البث المباشر الراديو 9090
كتاب الخوف
رغم أن كتاب بوب وودوارد الأخير، ليس الأول من نوعه الذى يتطرق لمواقف الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، داخل البيت الأبيض، لكنه حقق مبيعات مدهشة أثارت العديد من التساؤلات حول طبيعة الكتاب.

ويقول سايمون أند شوستر، ناشر كتاب "الخوف.. ترامب فى البيت الأبيض"، إنه تم بيع أكثر من 750 ألف نسخة من الكتاب أول أمس، وهو اليوم الأول الذى تم طرحه للبيع، وذلك بناء على الطلبات المسبقة، من النسخة المطبوعة، والكتب الإلكترونية والكتب الصوتية، موضحا أن هناك عدة عوامل ساعدت فى انتشار كتاب الخوف على مستوى العالم بعضها بسبب خبرة الكاتب واتصلاته وتوثيق مصادره من داخل البيت الأبيض، والبعض الأخر بسبب رد ترامب على الادعاءات التى وردت فى الكتاب حتى قبل صدوره وتتلخص عوامل انتشار الكتاب وكثرة مبيعاته فى عدة أسباب منها..

طابع خاص

الأمر الذى يثير الدهشة والاستغراب فى كتاب بوب وودوارد، أنه تفوق على العديد من الكتب التى تُصدر أسبوعيًا عن حياة ترامب ومواقفه فى البيت الأبيض، فله طابع خاص جعله واحدًا من أكثر الكتب مبيعا هذا العام، فلم يدرج فى صفوف الكتب السياسية للمكتبة فقط، ولكن فى المتجر بأكمله، إذ تقول سلسلة مكتبات "بارنز أند نوبل" إن "كتاب الخوف حصل على أسرع مبيعات منذ إصدار كتاب هاربر لى "Go Set a Watchman" (إذهب لتعيين الحارس) فى يوليو 2015".

ظاهرة ثقافية

تضمن كتاب الخوف العديد من المهازل والأحداث داخل البيت الأبيض، والتى ظلت طى الكتمان وخافية على ترامب نفسه الذى لا يدرى بما يدور حوله، وهو ما زاد الإقبال عليه، حتى إن المحرر، والكاتب، والناشر الأمريكى، جوناثان كارب يصف الكتاب بأنه "ظاهرة ثقافية"، وشهادة على الاهتمام الواسع، والقلق من رئاسة ترامب، لأنه يركز على حالة البيت الأبيض المختلة، ورأى مساعدى ترامب فى أنه يشكل خطرًا على الأمن القومى.

ناقوس الخطر

فى تقرير موقع Amazon ، يعد كتاب "الخوف" ثالث أفضل الكتب مبيعًا هذا العام، بعد كتاب المحاكاة الساخرة "Last Week Tonigh" (الأسبوع الماضى هذا المساء)، وكتاب "النار والغضب" لمايكل وولف، لكن ما يميز كتاب وودوارد، هو أنه استمر عقودًا كثيرة فى تقديم التقارير عن واشنطن، وقد كتب أو شارك فى كتابة 19 كتابًا، بما فى ذلك كتاب الخوف، الذى يدق ناقوس الخطر عما يحدث داخل البيت الأبيض فى ظل رئاسة ترامب الذى لا يدرى بما يدور حوله.

تصريحات مشوقة

الدعاية الإعلامية والتصريحات المشوقة والغموض الذى يكتنفه الكتاب كان له دور فعال وبارز فى التأثير على مبيعات الكتاب المذهلة، فقد قال وودوارد فى برنامج "توداى" الذى يبثه تلفزيون "NBC" فى وقت سابق من هذا الأسبوع "لم أشهد قط حالة مثل هذه عندما يكون الرئيس منفصلا عن حقيقة ما يجرى".

وفى تصريحات أخرى لموقع الراديو العام "NPR" قال إن "الناس لا يدركون مدى خطورة الكتاب، رغم أنه اتخذ إجراءات لحماية البلاد، لأن الرئيس أراد أن يفعل أشياء مثل الانسحاب من اتفاقية تجارية فى كوريا الجنوبية والكتاب كشف عنها".

التسريبات

من المؤكد أن جولة وودورد الإعلامية ساهمت فى تعزيز مبيعات الكتاب، ولكن ما بدا فعلا أنه ساعد على المبيعات هو التسريبات المبكرة من الكتاب والإدانات الناتجة عن الرئيس ترامب، فهو بائع كتب ماهر، على حد وصف شبكة "CNN" التى رأت أن تغريدة الغاضبة وإدانته أثارت الاهتمام بكتاب "النار والغضب" و كذلك بكتاب "الخوف" وهو ما ساهم فى ارتفاع مبيعات كلا الكتابين.

انتشار كاسح

ويتوقع الناشر سايمون أند شوستر، بعد يومين من صدور الكتاب إن عدد المطبوعات سيصل إلى 1.150.000 نسخة، إذ يتم بيعه بشكل جيد خارج الولايات المتحدة أيضًا، فهو رقم 1 على المخططات عبر الإنترنت فى كندا والمملكة المتحدة وألمانيا، فضلا عن أن الحقوق الأجنبية للكتاب قد بيعت فى 16 دولة.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز