البث المباشر الراديو 9090
دير سانت كاترين
سجل الأب القمص بيشوى صدقى كاهن كنيسة مارمينا بشبرا، كتابه "سيناء فى القلب"، مهتمًا فيه بتقديم صورة وتاريخ سيناء فى الفكر المسيحى، لا سيما مع تحقيق القوات المسلحة انتصاراتها على الإرهاب فى العملية الشاملة سيناء 2018.

وبدأ الكاهن كتابه، قائلًا: "بلادى، بردية مفرودة، حفر التاريخ فوق رمالها على طول الوديان، والجبال أقدس رواية تحكى علاقة الله مع الإنسان، بلادى، مجمرة فواحة عطر بخورها الكون، عبر القرون والأزمنة وهو يتصاعد من الأرض إلى السماء، بلادى، وطن يعيش فينا، ويتغلغل حتى الأحشاء، النيل بواديه الخصيب يسرى فى العروق، وسيناء بجبالها الشامخة تسكن فى القلب".

وكتب الأب بيشوى تحت عنوان "سيناء فى التاريخ المسيحى.. نساك ومتنصرون ورحالة"، يقول: "أول إشارة تقابلنا عن وجود المسيحية فى سيناء، كانت سنة 205م، إذ ذكر البابا ديونيسيوس بابا الإسكندرية الرابع عشر "190- 265م"، كيف ذهب الكثير من النساك المحبين للوحدة والسكون إلى سيناء، حيث اجتذبتهم طبيعتها الجبلية وعزلتها التامة عما حولها، واستهواهم ما تحمله من ذكريات مباركة".

وتابع: "فبسبب ظهور الله فوق الجبل مرة، وفى العليقة التى ترمز للتجسد مرة أخرى، حسبت سيناء منذ القرون الأولى أرض مقدسة كأرض فلسطين، فقدم إليها النساك متمركزين فى البداية حول جبل سيناء، وما لبثوا أن انتشروا فى كل مكان بشبه الجزيرة، وبالذات فى بقعتين هما شمال الطور ووادى فيران".

"يشهد التاريخ أنهم كانوا أولا من المصريين، ثم منهم من قدم من بلاد بعيدة مثل القديس نيلوس، الذى كان ضابطًا لدى الأمبراطورية فى القسطنطينية، وعلى الرغم من وعورة المكان وقسوة الجو عاش متوحدو سيناء بنسك زائد حتى وصفهم أحد الرحالة الأوائل بقوله "إنهم شبه عراة، يسترون أجسادهم بملابس من الشعر الخشن"، بحسب الكاتب.

ويسترجع الكاتب: "مع بداية القرن الرابع امتلأت شبه الجزيرة بالنساك المسيحيين، والمديانيين المتنصرين، وهم قاطنو سيناء الذين كان منهم يثرون حمو موسى، والذى انضم إلى شعب الله "خر 18: 15-24، قض 4: 11- 21"، كما زاد عدد الأهالى الذين قبلوا الإيمان من القبائل المحيطة حتى بنيت الكاتدرائيات وأقيم عليها الأساقفة".

ويستكمل: "جذبت سيناء أيضا محبى الترحال للتبرك من الأماكن المقدسة، فمنذ عصر قسطنطين الكبير فى بداية القرن الرابع، قصدها العديد من الحجاج المسيحيين، فنقرأ عن زيارة أجابيت الجندى الكبادوكى سنة 324م، والملكة هيلانة سنة 337م، التى أوصت ببناء أول كنيسة حول مكان العليقة، كما نسمع عن كثيرين من اسماء أباء الرهبنة، الذين عاشوا فى سيناء مثل: هيلاريون الكبير- أبا نوفر السائح- أمون المصرى- يوحنا الدرجى - بيجيمى السائح".

أسقفيات سيناء

ويسرد الكتاب: "وادى فيران، أخصب أودية سيناء، تميز بأنه أكثر الأماكن التى انتشرت فيه الصوامع والكنائس وخضعت لأسقفيته كل البرية، فهناك تأسست أول وأكبر أسقفية بسيناء، ثم فى أماكن أخرى مثل برية قادش "الكديرات الآن وقسيمة"، واليوسا "خلوصا الآن"، وهى جنوب بئر سبع، وجزيرة يوطابا "جزيرة تيران الآن"، بكاتدرائيتها الكبرى التى حرقها بعض العرب الذين كانوا فى الجزيرة وأعيد بناؤها، هذا عدا الأسقفيات والأديرة والكنائس العديدة فى رينوكوليورا "العريش الآن"، وبيلوزيوم "بلوظة الآن"، وهى شرق بورسعيد، ورافيا "تل ريفا ورفح الآن"".

ويشرح الكاتب: "أول إشارة عن أسقف فيران، كانت من أوائل القرن الخامس عن سلوانس الأسقيطى، الذى جاء لسيناء أواخر القرن الرابع فاجتمع حوله الرهبان فأسس ديرًا رأسه تلميذه زكريا، ومن تلاميذه أختير أول أسقف لفيران وهو "ناتير"، وهناك شهادة أخرى هى للراهب نيلوس، أن فى مدينة فيران مقر أسقفية، وذكر اسماء بعض أساقفتها، كما نسمع فى منتصف القرن الخامس رفض أسقف فيران قرارات مجمع خلقيدونية، ما دفع المجمع إرسال أسقف من طرفه وهو مكاريوس على أن يكون تابعًا لبطريركية أورشليم، التى وافقت على قرارات مجمع خلقيدونية التى نصت على أن للمسيح طبيعتين".

الانحسار القبطى

ومنذ أوائل القرن الخامس، بحسب الكتاب، بدأ انحسار الوجود المصرى، بين رهبان سيناء، لا سيما بسبب الاضطهاد الذى أثاره الاحتلال الرومانى على الكنيسة، بسبب تمسكها بالطبيعة الواحدة، وقد ساعد على هذا الانحسار تقديم رهبان سيناء الخلقيدونيين، مع رهبان فلسطين أمثالهم التماسا للأمبراطور جوستنيان ليأمر بحمايتهم من غارات البربر، فبنى حصنًا لهم فى الجانب الشمالى من جبل موسى، وفى المدة من 548- 562م "دير سانت كاترين حاليًا"، واشترط أن يكون مقتصرًا على إيواء الرهبان الخاضعين للمذهب الملكى، أى مذهب مجمع خلقيدونية "عقيدة الطبيعتين".

"الذين احتموا بهذا الحصن نالوا الأمان وهؤلاء أغلبهم كانوا يونانيون، والباقون وهم الأكثرية ومعظمهم من الأقباط وبعض السريان الذين فضلوا الحياة خارج الأسوار متمسكين بأمانة الأباء، وتضافرت ضدهم عوامل الطبيعة مع هجمات البربر مع مطاردة السلطة الرومانية "تعتقد بالطبيعتين"، وقد قامت الحكومة اليونانية مع الكنيسة اليونانية منذ مدة بتحديد جنس الرهبان الذين يعيشون فى دير سانت كاترين على اليونان فقط"، وفقا للكتاب.

وتابع الكاهن: "نقرأ تسجيلًا لبحار هندى يعتقد بالطبيعة الواحدة، اعتنق الرهبنة فى هذا الجبل بين سنة 560 - 570م، يصف فيه الترحيب به من قبل ثلاثة من رؤساء الأديرة وجموع من الرهبان حاملين الصليب ومرتلى المزامير، فيما ظلت المسيحية القبطية باعتقادها بالطبيعة الواحدة باقية ردحًا من الزمن حتى أننا نسمع أن مجمعًا غير أرثوذكسى هو مجمع اللاتيران المنعقد سنة 649م، قرر حرم أسقف فاران، واسمه ثيؤدوروس أو ثيئودوسيوس، الذى كان راهبًا مصريًا، لأنه كان محافظًا على عقيدته الأرثوذوكسية، واعتبره المجمع هرطوقيًا".

فيما تتفق جميع المصادر أن أسقفية وادى فيران، ورهبنتها، انتهت فى القرن السابع، أى بعد دخول العرب مصر، حيث اعتنق كثير منهم الدين الإسلامى وآخرون هاجروا من سيناء، وهناك شهادة بأن عدد المتوحدين فى بدء القرن التاسع كان ثلاثين متوحدًا، على حد رواية الكاهن.

قديسو سيناء

القديس هيلاريون الكبير: "ولد حوالى سنة 291م فى قرية تاباثا، على بعد 8 كم جنوب غزة، وتربى وتثقف بالإسكندرية، وترك كل شىء، وتتلمذ عند القديس أنطونيوس واعتكف فى الصحراء المصرية فترة، ثم رجع إلى فلسطين، واعتكف متنسكا فى جنوب برية "ماجوما"، بالقرب من غزة، مؤسسا عدة أديرة، بعد أن ذاعت شهرة أبوته الروحانية ومعجزاته حتى وصف بأنه مؤسس رهبنة فلسطين".

كما ذهب هيلاريون، مرة إلى برية قادش فى سيناء، فتجمهر حوله عدد من الوثنيين، كانوا مجتمعين فى هيكل "فينوس" فى عيدها السنوى، طالبين الشفاء من الأرواح الشريرة، وهم يحنون رؤوسهم ويصرخون بالعربية "باركنا باركنا"، وكان يتقنها مع اللغة الأرامية، فدعاهم إلى المسيحية، فأمنوا وبنى لهم كنيسة فى اليوسا "خلوصا" جنوب بئر سبع، فيما هرب من تكريم الناس، مضى إلى بابليون "مصر القديمة الآن"، ثم جبل القديس أنطونيوس ثم ليبيا ثم صقلية ثم قبرص حيث تنيح، وكتب سيرته القديس أبيفانيوس أسقف قبرص وعنه أخذ العلامة جيروم، وتقع آثار ديره على تلة ساحلية قرب مخيم دير البلح وسط غزة.

القديس آبا نوفر السائح: "ترهب فى أحد الأديرة الباخومية بالأقصر، ولما رغب فى التوحد قاده الملاك حتى أوصله إلى سيناء، حيث سكن فى مغارة إيليا النبى بجبل سيناء، وأمضى فى سيناء سبعين سنة، وعاى الرغم من قساوة الحياة النسكية التى عاشها عمر إلى سن التسعين، تنيح سنة 390م بين يدى القديس بافنوتيوس الذى كتب سيرته.

القديس أمون: "كان متوحدًا فى قلاية صغيرة فى جهة كانوب أبوقير بالإسكندرية حاليًا، وقرر أن يقوم برحلة إلى جبل سيناء حوالى سنة 380م فى أثناء عودته من أورشليم، وعاش فترة فى مدينة راثيو "الطور حاليا" حتى أنه سمى أمون الرايثى، وشاهد البدو وهم يغيرون على المكان ويقتلون النساك فى غارة استشهد فيها 40 راهبًا، ثم ذهب إلى منف ثم ارتحل إلى شيهيت متتلمذًا على يدى الأنبا بيمن، وهذه المعلومات من مخطوطة باللغة القبطية كتبها بنفسه ووجدت فى قلايته".

الأب بولس من بترا: "كان رئيسًَا لدير فى وادى فيران فى أثناء هجوم البربر على الدير فى نفس زمن الغارة التى كتب عنها القديس أمون، ولما اقتحم البربر لحصن الذى احتمى فيه الرهبان وقف الأب بولس يثبت أولاده بقوله: "أنتم تعلمون جميعًا أننا قد سكنا هذا الموضع من أجل ربنا وسيدنا يسوع المسيح، منقطعين بسبب حبه عن كل عادات هذا العالم الباطل، فى هذه الصحراء الوعرة المرعبة، عائشين بالجوع والعطش والفقر المدقع والعوز محتقرين بالحق كل الأشياء الأرضية لهذا العالم الفانى، حتى نستاهل أن نكون رفقاءه المستحقين لملكوت السموات، فيا أبطال الله لا تدعوا أنفسكم تضعف، ولا تفعلوا شيئًا لا يليق باسكيمكم، بل توشحوا بالقوة والفرح والرجولة لكى ما تثبتوا بقلب طاهر، حتى يقبلكم الله فى ملكوته".

"ولما رفض واحد من أولاده أن يرشدهم إلى شخصية الأب بولس، جردوه من ثيابه ونصبوه هدفا لسهامهم. ولما وجدوا الأب بولس قال لهم بكل هدوء "ثقوا يا أولادى أننى لا أملك شيئا سوى هذا الثوب العتيق الذى ألبسه، فيما قتل البربر الأب بولس، ومعه نحو 20 راهبًا ولم ينج سوى ثلاثة أحدهم هو "شيشوى" الذى حكى القصة للأب أمون صديقه المصرى".

القديس شيشوى الكبير: "بدأ فى نتريا مع الأنبا أمون الكبير سنة 335م ثم انتقل إلى شيهيت وعاش مع القديس مقاريوس الكبير حتى سنة 356م، ثم مضى إلى مغارة القديس أنطونيوس، بعد نياحته، وظل هناك اثنين وسبعين سنة، وكان على اتصال برهبان رايثو "الطور"، ويبدو أنه ذهب متوحدًا خلال هذه الفترة إلى واحة فيران لمدة عشر أشهر، ولما أصابه الزهو قابل أعرابيا وعرف أنه فى هذا المكان لمدة 11 شهرًا بغرض الصيد، فاتضع، ثم شاهد المغارة التى استشهد فيها الأب بولس، وكان أحد الناجين، وهو الذى حكاها للأب أمون، كما عاد إلى شيهيت وتنيح هناك، ومن المعروف عنه أن وجهه كان يضئ أحيانا كالبرق مثل موسى النبى، ومن أقواله عن الهدف من دراسة الكتاب المقدس: ينبغى أن نهتم لا بما نقوله، بل بما نعيشه".

القديس سلوانس الكبير: "ترهب عند القديس مقاريوس فى شيهيت، وتتلمذ على يديه مجموعة من الرهبان، ثم رحل مع تلاميذه إلى سيناء حوالى سنة 380م، ثم زار جماعته واحد من الرهبان وانتقدهم لاهتمامهم بالعمل اليدوى، فاوصى القديس سلوانس بعدم دعوة هذا الراهب للطعام ولما تساءل عن السبب قال له القديس "لأنك رجل روحانى لست بحاجة إلى طعام، وأما نحن فجسديون نحتاج إلى طعام، ولذلك نمارس الأعمال، لا شك أن مريم تحتاج إلى مرثا، لأن مريم بمرثا مدحت".

فيما نزح معه تلاميذ له إلى وادى جرار بالقرب من غزة وأسس ديرا هناك، وأقيم زكريا تلميذه من بعده رئيسًا عليه حوالى سنة 415م، واحد من تلاميذه صار أسقفا على فيران وهو الأب نيتراس "ناتير"، ثم عاد إلى شيهيت بدعوة من الأب يوسف الكبير وأكمل حياته فيها.

القديس أشعيا الاسقيط: "عاش متنسكا فى شيهيت فى القرن الرابع، إذ عاصر القديس مقاريوس وتعلم منه، ومضى إلى فلسطين حيث زار الأماكن المقدسة ثم استقر بالقرب من إيثروبوليس، وانتقل إلى بيت دالتا بالقرب من غزة، هربًا من الشهرة واستقر هناك لأكثر من 40 سنة حتى تنيح فى فلسطين فى أغسطس 489م، ولم يكن يقابل فى وحدته سوى تلميذه بطرس، وكان من أشد المناهضين لمجمع خلقيدونية، وترك عدة مقالات فى التدبير الرهبانى، ومن أقواله: الذى يتمسك بمعرفته هو ناقص المعرفة، وأن أهم كلمة رهبانية هى هذه: انحن لأخيك".

القديس إيسيذورس من البيلوزيوم: "عاش فى القرن الخامس، بعد أن ولد بالإسكندرية من عائلة كبيرة، ودرس العلوم والفلسفة والتاريخ والمنطق، وترهب فى الأديرة الباخومية بالصعيد، ثم انتقل إلى نتريا، ولكنه اختار البيلوزيوم "مدينة ساحلية بها ميناء يقع شرق بورسعيد"، ليعيش متنسكا هناك، ويعتبر الأب الروحى للبابا كيرلس الكبير، وتباحث معه حول تقديس ذكرى القديس يوحنا ذهبى الفم، الذى كان القديس إيسيذورس معجبًا به، فيما يعرف بأنه صاحب الألفى رسالة التى تتضمنها أربعة مجلدات ضخمة، وكان منهجه الرهبانى إنجيليا، معتبرًا أن الراهب إنسان يقتدى حرفيًا بالمسيح، كما رسمه الأسقف أمونيوس "من نتريا" كاهنا، وقد تنيح سنة 450م، فيما كان لا يميل إلى تزيين الكنائس، إذ كتب فى رسائله إن المسيح جاء ليبنى نفوسا وليس حوائطا، والكنيسة الحقيقية هى التى تزين بالنعمة وليست التى تزين بالرخام النادر، وتبقى عارية من المواهب الروحية.

القديس نيلس: "رفعه نسبه النبيل ومواهبه الشخصية إلى أن يكون محافظًا لمدينة القسطنطينية، وتتلمذ غالبًا على يدى القديس يوحنا ذهبى الفم، ودفعته تطلعاته الروحية إلى الاستقالة من وظيفته والاتفاق مع زوجته على حياة الرهبنة، ودخلت زوجته وابنتيهما أحد أديرة الراهبات فى مصر بينما أخذ هو ابنه ثيئودولوس "أى عبدالله" إلى سيناء، حيث حفروا مغارة هناك ليقضيا الوقت فى العبادة ويقتاتان بالحشائش البرية".

"ويحكى بنفسه أنه فى ليلة الأحد 11 يناير سنة 400م، نزل مع ابنه إلى كنيسة العليقة للصلاة مع الرهبان حتى الصباح، حين نزل جماعة من العرب فقتلوا الكاهن وراهبين، وأخذوا ابنه أسيرا وباعوه عبدًا فاشتراه مطران بلدة "الخلصه" وسلمه له، كما قضى 60 عامًا فى البرية من سنة 390م حتى تنيح سنة 450م ونقلت رفاته إلى القسطنطينية".

القديس يوحنا الدرجى: "مكان وزمان ميلاده مجهولين، ولكن يرجح أنه عاش بين عامى 525و 600م، وتتلمذ وهو فى سن السادسة عشر للأب مارتيروس أحد شيوخ جبل سيناء، وفى يوم رهبنته تنبأ الشيوخ له بمكانة كبيرة، وفى سن العشرين توحد فى برية "تولا" على بعد نحو 8 كم من الدير إذ قضى 40 سنة فى وحدته، زار خلالها ديرًا للباخوميين غرب الإسكندرية، يدعى دير التائبين أو الباكين، وفى نهاية الأربعين سنة، تم انتخابه رئيسًا لدير جبل سيناء وبعد فترة استقال من الرئاسة ليعود إلى وحدته، فخلفه فى الرئاسة أخوه جورج، الذى كان من رهبان الدير".

"وفى أواخر حياته طلب منه الأب يوحنا رئيس دير رايثو أن يكتب "الألواح الروحية للناموس الجديد، لمنفعة الرهبان، فكتب مؤلفه الشهير، سلم الفضائل، ثم كتب سيرته راهب معاصر له يدعى دانيال من دير راثيو، ومن تعاليمه فى كتابه، المحب لله هو من يحسن استعمال الخيرات الطبيعية ولا يتوانى فى عمل الصالحات قدر طاقته، ومن هو يا ترى الراهب الأمين الحكيم؟ هو من يحفظ غيرته متقدة إلى النهاية، ولا يزال حتى الممات يزيد كل يوم على ناره نارًا، إنه مشهد يرثى أه أن يرى الإنسان الذين نجوا من اللجة وهم يغرقون فى الميناء، ويعرف المرء صدق حبه لأخيه ومودته له متى حزن لهفواته وفرح لتقدمه وما يناله من النعم".

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز


اقرأ ايضاً