
الجيش التركى
كان قائم مقام منطقة سوران بمحافظة أربيل بإقليم كردستان شمال العراق، كرمانج عزت، قد أعلن، اليوم الأحد، إن القوات التركية أقامت خنادق وثكنة عسكرية على تخوم قرية "برميزة" التابعة لقضاء سوران، والتى تبعد عن الحدود التركية بنحو كيلومترين فقط.
وقال عزت إن القوات التركية "متوغلة فى أراضى كردستان بعمق يبلغ نحو 30 كيلو مترا وعرض يزيد على 15 كيلو مترا"، موضحا أن قرية برميزة تبعد عن مركز بلدة سوران بنحو 10 كيلو مترات، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية التركية تستهدف عناصر ومعاقل حزب العمال الكردستانى، دون سكان المنطقة، وأن القرية المذكورة لا تزال تحت إدارة حكومة إقليم كردستان".
من جانبه، قال مدير ناحية سيدكان الحدودية التابعة لقضاء سوران، إحسان الجلبى، إن "القوات التركية استقرت على سلاسل جبال ديل، داخل المثلث الحدودى بين العراق وإيران وتركيا، مضيفا أن الجيش التركى أقام ثكنة عسكرية على تخوم تلك الجبال، التى تبعد عن مركز الناحية 16 كيلو مترا فقط".
ويبدو أن جميع الخيارات باتت مفتوحة أمام تركيا للتوغل داخل العراق لمواجهة حزب العمال الكردستانى، وسط صمت حكومة وأحزاب الإقليم، الذى يتمتع بحكم ذاتى، وهو الأمر الذى وضع الحكومة العراقية فى أزمة.
من ناحية أخرى، أعلن رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم، أن القوات التركية توغلت فى الأراضى العراقية إلى مسافة 30 كيلومتراً، وإنها تستهدف عناصر حزب العمال الكردستانى فى جبال قنديل شمال العراق، حيث جميع الخيارات مفتوحة بشأن التعامل مع الموقف فى جبال قنديل حيث معقل حزب العمال الكردستانى.
وأكدت مصادر عسكرية تركية إقامة الجيش التركى 11 نقطة عسكرية على الشريط الحدودى فى المناطق التى تم تطهيرها من "العمال الكردستانى"، بطول 23 كيلومتراً، حيث يتم الوصول إلى هذه النقاط بوسائل مختلفة، مضيفة أنه منذ بداية العمليات شمال العراق، سيطرت القوات التركية على معسكرات "هاكورك" و"أرموش" التى يصفها حزب العمال الكردستانى بأنها "قواعد لوجيستية خلف الجبهات"، فضلاً عن منطقة "برادوست" التى تشمل "أفاشين" و"باسيان" و"كانى راش" و"برميزة" و"سيدكان".
الخطوة التى أقدمت عليها القوات التركية، دفعت عناصر العمال الكردستانى للانسحاب إلى منطقة جبال "قنديل"، حيث عثر الجنود الأتراك على العديد من المغارات والملاجئ التى كان المسلحون يستخدمونها للاختباء ووضع الذخائر والمتفجرات والمواد الغذائية بها، واليوم أصبحت القوات التركية تتمركز عند قرية برميزة التابعة لقضاء سوران شمال شرقى أربيل، دون أن يصدر أى تعليق عن الحكومة المحلية والأحزاب الرئيسية.
وكان الجيش التركى قد قال، أول من أمس، إن قواته تمكنت من تطهير 400 كيلومتر مربع من وجود عناصر حزب العمال الكردستانى فى شمال العراق وحيّدت 155 منهم منذ انطلاق عملياتها فى شمال العراق فى 11 مارس الماضى، فالقوات التركية تواصل بحزم عملياتها ضد المناطق التى تضم معسكرات العمال الكردستانى فى شمال العراق، بعد عملية غصن الزيتون التى نفّذها الجيش التركى مع فصائل من الجيش السورى الحر فى منطقة عفرين السورية.
كما كان الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، هدد بتطهير منطقة كردستان العراق من حزب العمال، إذا لم يقم العراق بتطهيره، مشيرا إلى أن بلاده ستقصف جبال قنديل ومنطقة سنجار، التى تقع إلى الغرب منها، إلا أن رئيس وزراء العراق، حيدر العبادى، طالب تركيا باحترام سيادة العراق، واتهم الساسة الأتراك بإثارة التوتر لأسباب داخلية، قائلًا: "لن نقبل بأى مساس بسيادتها، حتى إن جاء ذلك فى نطاق الحملة الانتخابية التركية".
ومن جانبها، نوهت وسائل إعلام تركية بأن أنقرة تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية فى شمال العراق، فى خطوة يعتبرها مراقبون غطاءً لأطماع تركية، حيث تضم هذه المنطقة الجبلية المتاخمة للحدود التركية قواعد لحزب العمال الكردستانى، الذى تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مراقبون قولهم: "إن الصمت حيال التوغل التركى ربما يشير لوجود تفاهمات غير معلنة بين حكومة كردستان وتركيا، التى تسعى لاستهداف مسلحى حزب العمال فى معقلهم بجبال قنديل، وبهذا تكون القوات التركية قد توغلت داخل أراضى الإقليم لأكثر من 25 كم، ما ينذر بانطلاق عملية عسكرية كبرى، بعد مرور أقل من 3 أشهر على قيام أنقرة بطرد مقاتلين أكراد من منطقة عفرين السورية".
