البث المباشر الراديو 9090
المتطرفون الأجانب فى داعش
دخل شاب فى العقد الثلاثينى من العمر مرتديا سترة رمادية اللون أسفلها تى شيرت بيج وبنطال جينز أزرق إلى غرفة المحقق بنيابة أمن الدولة العليا فسأله المحقق عن اسمه وسنه ومهنته فأجاب أمير محمد معتوق، كهربائى، 28 عاما، وبدأ المحقق فى سماع اعترافاته.

وداخل نيابة أمن الدولة العليا بدأ أمير يحكى قصة حياته التى أوصلته من شاب عادى لا يحافظ على صلاته حتى وصل إلى داعش ومبايعة أبو بكر البغدادى.

قال أمير أنه شاب عادى جدًا من أسرة متوسط، تربى فى الإمام الشافعى بالخليفة لوالد كان يعمل بالشركة العقارية المصرية لاستصلاح الأراضى وله 4 أشقاء، ثم انتقل إلى السكن فى المقطم برفقة والده وبعد تخرج من معهد متوسط فى عام 2007 بدأ العمل فى مجال كهرباء المنازل وتعرف خلال عمله على شخص اخر هو محمد طارق، وصارت بينهما صداقة حتى تم القبض على طارق فى عام 2010 وخرج بعد أحداث 25 يناير بسبب فكره التكفيرى، واستمرت صداقتهما بعد خروج طارق من المعتقل.

وأضفاف أنه شارك فى ثورة 30 يونيو لأنه كان يرى عدم مشروعية حكم جماعة الإخوان المسلمين وفى عام 2015 تعرف محمد طارق على شخص أخر هو أحمد مجدى، وبدأ محمد طارق يتحدث معنا عن فكرة أن الحاكم يحكم بالقوانين الوضعية ويقسم على الدستور هو حاكم كافر، كما بدأ مجدى فى تنزيل اصدارات تنظيم داعش والذى كانت ملامح دولته فى الشام والعراق قد بدأت تتبلور خلال هذا الوقت.

وكان أحمد مجدى يتحدث خلال هذا الوقت عن قوة تنظيم داعش فى تطبيق الحدود وشدته فتولدت لدى أمير رغبة فى الانضمام للتنظيم، وفى شهر فبراير تعرف مجدى على عضو فى تنظيم ولاية سيناء كنيته أبو حمزة السيناوى وعرض السيناوى الانضمام إلى ولاية سيناء ووصف له الطريق وهو أن يصل إلى العريش ومنها يستقل سيارة أجرة إلى قرية المقاطعة وهناك يتوجه إلى قرية أخرى هى الخرافين وفى يوم 22 اكتوبر 2015 خرج الجميع بسيارة يقودها مصطفى شقيق محمد طارق إلى القنطرة شرق بغرض السؤال عن الوضع الأمنى تواجد الأكمنة لاختيار أفضل طريقة للسفر إلى التنظيم، والتى تعتبر بوابة سيناء بعد أن أفهموا مصطفى أنهم سيتوجهون إلى هناك شراء ملابس.

واتفقوا مع مصطفى أن يتركهم فى أول اليوم ثم يعود لينقلهم فى آخره للعودة إلى القاهرة، وبالفعل استعلموا عن أماكن الأكمنة فى الطريق إلى العريش، ونهاية نفس الأسبوع توجه الثلاثة إلى موقف ألماظة واستقلوا سوبر جيت توجه بهم إلى العريش وهناك استلقوا سيارة إلى الشيخ زويد ثم حاولوا الاتفاق مع سائق لكى يقوم بتوصيلهم إلى قرية الخرافين ولكن السائقين رفضوا بسبب بدأ حظر التجوال وقالوا لهم إن هناك سائق واحد فقط من داخل قرية الخرافين وأنه هو من يمكنه أن يصل بهم قبل وقت حظر التجوال قتوجهوا للسائق وقالوا له بأنهم يرغبون فى الوصول إلى الخرافين من أجل حضور زفاف صديق لهم اسمه محمد سالم فقال لهم إنه يعرف شخص فى القرية مقيم بنفس الاسم وبالفعل وصلوا القرية وبعد أن وصلوا قالوا له بأن محمد سالم هذا ليس صديقهم وأنه يبحثون عن شخص أخر اسمه محمد سالم فاستضافهم فى منزله وفى اليوم التالى عاد بهم للشيخ زويد.

وبعد أن عادوا للشيخ زويد أقنع محمد طارق سائق أخر لكى يقوم بتوصيلهم إلى الخرافين فى مقابل أن يتحمل أجر الميكروباص كاملا، وفى الطريق سأله محمد طارق عن اسم قرية المقطوعة لأنه لم يكن يتذكر المكان فرد عليه بأن القرية اسمها المقاطعة فطلب منه أن يقوم بتوصلهم إليها ، فوافق السائق بعد أن ألح عليه وفى الطريق لاحظ الجميع موتوسيكلات عليها مسلحين ملثمين طلبوا من السائق العودة فاضطر السائق للتوقف وأنزلهم وبعد أن نزلوا لاحظ محمد طارق شخص ملتحى فقال لهم طارق "هما فين؟" فقال لهم الملتحى "تقصد مين ؟" فرد عليه "اخواننا المجاهدين " فابتسم الملتحى واصطحبهم لمسجد وسألهم عن المسئول عن تزكيتهم للدخول للتنظيم فرد طارق بأنه لا أحد فقال له الملتحى بأن سيتوجب عليهم العودة من حيث أتوا لأن التنظيم لا يدخل إليه إلا الشخص الذى يتم تزكيته من قبل عضو بالفعل.

فقال له محمد طارق بأنهم لن يستطيعوا العودة وأنه سيتم القبض عليهم إذا عادوا فطلب منهم الانتظار بعدها عاد إليهم رجل أخر وقال لهم نفس الأمر فبكى مجدى وانفعل طارق فأمسك الرجل بجهاز اتصاله وهو من نوع المخشير "جهاز اتصالات إسرائيلى" وتواصل مع شخص اخر وكان يكنى نفسه على الجهاز بفتح واحد، وبعدها قال لهم بأنهم سيتوجهون لشخص هو من سيحكم عليهم إما الانضمام أو العودة واستقل بهم السيارة لمدة نصف ساعة، حتى وصل إلى أبو بصير مسؤول المهاجرين فى التنظيم والمهاجرين هو مصطلح يطلق على المنضمين للتنظيم من خارج سيناء.

وافق أبو بصير على ضمهم ثم توجهوا معا بالسيارة إلى قرية أغلب منازلهم مهدومة، وتبعد حوالى نصف ساعة عن مكان لقاء أبو بصير وأدخلهم إلى منزل كان المسئول عنه شخص كنايته أبو جبل، يوجد به ثلاثة عناصر من التنظيم الاول هو أبو خطاب وهو من غزة أبو خطاب هو الشخص المسؤول عن قتل موسى أبو ظمات لاتهامه بتهريب السلاح إلى حركة حماس، وبث التنظيم عملية قتله فى فيديو مرئى، والأخر اسمه أبو حذيفة والثالث هو أبو مصعب.

بعدها بعدة أيام جاء إليهم أبو الحسن وهو المسئول العسكرى للتنظيم، وحصل على البيعة منهم وبعدها بدأ معسكرهم التدريبى، وكان يقوده شخص كنيته أبو عبدالله، وكان اسم المعسكر معسكر أبو عائشة المهاجر، وهو عبارة عن مقدين بين ثلاثة تلال أعلاه خيمة كبيرة من الغاب كانوا تجمعون فيها من أجل الدروس النظرية، وأعلى هذه الخيمة يوجد خيمة أخرى وهى خيمة المدربين وفى نهاية المدقين ثلاثة خنادق للمبيت.

وخلال معسكر التدريب تلقى تدريبات بدنية وتدريبات أخرى على إطلاق الرصاص، وتدريبات على كيفية الهجوم على الاهداف وتأمين المجموعة التى تتولى الهجوم، واستخدام البيئة المحيطة فى الاختفاء، وعمليات تمشيط الأماكن ودراسة جغرافية المكان، وزرع وتركيب العبوات المتفجرة.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز