البث المباشر الراديو 9090
الكونجرس
يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد سعيًا قويًا من قبل الكونجرس الأمريكى لاسترداد تفويض استخدام القوة العسكرية من البيت الأبيض.

أعضاء جمهوريين وديمقراطيين بالكونجرس أكدوا مرارًا على أنهم تنازلوا لرؤساء جمهوريين وديمقراطيين عن سلطات أكثر من اللازم على قوة الجيش بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، واستغل الرؤساء "تفويض استخدام القوة العسكرية" الذى منح لهم لشن حملات ضد القاعدة والجماعات التابعة لها، وتفويضًا آخرًا صدر فى 2002 للحرب فى العراق، مما دفع الكونجرس لمحاولة استرداد هذا التفويض.

اقرأ أيضًا: تحالف الكبار.. ترامب فى مواجهة صعبة أمام روسيا والصين

وفى هذا الإطار، أعلن أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكى طرح مشروع قانون يقتضى منح الكونجرس تفويضًا للقيام بحملات ضد جماعات إرهابية فى العراق وسوريا ومناطق أخرى.

ومن الأعضاء الذين اقترحوا هذا الأمر، السيناتور الجمهورى بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، والسيناتور الديمقراطى تيم كين، عضو اللجنة.

والتشريع المقترح يجيز استخدام كل القوة اللازمة والمناسبة ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان وتنظيم داعش والقوى المرتبطة بها، لكنه لا يجيز استخدام القوة العسكرية ضد أى دولة، كما لا يحدد موعدًا لنهاية العمل العسكرى على الرغم من أنه يقترح مراجعة بالكونجرس كل 4 سنوات.

وقال كوركر، إنه يتوقع أن تناقش لجنة العلاقات الخارجية التفويض الجديد وربما تصوت عليه الأسبوع القادم على أقرب تقدير، ولم يتضح، ما إذا كان مجلس النواب سيتناول هذا التشريع.

ولكى يصبح هذا التفويض قانونًا، يتعين أن يوافق عليه مجلسا الشيوخ والنواب ثم يقره الرئيس دونالد ترامب.

ويعارض مساعدو الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الدعوات فى الكونجرس لإصدار تفويض جديد بشأن استخدام القوة العسكرية. إذ يلزم التشريع الرئيس أيضًا بالرجوع إلى الكونجرس بشأن أى عمليات عسكرية جديدة ويسمح للنواب بالتصويت على دعمها أو رفضها، ويلغى أيضا التفويضات الصادرة في عامى 2001 و2002 بعد سريانه لمدة 120 يومًا.

يجب الإشارة هنا إلى أن الدستور الأمريكى يقول إن الكونجرس، وليس الرئيس، يملك الحق فى التفويض بالحرب، لكن الأحداث الإرهابية التى تعرضت لها الولايات المتحدة هى ما استدعت إعطاء تفويض للبيت الأبيض لاستخدام القوة العسكرية.

تصريحات من الكونجرس بخصوص سوريا

يبدو أن الكونجرس الأمريكى بدأ فى أولى خطوات التدخل والسيطرة على قرار استخدام القوة العسكرية.

رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب الأمريكي، إد رويس، يقول: "من الممكن أن تكون هناك ضربات أمريكية أخرى على سوريا فى حال استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى".

وبرر رويس، الضربة الأمريكية الأخيرة، إذ أكد أنها "مشروعة ومبررة"، لأنها وفق قوله كانت ردًا على "الهجوم البربرى" من قبل سلطات البلاد باستخدام الأسلحة الكيميائية.

قلق فى الكونجرس

ومن الواضح أن محاولة الكونجرس لاسترداد تفويض القوة العسكرية من الكونجرس جاء بعد أن سيطر عليه القلق من محدودية الضربة العسكرية ضد سوريا، فجر السبت الماضى، وعودة انتشار بعض عناصر منتمية لتنظيم "داعش" الإرهابى في بعض المناطق التى يفترض تواجد الجيش الأمريكى بها.

تأكيدًا لذلك، انتقد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى محدودية الضربة العسكرية الثلاثية "الأمريكية الفرنسية البريطانية" فى سوريا، مطالبين بتبنى استراتيجية شاملة لإنهاء الحرب هناك.

وفى هذا الإطار، أعرب السيناتور الجمهورى عن كارولاينا الجنوبية، ليندسى جراهام، فى بيان، عن اعتقاده بأن الضربة كانت "ردًا ضعيفًا" على نظام بشار الأسد.

وأضاف: "أتخوف من أن الضربة ستعتبر ردًا عسكريًا ضعيفًا، لا بد أن الأسد فكر أن استخدامه السلاح الكيميائى سيكون الرد عليه ضربة عسكرية أمريكية محدودة".

واعتبر أن الضربة ليست عملًا عسكريًا قويًا يدفع الأسد أو روسيا وإيران إلى تغيير استراتيجيتهم فى سوريا.

من المهم أن نشير هنا إلى أن القوات الأمريكية رصدت عودة تنظيم داعش إلى بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية السورية.

من جهته، علق رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس الشيوخ الأمريكى، بوب كوركر، على هذا الأمر، محذرًا من أن خطة الجيش الأمريكى القائمة على أن "تنفض" واشنطن يديها من سوريا تعنى تركها لنفوذ روسيا وإيران

كوركر يقول أيضًا "موسكو وطهران لديهما نفوذ كبير فى البلد الذى تمزقه الحرب نظرًا لدورهما الممتد فيه، فيما تحدث الرئيس الأمريكى عن إمكانية الانسحاب من سوريا"،

ولم يرد بشكل واضح على سؤال عما إذا كان يؤيد نشر قوات أكبر للتأثير على مجرى الأحداث فى سوريا، وقال "أعتقد أن خطط الإدارة هى أن تكمل جهود محاربة داعش وليس أن تكون ضالعة فيها".

وأضاف كروكر، أن سوريا باتت فى يد روسيا وإيران الآن، هم سيحددون مستقبلها"، وأضاف "قد نكون حول الطاولة، لكن عندما نتكلم ولا نفعل شيئًا مؤثرًا على الأرض، يكون كل ما نقوم به هو مجرد كلام".

السيناتور الجمهورى ليندسى جراهام أكد على كلام كروكر، إذ يقول "أشعر بالقلق إزاء نقص الالتزام الأمريكى فى هذا البلد الذى يشن فيه متمردون حربًا أهلية وحشية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وقال "كل شىء فى هذا العرض زاد من قلقى ولم يخففه"، وأضاف "ليست هناك استراتيجية مطروحة للتعامل مع التأثير الخبيث لإيران وروسيا".

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز