
الشعب السورى
البداية كانت من خلال الاستعمار الفرنسى الذى مثَل عقبة اعترض تقدم سوريا، لكن إصرار الشعب السورى على التخلص من الظلم، والحصول على الحرية، رسم أعظم ملاحم النضال والمقاومة، وظهر ذلك من خلال حركات المقاومة الوطنية التى كانت فى أولى الصفوف الهجومية.
ورغم النضال والاحتجاجات والثورات السورية الكبرى، إلا أن الاحتلال الفرنسى ظل مسيطرًا على الأراضى السورية، إلى أن اندلعت الحرب العالمية الثانية، حيث هُزمت فرنسا بداية على يد ألمانيا النازية.
مع هزيمة المستعمر الفرنسى، بدأت مخاوف بريطانيا تلوح فى الأفق، خشية أن تنتزع ألمانيا الأراضى السورية من أيدى الفرنسيين، فما كان من الإنجليز سوى احتلال سوريا عام 1941، مع إطلاق وعود بمساعدتهم على الاستقلال، وهو ما حدث من خلال إعلان سوريا دولة مستقلة اسميًا عام 1943.
أما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء فى الحرب واستمرار المقاومة النضالية التى لم تتوقف، توّج هذا النضال الوطنى المستمر باستقلال سوريا وجلاء آخر مستعمر فرنسى عن أراضيها فى 17 أبريل 1946.
ومع إجلاء آخر مستعمر، أصبح اليوم وطنيًا من كل عام، حيث يحتفل به السوريون من كل المناطق على النهج القومى التحررى.
وبينما يحتفل أبناء الشعب السورى بعيد الجلاء بعدد من المناطق، تواجه بعض المدن الأخرى عدوانا جديدًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا.
حيث تعرضت مدينة دوما التابعة للغوطة الشرقية بريف دمشق، إلى قصف صاروخى من قبل دول العدوان الثلاثى بذريعة استخدام حكومة دمشق أسلحة كيماوية ضد المدنيين، وهو الأمر الذى نفته كل من روسيا والجيش السورى مرارا وتكرارًا.
واستخدمت دول العدوان عددًا من الأسلحة المتطورة فى تنفيذ ضربتها على سوريا، لإصابة أهداف تم تحديدها بدقة لتجنب وقوع مواجهة مباشرة مع روسيا، حيث شاركت بريطانيا بـ4 طائرات "تورنادو"، مزودة بصواريخ "كروز" من طراز "ستورم شادو".
وهذه الطائرات أقلعت من قاعدة أكروتيرى، التابعة لسلاح الجو البريطانى فى قبرص، قاصدة أهداف محددة إذ قصفت موقع قيل أنه للأسلحة الكيميائية فى حمص.
أما فرنسا فقد أكدت أن طائراتها الحربية المشاركة فى العملية، أقلعت مباشرة من الأراضى الفرنسية رغم أنه توجد طائرات فرنسية فى الشرق الأوسط.
ورغم الهجمة الغاشمة، إلا أن الشعب السورى أعلن رفضه للعدوان، وتمسكه بخيار الدفاع عن الوطن ودحر مؤامرات الأعداء ومخططاتهم الاستعمارية مهما كلفهم الأمر من تضحيات.
وظهر ذلك من خلال خروج الشعب السورى لشوارع دمشق، عقب تعرض سوريا للعداون الثلاثى الأمريكى - الفرنسى - البريطانى، والذى استهدفت بعض مخازن الأسلحة والمراكز البحثية.
ورفع المواطنون الأعلام السورية والروسية، للتأكيد على صمود الشعب السورى ضد العدوان، وللتأكيد على دعمهم للقيادة السورية والنظام السورى الحاكم.
