انطلاق تصويت المصريين بالداخل فى الانتخابات الرئاسية

البث المباشر الراديو 9090
نكبة فلسطين
كثير من الكتابات والمؤلفات تناولت زمن نكبة 1948، حينما احتلت عصابات الصهاينة أرض فلسطين، عبر انتصارها على جيوش عدة بلاد عربية، من بينها مصر.

ولأن مرآة كل زمن هى صحافته، لنقترب أكثر من الكيفية التى تناولت بها صحافتنا المصرية، زمن النكبة.

الصحافة المصرية تفاعلت مع الأحداث قبل وقوعها بفترة، وتحديدًا مع القرار الصادر من هيئة الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين فى أواخر نوفمبر 1947، إذ تناولت جريدة الأهرام عبر "المانشيت" الرئيسى فى الأول من ديسمبر من العام ذاته الموضوع بعنوان "قرار تقسيم فلسطين مقدمة لحوادث خطيرة فى الشرق والغرب".

وتساءلت الصحيفة "هل يجتمع ملوك العرب ورؤساؤهم ببغداد؟"، فى حين نشرت كذلك أنباء عن حوادث متفرقة لإطلاق نار بين العرب واليهود فى فلسطين، متنبئة باشتعال الأزمة هناك.

اتخذت السلطات المصرية قرارًا بالاشتراك فى الحرب، ففى 12 مايو من العام 1948 أفردت جريدة "المصرى" وهى جريدة حزب الوفد، عنوانًا قالت فيه "القوات المصرية تتأهب للزحف على النقب"، فى حين أفردت صفحتها الأولى كذلك خبرًا عن "فرض الأحكام العرفية لتأمين سلامة القوات المصرية فى فلسطين"، وذلك مع بداية الاستعدادات لبدء العملية العسكرية.

قامت الحرب فى 15 مايو، وبعدها بيوم واحد تناولت جريدة "المصرى" أيضًا الأحداث، فكان المانشيت "الجيش المصرى يحتل مدينة غزة فى الساعة السادسة من مساء أمس"، وذيلته بعناوين أخرى أكثر قوة فقالت "الطائرات المصرية تضرب تل أبيب وتدمر حظائر الطائرات فيها"، وكذلك "المدفعية تشتبك مع مستعمرتين حصينتين فتدمرهما وتبيدهما".

فى الصفحة الأولى من نفس العدد أنباء عن دخول طلائع الجيش الأردنى إلى القدس، وكذلك دخول الجيشين السورى واللبنانى لأرض المعركة، فى حين يجتمع مجلس الأمن اجتماعًا غير عادى لمناقشة تداعيات الحرب الدائرة.

فى جريدة "الكتلة" وتحديدًا يوم 17 مايو أفردت الصفحة الأولى عناوينها للموقف القتالى فى فلسطين، بعنوان "انتصارات متعاقبة للجيوش العربية الخمسة الزاحفة على فلسطين"، وذيلتها بالموقف على الأرض فقالت إن القوات المصرية تستأنف الزحف من غزة على خطوط الدفاع اليهودية بتل أبيب فى الميدان الجنوبى، وأن القوات السورية واللبنانية تطوق منطقة الحدوة من 3 جهات، وأن اللواء العربى يحدق بالقدس ويحتل الأراضى الممتدة من رام الله، وثمة اندحار يهودى أمام العراقيين فى الجسر، فى حين استولت القوات الأردنية على مطار اللد، وتختتم الكتلة عناوينها بجملة تقريرية حاسمة وهى "دولة إسرائيل المزعومة تولد ميتة"!

فى 18 مايو جاءت جريدة "المصرى" بخبر يثلج الصدور عبر المانشيت "الجيوش العربية على بعد 18 كيلو مترا من شرقى تل أبيب"، وفى 21 من الشهر نفسه قالت جريدة "الأساس" الصادرة عن الهيئة السعدية الوطنية إن "الجيش المصرى يكتسح الحصون الصهيونية فى زحف خاطف".

فى حين قالت جريدة "الكتلة" بعدها بيوم واحد أن الجيش المصرى استولى على مدينة الخليل وفى اتجاهه لبيت لحم.

جريدة "الأساس" فى 7 يونيو قالت فى المانشيت إن المدفعية المصرية الثقيلة تدك أوكار الصهاينة فى القدس الجديدة، وذيلته بعنوان آخر عن جريمة إنسانية لا تقل عن جرائم إسرائيل الآن وذلك بإلقاء قنبلتين على حرم الجامع الأقصى الشريف، مع استمرار المعارك وقوتها.

فى 10 يونيو انقلب الحال قليلا، إذ قالت جريدة "الكتلة" أن العرب واليهود قبلا الهدنة فى فلسطين، وفى 16 يونيو قالت الجريدة ذاتها إن اليهود اخترقوا الهدنة بمهاجمة أسر النساء والأطفال.

ظهر التفوق الواضح للقوات الصهيونية فلجأت الدول العربية للمؤسسات الأممية لحل الأزمة، مع تجدد للمناوشات والمناورات.

اعترفت مصر والعراق وسوريا ولبنان والحجاز بحكومة فلسطينية، فيما قالت جريدة "صوت الأمة" الناطقة بلسان حال الوفد المصرى "هل ينجح العرب فى تأجيل قضية فلسطين" وذلك فى 16 أكتوبر من العام 1948، لتنتهى الحرب إكلينيكيًا بتفوق عصابات الصهاينة على جيوش العرب، رغم المانشيتات الرنانة التى أفردتها الصحف المصرية فى بداية أحداث النكبة.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار