البث المباشر الراديو 9090
البرادعى
طفا من جديد، مؤسس حزب الدستور، محمد البرادعى، عبر ساحة "تويتر"، فى سياق غير محدد التوقيت والأسباب وأيضا الصفة، مهاجمًا القمة العربية ومتعزلًا فى الأمم المتحدة ومستنجدًا بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

السبت، 14 أبريل 2018، وقبل إطلاق العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، أعمال القمة العربية الـ29، التى تستضيفها مدينة الظهران السعودية، بيوم واحد، غرد البرادعى قائلًا: "هل يمكن للقمة العربية باسم الإنسانية وباسم حق الشعوب فى الحياة، أن تعلن وقف القتال لمدة شهر فى المنطقة، فى محاولة للتوصل إلى تسويات سلمية لكل الصراعات المستعرة أم أن هذا المطلب يتعدى سقف قدراتنا، وأن إبادة النفس أصبحت هى الخيار المفضل ؟ #احقنوا_الدماء".

لم توضح التغريدة البرادعاوية، ماهية الرسالة، فهل هى مطلب منه باعتباره يرى فى نفسه الناشط السياسى؟ أم القاضى الذى أصدر حكمًا على كل قادة العرب.

فيما لم تمضِ سوى ساعات، حتى كتب البرادعى التغريدة الثانية، فى 15 أبريل 2018، وصف فيها تغريدته الأولى بـ"رسائل حادة إلى العرب أمس"، فى محاولة منه للتأكيد على أنه ذات صفة قادرة على انتقاد القادة العرب، وبترجمة علم النفس، لا يعنى تعليقه إلا البحث عن ظهور بالإكراه.

الاستقواء بالخارج

وتابع فى تغريدته الثانية: "سكرتير عام الأمم المتحدة: "الوضع فى الشرق الأوسط وصل إلى درجة من الفوضى، بحيث أصبح يهدد السلم والأمن الدوليين"، الرئيس الأمريكى: "لا تستطيع أمريكا مهما فعلت أن تحقق السلام فى الشرق الأوسط، وإنما مصير تلك المنطقة المضطربة فى أيدى شعوبها"، بلغ السيل الزبى".

عين البرادعى نفسه، متحدثا باسم العالم العربى، ووجه رسائل إلى سكرتير عام الأمم المتحدة، والرئيس الأمريكى، بعبارات لا يفهم منها ما إذا كانت تحمل انتقادًا للأمم المتحدة وأمريكا، أم استقواء بهما على قادة المنطقة، لا سيما بعدما انتقد الحكام قبلها بساعات، وذّكر الغرب بنفسه فى مقدمة الرسالة، متخيلًا أنه ممثل الشرق الأوسط الساخط على الحكام والناقد لصالح الشعوب، الذى منحها سلطة تحديد المصير.

فوضى البرادعى

وتحدث البرادعى عن الفوضى، وبعدها بكلمة أكد لأمريكا، أن تحديد المصير فى أيدى الشعوب، فماذا أراد البرادعى الذى يعيد اسمه للأذهان "مصير العراق"، الذى ساهم بمنصبه حينها كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فى منح الشرعية لأمريكا لاحتلال بغداد؟ وهل الفوضى ستختفى من وجهة نظره بالخروج على الحكام والوقيعة بين الشعوب وقادتهم؟

وفى تغريدة ثالثة، 16 أبريل 2018، كتب البرادعى: "القمع لم ولن يكون الحل، كما أقول دومًا: الأوطان تبنى بالحرية لا بالبطش، وبالعلم لا بالجهل، وبالشفافية لا بالتدليس، وبالشراكة لا بالإقصاء، وبالأمل لا بالخوف، وبالمؤسسات لا بالأفراد، العدل والتوافق المجتمعى ونبذ العنف مدخلنا الوحيد، وغير ذلك انتحار جماعى، من أين نبدأ؟".

لم تعد قراءة توقيت التغريدات وتتابعها، مبهمة، بل مفسرة للواقع الذى يريده البرادعى، إذ لا يريد إلا الفوضى، فى وقت تحارب فيه الجيوش العربية الإرهاب، عاد ليطالب بالحرية والعلم والشفافية والشراكة والأمل ودعم المؤسسات والعدل والتوافق المجتمعى ونبذ العنف، وكأن هذه الأمور مجرد طموح برادعاوى، غاب عن بوصلة قادة العرب، ودس السم فى العسل، كعادته، بوصفه للأوضاع الراهنة، بالقمع والبطش والجهل والتدليس والإقصاء والخوف والانتحار الجماعى لأى فريق يتفق على مبدأ مخالف لرغبته فى الانتقاد الممنهج لخلق الفوضى، والاستقواء بالخارج.

كانت الكاتبة، لميس جابر، قد قالت، نهاية يناير الماضى، وقبل الانتخابات الرئاسية فى مصر، إن هناك مؤامرات تحاك ضد مصر خلال الفترة الحالية، يقودها نشطاء مصريون ينادون بالحرية والديمقراطية، ولكن هدفهم تدمير البلاد، مضيفة خلال برنامجها "خمسينة شاى" المذاع على الراديو 9090، أن النشطاء السياسيين الآن يعملون على تشويه صورة مصر من أجل تدخل المنظمات الدولية.

وأكدت البرادعى عاد مرة أخرى، للتغريد على موقع "تويتر" لانتقاد الوضع فى مصر، "وهذا دليل على أنه يريد إشعال الوضع الداخلى"، مشيرة إلى أن الشعب المصرى لن يسمح لأى متآمر بتحقيق أهدافه.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز