البث المباشر الراديو 9090
رجب طيب أردوغان
انطلقت فى الثامنة من مساء أمس السبت، "حركة يونيو" على مواقع التواصل الاجتماعى، وهى الحركة المناوئة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وحكومته وسيطرتهما على كل وسائل الإعلام المرئية.

سيطرة أردوغان على وسائل الإعلام تأتى فى مقابلها حرمان بقية الأحزاب التركية من الظهور على شاشات القنوات الفضائية لاسيما شاشات هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية الرسمية.

واختارت صحيفة "ينى جاغ" التركية المعارضة لاحتجاجها اسم "حركة يونيو" فى إشارة منها إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى ستجرى يوم 24 من الشهر القبل، وذلك وسط موجة من الغضب سيطرت على الأتراك جراء تدهور أوضاع بلادهم وتدهور حالة الحريات العامة وانتهاج أردوغان اعتقالات بالجملة لمعارضيه.

ولم تكن "حركة يونيو" الوحيدة إعلان المعارضة الوحيد فى مواجهة الأغا التركى، فقد وقف مدحت سنجار، نائب حزب الشعوب الديمقراطية الكردى عن مدينة ماردين، بين أنصاره وأعلن على الملأ دعمه المطلق لمرشح حزب الشعب الجمهورى محرم إينجه، حال فشل مرشحهم صلاح الدين دميرطاش فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وذلك ما أبرزته صحيفة "سوزجى".

ويبدو أن دعم إينجه لن يتوقف فى ظل رئيس يتحدى شعبه ويقمعه بالاعتقالات والإجراءات التعسفية، ففى تصريحات نقلتها شبكة "خبر تورك"، أعلنت ميرال أكشنر، رئيس حزب الخير أنها ستدعم محرم إينجه، حال فشلها فى الجولة الأولى وانتقال إينجه إلى الحولة الثانية من الانتخابات.

من جهة أخرى حاول أردوغان فى مواجهة تلك الضغوط اللعب على مشاعر المسلمين وارتباطهم بالقضية الفلسطينية للترويج لنفسه فى الداخل التركى والخارج العربى، إلا أن حيله باتت مكشوفة، وجاءت تصريحات الباحث الإسرائيلى إيدى كوهين الأخيرة بمثابة صفعة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فقد كشف كوهين كيف يتبنى خطابًا مزدوجًا تجاه القضية الفلسطينية أحدهما يتوجه به إلى تويتر والإعلام بهدف الاستهلاك المحلى، والأخر يتوجه به إلى الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل مصالحه.

وخلال مناظرة تلفزيونية، اتهم إيدى كوهين، الباحث بمركز بيجن-سادات ومؤسس إحدى المنظمات الحقوقية، أردوغان بالمتاجرة بالفلسطينيين، مستشهدًا بأن حزب الإخوان فى تركيا "العدالة والتنمية"، الذى يتزعمه أردوغان، قد رفض قانونًا بقطع العلاقات مع إسرائيل.

وتساءل كوهين عن السبب وراء عدم قيام أردوغان بقطع العلاقات الاقتصادية التركية مع إسرائيل، لافتًا إلى أن الصادرات التركية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلى تبلغ 4.1 مليار دولار سنويًا.

ويبدو أن انكشاف أردوغان وتلاعبه بالقضية الفلسطينية لابتزاز مشاعر الداخل التركى لم تعد مستساغة، فقال معارضون لنظام الرئيس التركى إن القمة الإسلامية الاستثنائية التى عقدت أمس الأول - الجمعة - فى اسطنبول انتهت دون نتائج عملية للفلسطينيين، ووجهوا انتقادات حادة لأردوغان الذى "طالما سعى لتولى دور زعيم العالم الإسلامى برمته، وينخرط دوما فى حرب كلامية مع إسرائيل، دون نتيجة فعلية على أرض الواقع، على الرغم من أن بلاده تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية".

وأشار معارضو أردوغان إلى أن التصعيد مع إسرائيل واستضافة اجتماعات إسلامية رفيعة المستوى، لم يكن سوى بهدف إحراز نقاط تضاف إلى رصيد أردوغان بين أنصاره قبل الانتخابات.

وردا على سؤال عما إذا كان ينبغى لإسرائيل أن تقطع علاقاتها مع أنقرة، قال زير المالية الإسرائيلى موشى كحلون لإذاعة إسرائيل: "لدينا علاقات اقتصادية ممتازة مع تركيا، وهذه العلاقات شديدة الأهمية للجانبين".

وكانت لغة الأرقام العملية صادمة وكاشفة لمخادعات الرئيس التركى، فبرغم لهجة الخطاب الحادة التى يتبناها حزب العدالة والتنمية الحاكم، أظهرت إحصاءات صندوق النقد الدولى أن إسرائيل كانت عاشر أكبر سوق للصادرات التركية فى 2017، حيث اشترت سلعا بحوالى 3,4 مليار دولار.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز