إيران وأمريكا
هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" قالت فى تقريرها، إن الإستراتيجية الجديدة التى تبنتها الولايات المتحدة تجاه إيران، والمسماة (الخطة ب)، هدفها تكثيف العقوبات من أجل إجبار حكومة طهران على الدخول فى صفقة دبلوماسية جديدة، الأمر الذى يجعل إيران تخضع إلى قيود أوسع، ليس فقط على أنشطتها النووية، ولكن أيضًا على برنامجها الصاروخى وسلوكها الأوسع فى المنطقة.
ويبقى السؤال: هل هذه السياسة هدفها التوصل إلى تسوية جديدة بالفعل مع طهران؟ أو أنها خطة لزيادة التوترات بهدف تغيير النظام فى إيران؟
الإذاعة البريطانية، قالت إن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة هدفها الأول، الحد من نفوذ إيران المتنامى فى المنطقة، لكن الخوف الأكبر هو أن تكون إدارة ترامب، راغبة فى اتباع خطى مستشار الأمن القومى جون بولتون، الذى طالما شجع على تغيير النظام فى طهران.
ويقول مسؤولون أمريكيون، إن البيت الأبيض سيعمل على كبح جِماح النفوذ الإيرانى فى المنطقة من خلال حملة الضغط القُصوى هذه، لكن أشخاصا مقربين من الإدارة يقولون إن الهدف النهائى للخطة الجديدة يبدو أنه سيختلف تبعًا لمن ستوكل إليه مهمة ترجمة ومتابعة هذه الهيكلة الأمنية الجديدة.
من جانبه، قال روبرت أينهورن، مسؤول سابق بوزارة الخارجية وخبير فى مجال عدم الانتشار النووى، إن إبرام صفقة أكبر وأفضل حلم مستحيل، مضيفاً أن الهدف الحقيقى ليس فى التوصل إلى اتفاق أكبر وأفضل، بل فى وضع ضغط هائل على إيران لإضعاف النظام.
فيما قال المحلل السياسى أحمد الأصفهانى، تعليقًا على طرح وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، 12 شرطاً للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، "إن ما قدمته الإدارة الأمريكية يعد خطة واضحة تمامًا، وهى السقف الأعلى لها، فإذا وافقت إيران عليها فهو صك الاستسلام، وإن رفضت أعلنت الحرب عليها من خلال عمل عسكرى قريب جدًا أو عقوبات اقتصادية".
يذكر أن بومبيو وضع أمس الإثنين، سلسلة من الشروط والمطالب أمام النظام فى إيران لتنفيذها، قائلًا إن "يد طهران للهيمنة على الشرق الأوسط لن تكون مطلقة بعد الآن".
وفى الشق النووى، تتجاوز مطالب الولايات المتحدة اتفاقية عام 2015، إذ يجب أن توقف إيران كل تخصيب لليورانيوم وتغلق مفاعل الماء الخفيف الخاص بها، وتمنح المفتشين الدوليين حق الوصول غير المشروط إلى جميع المواقع فى البلاد.
وقال بومبيو، إنه يجب على طهران أيضاً وضع حد للصواريخ البالستية وإطلاق أو تطوير صواريخ ذات قدرات نووية.
وأخيرًا، شدد بومبيو على ضرورة أن تنسحب إيران من سوريا وتتوقف عن التدخل فى نزاعات المنطقة (اليمن) وتمتنع عن دعم ما وصفها بـ"المجموعات الإرهابية"، وأن تتوقف عن التدخل فى شؤون جيرانها، كما هى الحال فى العراق أو لبنان، أو أن تهدد الآخرين مثل إسرائيل أو السعودية.
