
الانتخابات التركية - ارشيفية
وكانت الوكالة الإخبارية قد نصبَت من نفسها سلطة للفرز والإعلان ومنحت لأردوغان ضمانات الفوز بنسبة تتجاوز 53% من الأصوات!.
"الأناضول" تفرز وتعلن النتائج!
ويشير مراقبون بالداخل التركى إلى آلة الفرز لدى الأناضول التى سارت بسرعة خيالية فى البداية، تعطلت عند نتيجة 96% وبقيت لأكثر من ثلاثة ساعات متوقفة عند هذا الحد، ما كان دليلاً واضحًا على التناقض، متسائلين كيف يتم فرز 85% من الصناديق خلال ساعتين، وبعد مرور 3 ساعات أخرى لم ينته الفرز وتوقفت عند 96%؟! هذا يؤكد أن الفرز والنتيجة لم يكونا حقيقيتين.
بيان مقتضب ووجه مهزوم
وفى مشهد دراماتيكى يخرج أردوغان أمام جمهوره ليدلى ببيان مقتضب قبل انتهاء فرز الصناديق، وقبل أن تصدر اللجنة العليا للانتخابات أى تصريح حول الانتخابات ونتائج الفرز، ويعلن نفسه الفائز، وكأنه يتدخل ليوقف النتيجة عند هذا الحد، ما وصفه معارضون بالداخل التركى على أنه انقلاب واضح من أردوغان على معارضيه.
ووفقًا لأحزاب تركية ومتابعين للشأن التركى، فقد كان واضحًا من ملامح وجه أردوغان أثناء إلقائه الخطاب أنه غير راضٍ عن نتائج الانتخابات، وكان خطابه مقتضبًا، وقدَم شكرًا سريعًا لمناصريه، وطلب منهم إنهاء احتفاليات الفوز، بعكس حالته أثناء فوزه بالانتخابات السابقة.
الأكراد يتخطون عقبة الـ10%
بالرغم من الضغوطات والانتهاكات والتجاوزات التى مارستها حكومة العدالة والتنمية لمنع حزب الشعوب الديمقراطية بشكل خاص، إلا أن الأخير تجاوز نسبة 10% من المشاركة، فقد كان إصرار الشعب الكردى والداعمين للديمقراطية فى تركيا وشمال كردستان أكبر من تحديات أردوغان وحزبه.
وتمكن الأكراد من تجاوز العتبة الانتخابية وضمان 66 مقعدًا فى البرلمان، رغم أن HDP هو الحزب الوحيد الذى خاض الانتخابات دون أية تحالفات، رغم أنه الأكثر عرضة للاضطهاد فى تركيا من قبل النظام الحاكم والمعارضة، ويكفى أن مرشحه الرئاسى صلاح الدين دميرتاش، مسجون منذ عامين وقاد حملته خلف القضبان.
ليس هذا فقط، بل يقبع الآلاف من أعضاء الحزب وبرلمانييه معتقلين فى سجون أردوغان، ويتعرض مناصروه للملاحقات والتهديد بالقتل، ورغم كل هذا التنكيل تجاوز العتبة الانتخابية، ما اعتبره محللون انتصارًا كبيرًا وشوكة فى حلق أردوغان الذى يسعى لحكم فردى مُطلق للبلاد.
بالنتيجة أصبح أردوغان رئيسًا لتركيا ولكن بطريقة غير قانونية، ولا شك أنه سيتم مناقشة هذه الانتخابات بشكل مُطول، لكن من وجهة نظر الأكراد هو استمرار النضال كجزء من الشعب الكردى ضد صعود التيار الفاشى لأردوغان وحزبه.
وفى سباق الانتخابات البرلمانية، ذكرت القنوات التلفزيونية التركية أن حزب العدالة والتنمية الحاكم حصل على 42%، فى حين حصل حليفه حزب الحركة القومية على 11%، وذلك بعد فرز 99% من الأصوات.
ويعنى الأداء غير المتوقع لحزب الحركة القومية التركى، حليف العدالة والتنمية، ضمان الفوز بأغلبية برلمانية مريحة يسعى إليها أردوغان لممارسة الحكم بدون قيود.
أما معسكر المعارضة، فقد حصل حزب الشعب الجمهورى على 23%، بينما حصل الحزب الصالح أيضًا على 10%.
الانتخابات البرلمانية خطر على أردوغان
لم يعد بإمكان أردوغان تمرير أى قانون من البرلمان بعدما فقد حزبه الأغلبية البرلمانية، إذ حصل على 293 نائبًا فى البرلمان من إجمالى 600 نائب، وهو ما يتنافى مع حلم 15 عامًا ظل فيه أردوغان يُكرِس عمله غير القانونى للحصول على سلطة فاشية، أو سلطة الرجل الأوحد، كما أسماها منافسه الأبرز مُحرم إينجه.
يشير خبراء إلى أن الأغا التركى قد يلجأ إلى حيلة استقطاب 8 نواب من أى حزب من الأحزاب الأخرى المتواجدة بالبرلمان، حتى يستطيع تمرير ما يريد فى البرلمان من قوانين، إلا أن واقع الحال بالداخل التركى ينم عن عداءات عميقة لا تسمح لنائب بالانتقال لحزب آخر.
فورين بوليسى: أردوغان خبير سرقة انتخابات
ولم يجافى تحليل مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية واقع الحال، عندما قالت: إن "رجب طيب أردوغان لديه خبرات كثيرة فى سرقة الانتخابات"، مشيرة إلى أنه فى حال بقاء البرلمان فى يد حزب العدالة والتنمية، فإنه لن يكون سوى مصدقًا على ما يقوم به أردوغان.
وأوضحت المجلة أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان كان يسعى للفوز فى الانتخابات الرئاسية بأى وسيلة ضرورية، مشيرة إلى أنه لديه خبرات كثيرة فى سرقة الانتخابات، ولم يكن من الممكن أن يتحمل خسارة التصويت.
