
الكنيسة الكاثوليكية
الرابطة التى تقوم على فكر أصولى أرثوذكسى اتخذت من قيام الوفد الإيطالى الكاثوليكى الذى جاء لزيارة مسار العائلة المقدسة بمصر بالصلاة فى صحن كنيسة دير العذراء مريم الأثرية بدير السريان فى وادى النطرون حجة للضرب فى الكنيسة الكاثوليكية، ومن هذا القبيل جاءت حملتهم الأخيرة تحت عنوان: "هل الكاثوليكية الحالية كنيسة رسولية؟ اي تم تأسيسها علي يد واحد من رسل السيد المسيح وهل استمرت على تعاليم رسل المسيح؟".
وأجابت الرابطة رغم أنهم - أى الكاثوليك - ينادون بهذا ويصفون أنفسهم بالرسولية إلا أن المناداة باستقامة التعليم الشخصى لم يكن أبدًا هو المحك أو المقياس، فكم من منحرف عن التعليم السليم نادى بأرثوذكسيته واتباعه لآباء الكنيسة، مثل صاحب البدع الشهير أريوس.. الذى كان يدعى صحة تعاليمه وهو على العكس مرفوض من الكنيسة.
يتردد كثيرًا أن الكنيسة الكاثوليكية كنيسة رسولية أى مستمدة التعليم من الرسل، فهل هذا حق؟..
نبدأ أولاً بتعريف الكنيسة الرسولية:
يقول قداسة البابا شنودة الثالث: وكلمة "رسولية" تدل على معنيين، أنها كنيسة أسسها الرسل، وأنها كنيسة تسير حسب تعاليم الآباء الرسل، ولا تعارضها.
يُضاف إلى هذا حياة الكنيسة أيام الرسل التى انتقلت إلينا.
مثال ذلك القداسات التى كانوا يقيمونها، وطريقتهم فى التعميد وفى إقامة الكهنة وفى كل صلوات الأسرار الكنسية والصلوات و العبادة وشروط أن تكون الكنيسة صاحبه صفة الرسولية هى:
1 - مؤسسة من الرسل
2 - تسير على تعاليم الرسل "التقليد الرسولى"
3 - كهنوتهم مشروط أى حسب شروط الآباء وقو انين الكنيسة
4 - يعيشون حياة الرسل وطريقتهم فى التعميد، ويدعى حماة الإيمان أن تطبيق هذه الشروط ينتج أن الكنيسة الكاثوليكية غير رسولية من منطلقهم فقانون الايمان للكاثوليك مختلف عن قانون الايمان الأرثوذكسى.
كذلك فهم يؤمنون بعقيدة المطهر وملخصها أن الإنسان سيتعذب بمقدار خطاياه ثم ينتقل الفردوس وهي عقيدة هاجمها البابا شنوده الثالث فى كتاب شهير له عنوانه لماذا نرفض المطهر.
هذه العقيدة حددها مجمع عقد في مدينة لاتران سنة 1215، ومجمع ليون المسكونى، بينما لا وجود لها قبل هذا التاريخ لا فى الكتابات الرسوليه الآبائية، ولا بالتأكيد فى الكتاب المقدس كذلك أن هناك مجامع أرثوذكسية عديدة حرمت الكاثوليك و مواقف كثيرة ضدهم للقديس ديسقورس من القرن الخامس ضد الكنيسة الكاثوليكية.
هكذا نرى بوضوح أن الكاثوليكية المعاصرة لا يصح أن تطلق عليها كنيسة رسولية إطلاقا، وإن أفضنا فى هذا الأمر لما كفته مجلدات من الأدلة.
وتجاهلت الحملة أنه رغم عدم اعتراف الكنيسة الكاثوليكية أيضا بالفكر العقائدى للكنيسة الأرثوذكسية إلا أنهم يهدونهم العديد من الكنائس والأديرة فى الغرب ويرحبون بالصلاة فيها بل وقيامهم بالصلاة فى صحن.
كنيسة دير السريان رغم الاختلاف العقيدى، إلا أنه عبر عن محبة حقيقة وقبول للآخر مفقود فى فكر المتشددين الغارقين فى الماضى غير ناظرين لوحدة تجمعهم فى المستقبل.
