
أردوغان
لا شك أن فوز أردوغان، وقع كالصاعقة على الشعب التركى، الذى خرج إلى الشوارع احتجاجا على هذه النتيجة، خاصة بعد تردى الوضع الاقتصادى فى البلاد، الأمر الذى يطرح سؤالاً: كيف سيكون الوضع فى تركيا بعد فوز السلطان؟
الاقتصاد
وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، قالت إن مصير الاقتصاد التركى يعد من أهم الأمور التى يجب أن ينظر إليها فى هذه المرحلة، مضيفة أنه سوف يعتمد على كيفية تعامل أردوغان معه.
واستشهدت الوكالة الأمريكية بخطاب أردوغان ، الذى قال فيه إن هدفه هو جعل بلاده واحدة من أكبر عشر اقتصادات فى العالم بحلول عام 2023، معلقة أن وسيلة تحقيق هذا الأمر مازالت غير واضحة.
بدوره قال المحلل الاقتصادى أوزليم ديريسى سينجول، إن الاقتصاد التركى يشهد خطرا كبيرا، فعندما ننظر إلى الصورة الكلية، نرى ارتفاع فى معدلات التضخم، وسعر الصرف، وأسعار الفائدة، والعجز المالى، وبالتالى إنقاذ هذا الوضع ليس بالأمر السهل.
بينما توقع فادى هاكورا، باحث فى مؤسسة "تشاتام هاوس" للأبحاث بلندن، أن تتجه تركيا نحو أزمة اقتصادية فى السنوات الخمس المقبلة، قائلاً إن أردوغان سوف يستمر فى اتباع السياسات الاقتصادية التى تقود تركيا إلى الخراب الاقتصادى، مؤكداً أنه لا توجد أى مؤشرات تدل على أن أردوغان قد يغير مسار الاقتصاد.
حقوق الإنسان
منح فوز أردوغان، فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى جرت الأحد، سلطات واسعة، وذلك بسبب تصديقه على مشروع قانون لتعديل الدستور العام الماضى.
وكان أردوغان، الذى وضع التغييرات فى استفتاء عام 2017 ، قد زعم أن هذه الصلاحيات سوف تؤدى إلى مزيد من الاستقرار والازدهار، بينما يخشى الكثيرين عواقب هذا الأمر.
من جانبه قال محرم إينجه المرشح المنافس من حزب الشعب الجمهورى، بعد فوز أردوغان إن "تركيا قطعت علاقاتها بجميع القيم الديمقراطية، وانتقلت إلى نظام الرجل الواحد".
فيما رأى هاكورا، أن الضوابط والتوازنات المؤسسية المتمثلة فى سلطات قضائية مستقلة وصحافة حرة وسياسيات قائمة على الأحزاب، أمر غير موجود فى تركيا، قائلاً إن النظام القانونى فى أنقرة تابع لرجل واحد فقط، والإعلام الوطنى يخضع بالكامل لسيطرة أردوغان.
وتابع هاكورا، بأن أوضاع حقوق الإنسان فى تركيا قد تزداد سوءًا، إذ لا يوجد ما يشير إلى أن أردوغان سيخفف من قمعه فيما يخص الحريات الإعلامية والمدنية.
السياسة الخارجية
أما عن تأثير نتائج الانتخابات على السياسة الخارجية لتركيا، فيبدو أنها ستكون صعبة مع الجيران والحلفاء.
وقال كيريم أوتم، أستاذ بجامعة "جراتس" بالنمسا، إن "الانتخابات لن تغير أى شيء فيما يتعلق بالعلاقات الدولية للبلاد"، متوقعا استمرار سياسة خارجية بعيدة كل البعد عن أية استراتيجية دبلوماسية.
واستشهد أوتم، بعلاقة أردوغان بالاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، والتى شهدت اضطرابا فى السنوات الأخيرة خاصة بعدما اتخذ أردوغان موقفاً مضاداً لهما، بعد انتقاداتهم لقمعه الذى مارسه فى البلاد فى أعقاب الانقلاب الفاشل فى عام 2016.
وتوقع المحللان أكتم وهاكورا، استمرار العمليات التركية ضد المقاتلين الأكراد فى سوريا وشمال العراق، إذ أشار الأخير إلى أن تحالف أردوغان مع حزب الحركة القومية سيعزز موقف الحكومة بصورة أكبر.
وأضاف هاكورا، أن التحالف مع حزب الحركة القومية لن يحقق أى تغييرات جذرية فى السياسة الخارجية التركية، باستثناء العلاقات الثنائية مع أوروبا والولايات المتحدة التى ستشهد مزيداً من التحدى.
يذكر أن اللجنة العليا للانتخابات التركية، كانت قد أعلنت، الإثنين، فوز الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى الانتخابات الرئاسية، إذ حصل على 53% من الأصوات مقابل 31% لمحرم إينجه، مرشح حزب الشعب الجمهورى، فيما حصل حزب العدالة والتنمية الذى ينتمى إليه أردوغان، على 42.5% فى الانتخابات البرلمانية.
