البث المباشر الراديو 9090
امتحانات الثانوية العامة
وضعت الحكومة المصرية خطة طموحة لتطوير التعليم، خلال المرحلة المقبلة، باعتباره النواة التى تستند عليها الدولة للنهوض، وتحقيق التنمية الشاملة التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أكثر من مناسبة.

وأعلن طارق شوقى، وزير التربية والتعليم استراتيجية جديدة لتطوير التعليم، تشمل العديد من الاتجاهات يتم الانتهاء منها فى سبتمبر 2018، بناء على توجيهات الرئيس السيسى, وذلك بتكلفة 2 مليار دولار، بعد موافقة البنك الدولى على منح مصر قرض، بقيمة 500 مليون دولار أى ربع إجمالى التكلفة، ويكون دفع القرض مرتبطا بتحقيق نتائج المشروع، موضحًا أنه يهدف إلى تطوير مناهج 12 سنة دراسية وتطوير أداء المعلمين على مدار 5 سنوات.

وقال الوزير فى تصريحات صحفية إن هدف تطوير نظام التعليم هو تغيير ثقافة الحفظ والتلقين إلى الفهم والإبداع، والخروج بمدارس تكنولوجية تطبيقية بمعايير جودة عالمية بالتعليم الفنى، إضافة إلى افتتاح 45 مدرسة يابانية فى سبتمبر المقبل.

بنك الأسئلة

وأكد أنه سيتم تغيير طريقة وضع أسئلة الامتحانات، من خلال بنك الأسئلة الذى تقوم بقياس معدل الفهم من خلال وضع آلاف الأسئلة، ويقوم الكمبيوتر بوضع امتحان بمستوى ذكاء معين ويتم إرسالها للمدارس مباشرة، وكل مدرسة تحصل على امتحان مختلف عن الأخرى لمنع عملية الغش.

وأوضح شوقى، أنه سيجرى التعاون مع خبراء من إنجلترا للتدريب المدرسين المصريين على وضع الأسئلة فى ذلك البنك فى كل مادة وستوضع فى حصالة لتغيير أساليب الامتحانات من خلال عدم الاعتماد على الحفظ والاتجاه للفهم.

أجهزة كمبيوتر حديثة

وتابع أنه سوف يتم تغذية أكثر من مليون منزل مصرى بأجهزة كمبيوتر حديثة، تتضمن المناهج التعليمية فى شكل فيديوهات ومقالات علمية خضعت للمراجعة عن طريق كبار المتخصصين لغويا حول العالم، وهذا يعتبر بديلا للكتاب الذى يعانى منه العديد من الطلاب نتيجة الحشو وتكرار المعلومات، مفيدا أن هذه الأجهزة سوف تكون حلقة الوصل بين الطالب والوزارة مباشرة.

وأشار إلى أن الوزارة لا تسعى بتطبيق هذه المنظومة إلى إلغاء الكتاب المدرسى بعد مرحلة معينة، مفيدا أنه سوف يتم طباعة كتاب المرحلة الأولى من الثانوية العامة كمرجع للطلاب، ولكن مع الوقت سوف يتم إلغاء الكتاب بعد التطور التكنولوجى الذى يتدرب عليه الطلاب.

الثانوية العامة

وأكد شوقى فى ملامح خطته التطويرية أن النظام الجديد للتعليم سيعتمد على استبدال نظام التقييم الأوحد المتمثل فى امتحان الثانوية العامة بنظام تقييم معدل خلال سنوات المرحلة الثانوية، مع تغيير طبيعة الامتحانات من أسئلة متوقعة تقيس مهارات الحفظ والاسترجاع للمعلومات، إلى أسئلة تقيس مدى الفهم والقدرة على حل المشكلات.

وشدد على أن التغيير سيكون فى التقييم فقط، وأنه سيتم بناء بنوك أسئلة جديدة تضم آلاف الأسئلة التى تقيس مستوى الفهم وليس الحفظ، وأن فكرة طباعة الأسئلة على الورق والتى تتعرض للتسريب ستنتهى، حيث تكون الامتحانات متوفرة إلكترونيًا والتصحيح سيكون إلكترونيًا بواسطة مصححين معتمدين.

ونوه شوقى إلى أنه لن يتم عمل امتحان قومى على مستوى الجمهورية لجميع طلبة الثانوية، بل سيكون امتحان الثانوية فى النظام الحالى المعدل مختلفًا فى الأسئلة ولكن متساوية فى درجة الصعوبة مثلما هو معمول به فى أنظمة امتحانات عالمية مثل (توفل)، بمعنى أن المدرسة تطلب امتحان الثانوية ويتم إرساله إليها فى يوم وساعة محددة إلكترونيًا دون طباعتها، ويتم تحميله مباشرة على الكمبيوتر اللوحى أو الكمبيوتر المكتبى للطالب الذى يجيب عنها ويرسل إجاباته مباشرة، ليتم تصحيحها الكترونيا.

الدروس الخصوصية

وأشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى إلى أن المخاوف من الدروس الخصوصية ستزول، حيث إن هذه الدروس تعتمد على الإجابة النموذجية على أسئلة، وحيث إنه ليس هناك امتحان قومى، لذا فالدروس الخصوصية لن تخدم الطالب فى شيء، وستختفى هذه الظاهرة من تلقاء نفسها، لافتًا إلى أن مدرس الفصل لن يستطيع الضغط على الطالب لأخذ دروس مقابل أعمال السنة، إذ أن النظام المعدل لن يكون فيه أى ابتزاز.

وقال شوقى إن النظام المعدل سيطبق على من يدخل أولى ثانوى عام العام الدراسى الجديد، وإنه بالنسبة لأسئلة بنك المعرفة سيتم تحميل عليه المناهج الأمريكية مترجمة باللغة العربية وأفلام تعليمية مرتبطة بالمجال الدراسى والمعرفى لكل درس، وسيقتصر دور المعلم على توجيه الطالب ومساعدته فى كيفية البحث عن المعلومة عبر جهاز الكمبيوتر الخاص به حيث سيتم إلغاء الكتاب الورقى.

وأوضح وزير التربية والتعليم والتعليم أن امتحانات الثانوية العامة فى النظام المعدل ستكون 12 اختبارًا بواقع 4 اختبارات سنوية، وأن الطالب يحتاج إلى 6 تقييمات جيدة من بين الـ12 اختبارًا لاجتياز الثانوية العامة، مشيرًا إلى أن الدفعة الأولى التى ستبدأ من العام الدراسى المقبل (أولى ثانوي) ستحتاج إلى 4 تقييمات جيدة فقط من بين الـ12 لاجتياز الثانوية.

الابتدائية والإعدادية والأزهر

وبالنسبة لنظام التعليم الجديد والذى سيطبق على طالب أولى ابتدائى اعتبارا من العام الدراسى الجديد، قال الوزير إن النظام يعتمد على مهارات الإبداع والتفكير الناقد والتواصل والفنون، وستكون المرحلة الابتدائية لمدة 6 سنوات بلا أية مواد دراسية حيث سيكون الاعتماد فيها على موضوعات متنوعة يتم من خلالها تقديم معلومة عامة تتضمن موضوعات أكثر تخصصا مثل الحديث عن الطقس وكيفية تكوين المطر وغيرها من الظواهر الطبيعية.

وأضاف شوقى أنه بالنسبة للمرحلة الإعدادية، ستتضمن مواد أساسية واختيارية (دون تحديدها)، فيما يقتصر المواد التى ختارها الطالب فى المرحلة الثانوية على 4 مواد أساسية و4 اختيارية تتضمن لغات البرمجة والمسرح والفنون والإعلام والثورة الصناعية الرابعة.

وكشف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى عن أنه يتم حاليا مناقشة ضم التعليم العام مع التعليم الأزهرى، على أن تكون المواد الدينية اختيارية شأنها فى ذلك شأن مواد الاقتصاد، مشيرا إلى أن أول دفعة فى نظام التعليم الجديد ستتخرج فى عام 2030، وأن النظام التعليمى الجديد مصرى مائة فى المائة، وأن مصفوفة المناهج مصرية وتم الاستفادة فيها من المناهج الفنلندية واليابانية.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز