارين من الغوطة الشرقية فى منطقة عفرين، الواقعة فى القطاع الشمالى الغربى من محافظة حلب.