البث المباشر الراديو 9090
عمال شق الثعبان
يتذكر "أ.ل"، عامل بمنطقة شق الثعبان، ما حدث لزملائه منذ عامين، عندما انهارت 6 ورش لتصنيع الرخام فوقهم، ما أدى إلى وفاة 3 منهم، وتم العثور عليهم كأشلاء أسفل قطع الرخام.

ولا يغيب عن ذهنه كيف عانت فرق الإنقاذ لاستخراج الجثث من تحت الأنقاض "زمايلنا طلعوا قدامنا أشلاء، وماتوا وهما عمال باليومية وملهمش نقابة تحمى حقوقهم أو معاش يسند أسرهم".

حوادث البتر «حدِّث ولا حرج»

عامل الرخام الخمسينى، لا ينسى تلك الواقعة، ولا غيرها من الحوادث اليومية لزملائه "حوادث البتر والجروح دى بقت عادية بالنسبة لنا، المشكلة أن اللى بيمرض، مفيش تأمين صحى وبنلم من بعضنا، وبعضهم بعد الإصابة، مينفعش يرجع يشتغل تانى، وكل يوم واحد مننا يقع، دا غير أن أغلبنا عنده حساسية من فضلات الرخام المتطايرة".

الحماية «مفيش»

لا يستخدم العامل الخمسينى أية مهمات حماية مدنية، لوجهه أو قدمه أويداه، كما نص قانون العمل "تأمين بيئة العمل بالمواد 217، و218، و219، حيث تلتزم المنشأة، وفروعها، بتوفير وسائل السلامة والصحة المهنية، وتأمين بيئة العمل فى أماكن العمل من كل خطر ينشأ عن معدات، وأدوات رفع وجر، ووسائل الانتقال، وكل خطر ينشأ عن أعمال التشييد والبناء، والحفر، ومخاطر الانهيار والسقوط، وكل خطر ينشأ عن عدم مراعاة التناسب بين البنية الجسدية للعامل والمعدات والآلات، ومكان العمل"، وهو ما لا ينطبق على أوضاع عملهم بمنطقة شق الثعبان.

أمنيات العمال

ما يأمله عامل الرخام، هو أن يعمل ضمن منظومة تضمن له حقوقه كما نص عليها قانون العمل "إحنا فى جزيرة معزولة محدش حاسس بينا، مفيش مستشفى قريب، ولو حد اتعرض لجرح من تربيعة رخام، أو ماكينة قطع وجر، ممكن يموت قبل ما نوصل، ومفيش صرف صحى أو مياه، وأصحاب الورش بيشتروا عربيات مياه للصناعة والشرب، وطبعًا ملوثة، ومنقدرش نشتكى لأن هينقطع أكل عيشنا".

مخاطر كل يوم

يعلم العامل الخمسينى تعريف تأمين بيئة العمل وحماية العامل من المخاطر "عارفين ‘ن لينا حقوق.. بس إحنا عايشين فى مخاطر كل يوم بين الرخام والمعدات الضخمة وشغالين بأيدينا، ومفيش حاجة حامية صدرنا من التراب، أو جسمنا من المخاطر، حتى الماسكات مش متوفرة أو الجزم السفتى أو الخوذة، وبقالى أكثر من سنة عندى حساسية صدر، واتسربت الأتربة للرئة، وعمل مشاكل فى الشريان الرئوى لإن مفيش شفاطات للمخلفات الرخام، والدكتور طلب منى أن ارتدى "ماسك وقائى" لمنع استنشاق الأتربة، وألا تعرضت للموت، ولكن مقدرش أسيب لقمة عيشى وعندى 4 أولاد.

مصالح ملاَّك الورش

يستطرد العامل "أصحاب الورش كل ما يهمهم هو الربح.. صاحب الورش ميفكرش يقنن وضعه، لأنه كدا هيدفع فلوس ويأمِّن علينا ويلتزم بزى لينا، ورواتب، ومعاشات، واحنا يوميتنا من 100 لـ 130 حسب خبرة العامل، ودا بالنسبة للأرباح اللى بيحققوها من ورا شقانا حاجة قليلة، عشان كدا نفسنا حد يسمع صوتنا، ونشتغل فى منظومة ومنخفش على ولادنا، لو متنا واحنا بنشتغل، ملناش ثمن عند أصحاب الورش".

تلبية الرئيس لرغبات العمال

ما تمناه أ. ل، عامل الرخام بمنطقة شق الثعبان، اهتم به الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال افتتاح عدد من المشروع القومية بمحافظة بنى سويف، حينما تطرق لصناعة الرخام بمصر، وما تواجهه الصناعة من أزمات، تتعلق أبرزها بإهدار ما يقرب من 60% من الخامات نتيجة استخدام أدوات قديمة.

وركَّز الرئيس على أوضاع عمال منطقة "شق الثعبان"، من حيث التأهيل والتأمين والتدريب، حيث قال: "إنها المنطقة الأهم فى صناعة الرخام فى مصر، وفى حاجة لوجود إجراءات من الحكومة لتقنين أوضاع الموجودين هناك، وتنظيم المصانع الخاصة بها بما فيها محطات المعاجلة لحجم المياه الذى يخرج من تلك الصناعة، وإنشاء معهد لتعليم العاملين بالرخام على أصول تلك الصناعة الحيوية".

وتابع: "وستشهد مزيدًا من أوجه الاهتمام بها خلال الفترة المقبلة سواء من خلال إنشاء طريق يربطها بالعين السخنة، أو فيما يتعلق بتحسين بنيتها التحتية، وتقنين أوضاع العاملين فيها".

واستطرد: "مجمع الرخام سيساعد على تقليل نسبة المُهدَر بشكل كبير لاستخدام أحدث الأساليب الإنتاجية لها، وخلال عامين سيتم افتتاح المجمعات الأخرى والتى تقوم بإخراج الرخام بأنواعه فى أسوان، والمنيا، وسيناء، والعين السخنة، وفى مدينة الرخام بهضبة الجلالة".

فرحة العمال باهتمام الرئيس

اهتمام الرئيس السيسى كان له تأثير إيجابى على عمال "شق الثعبان"، وهو ما وصفه أ. ل العامل الخمسينى، بأنه خطوة لـ"حماية العمال وحقوقهم والحصول على التأمين الاجتماعى والصحى لنا والتدريب الفنى داخل المنطقة التى تحوى 1858 مصنعًا وورشة لتصنيع وتصدير الرخام"، لافتًا إلى أن اهتمام الرئيس سيعنى توفير مرافق، ومستشفى، وطرق، ووحدة إسعاف، وصرف صحى، ومياه نظيفة، وتأمين صحى، وأجور عادلة.

وتابع عامل الرخام لـ "مبتدا": "لو اهتمينا بالصناعة شوية هنوفر فرص عمل كتير، خصوصًا وأننا بنصنع الرخام ومش بنصدره خام ودا هيوفر الدخل للبلد، وهيؤدى لحماية أوضاع اكثر من 150 ألف عامل".

مكاسب مستقبلية

أكدت النائبة عبلة الهوارى، عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، أن ما قصده الرئيس عبدالفتاح السيسى بتقنين أوضاع العاملين فى منطقة شق الثعبان، هو وضعهم تحت مظلة نقابية، حيث إن معظمهم حرفيون لا ينتمون لأى كيان من القطاعات الخاصة أو العامة، وضمهم بشكل رسمى لجمعيات تعاونية إنتاجية تضمن لهم حقوقهم وتؤمن عليهم سيعود على العامل بالخير الكبير.

إيه هىَّ «شق الثعبان»؟

تعرف تلك المنطقة بأنها إحدى قلاع تصنيع وتصدير الرخام فى العالم، تقع شرق طريق الأتوستراد، بعمق 5 كم حتى حدود محمية وادى دجلة شرقاً بمنطقة طرة المعادى، وتتكون من 3 مناطق "كوتسيكا، وبدر، والليثى"، وتقع على مساحة 1608 أفدنة بمساحة تقديرية 6.5 مليون متر مربع بطول واجهة على الاتوستراد 1.8 كم.

ومنذ أكثر من 20 عامًا، استقر بها عدد من العمال المصريين وعملوا فى الرخام، ومع الوقت اكتسبت المنطقة شهرة عالمية فى صناعة الرخام والجرانيت، حتى بدأ التصدير منها للخارج.

عدد مهول للورش والعمال

تحوى شق الثعبان قرابة 1858 مصنعًا وورشة لتصنيع وتصدير الرخام الذى يأتى لها من محاجر رأس غارب، والعين السخنة، والمنيا، وجبل الجلالة بالسويس، والبحر الأحمر، وأسوان، ويعمل بها ما يقرب من 45 ألف عامل من العمالة المباشرة، وما يقرب من 100 عامل من العمالة غير المباشرة.

ويصل حجم الاستثمارات فى المنطقة إلى 15 مليار جنيه، ويقدر حجم الصادرات من الرخام من المنطقة بنحو 500 مليون جنيه سنويًا، حسب الأرقام الصادرة عن محافظة القاهرة.

التقنين من زمان

سعت محافظة القاهرة، منذ عدة أعوام بالفعل فى التفكير فى تقنين أوضاع المنطقة، وهو ما أكد عليه كثيرًا المهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة السابق، حيث قال: "إن مشروع تطوير شق الثعبان يحظى باهتمام كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأن المحافظة رفعت تقارير بشأن المنطقة وأهميتها فى تصنيع الرخام وهو ما جعله يهتم بتحويلها إلى مدينة عالمية لصناعة الرخام وتأسيس بورصة للرخام.

أضاف المحافظ السابق: "نسعى منذ 10 أعوام لتقنين أوضاع الورش والمصانع الموجودة بشق الثعبان، ونجحنا فى تقنين وضع بعض الورش لتحسين البيئة نسبيًا، ومع ذلك لا زالت المنطقة عشوائية، واستعنا باستشارى متخصص، ووضع تصورًا كاملًا للمدينة التى سيتم إنشاؤها لصناعة الرخام، وإنشاء مصنعين لاستغلال مخلفات الرخام التى تدخل فى عدة صناعات بالتفاوض مع جهاز الخدمة العامة للقوات المسلحة، وبالشراكة مع هيئة التنمية الصناعية، ورجال الأعمال.

محافظ القاهرة السابق - عاطف عبد الحميد

وتابع: "اتخذت المحافظة خلال الأعوام القليلة الماضية، إجراءات عديدة منها تقنين أوضاع حوالى 538 مصنعًا وورشة، وفى عام 2016 عُرِضَت دراسة على مجلس الوزراء لاستكمال تقنين الأوضاع، وتشكيل 3 لجان فنية ومالية للبت فيها، وقدروا قيمة سعر المتر بحوالى 3500 جنيه، بالإضافة إلى 300 جنيه للمرافق، إلا أن المستثمرين وجدوا أن السعر مبالغ فيه، وتدخلت الدولة حرصًا على دعم المستثمرين وتوفير مناخ مشجع لهم، وخفضت السعر ليكون 1000 جنيه للمتر، و300 جنيه مرافق، بالإضافة إلى رسوم تمييز للمكان وللحالات الواقعة على الأوتوستراد والطرق الرئيسة".

صراع «شق الثعبان» والعاصمة

ولكن واجهت تلك الإجراءات رفضًا من بعض أصحاب الورش، فحسب حديث أحمد فريد، صاحب مصنع، إن تاريخ المنطقة يعود لعام 1985، وكانت منطقة لاستخراج الحجر الجيرى وليست لصناعة الرخام، ولكن تدريجيًا تحولت لمنطقة متخصصة فى صناعة الرخام، وعانوا من غياب الخدمات سواء طرق، أو صرف صحى، أو كهرباء، أو مياه، أو تأمين شرطى، ولا يتم معاملتنا كبقية المناطق الصناعية.

أضاف أن أصحاب الورش يتحملون تكلفة المياه للصناعة والشرب، قائلًا: "عربية المياه بـ 500 جنيه كل يوم"، لافتًا إلى أنه كانت أول محاولة للتقنين عام 1997، وحصل خلافات بين محافظة القاهرة، وإدارة المحاجر حول من يؤول إليه أموال التقنين "كنا بندفع سنويًا لإدارة المحاجر حق استغلال الأراضى ما لا يقل عن 100 ألف جنيه وفى كل عام يتغير السعر".

إجراءات بطيئة

وتابع فريد: "عام 2016 طلبوا منا إيصالات الكهرباء، وورق استغلال الأراضى، والسجل التجارى، والضرائب، وحصل خلاف على سعر الأرض، وتم الوصول لسعر 1000 جنيه للمتر، و300 جنيه للمرافق، ورفضت ورش كتير خصوصًا أنه كان هناك ركود، وطالبنا أن يكون المتر بـ 500 جنيه ورفضوا، ولا زال الخلاف مستمر بين أصحاب الورش والمحافظة، وفى المقابل الصناعة ما زالت بلا تطوير وبدائية فى كثير من الورش، وتحدث إصابات عديدة للعمال، وإهدار للخامات ومفيش مركز تدريب أو مستشفى".

أصحاب الورش والرئيس

وعقَّب مالك ورشة الرخام، على حديث الرئيس، قائلًا: "نتمنى أن تسعى الحكومة لتنفيذ ما قاله الرئيس، وتراعى الظروف الاقتصادية وحالة الركود بمنطقة شق التعبان، والموافقة على خفض سعر تقنين المتر، وإدخال المرافق، وإنشاء طريق موصل للطريق الدائرى الإقليمى لخدمة المنطقة الصناعية، ومدرسة ومعهد لتخريج عمالة فنية مدربة، إلى جانب إنشاء منطقة خدمية تضم فروع للبنوك المختلفة والتوكيلات الملاحية وبورصة للرخام، وإنشاء منطقة لوجستية تشمل مكاتب للشحن والتفريغ، ونقطة إسعاف وإطفاء وقسم شرطة، كذلك إنشاء مصانع لتدوير المخلفات الصناعية للاستفادة منها".

مكاسب «شق الثعبان»

المزايا التى سيحصل عليه أصحاب الورش بعد حديث الرئيس، يؤكدها الدكتور عادل عامر، أستاذ القانون العام، بجامعة بنها، قائلًا: "إن منطقة شق الثعبان عشوائية، وقائمة على مبدأ وضع اليد بلا تخطيط عمرانى أو تراخيص، وستتم خطوات تقنين أوضاع المصانع والعاملين بها، وإصدار تراخيص للمصانع المنتجة المطابقة للمواصفات وغير المرخصة أو إصدار قرارات بإزالة المصانع غير المرخصة مع توفير فرص عمل للعمالة بها".

أضاف: "ستنشئ الدولة مصنع للتشغيلات الفنية لاستغلال فاقد الرخام الإنتاجى بها وضمان عدم تلويثه للبيئة، ومد طريق بطول 7 كيلومترات يمتد من شق الثعبان ليصلها بطريق بطول 42 كيلو مترًا للعين السخنة، وإنشاء معهد لتعليم أصول صناعة الرخام".

دور «البنك الأهلى»

تدخل البنك الاهلى فى منظومة تقنين أوضاع "شق الثعبان"، وهو ما أكده هشام عكاشة، رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى، أن البنك يعمل على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتحويل المناطق غير الرسمية مثل شق الثعبان إلى منطقة واعدة، وذلك من خلال مساعدة أصحاب الورش على تقنين أوضاعهم، وذلك بتمويلهم بتسهيلات كبيرة، بموجب البروتوكول.

وحسب تصريحات، المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، أنه تم توقيع بروتوكول تعاون مع البنك الأهلى لتطوير منطقة شق الثعبان، لتمويل تطوير منطقة شق الثعبان، ولتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحويل منطقة شق الثعبان إلى مدينة عالمية، وتضمن البروتوكول قيام البنك الأهلى بتقديم الخدمات التمويلية والمصرفية والتسهيلات الائتمانية لأصحاب المصانع والورش بمنطقة شق الثعبان، والمساعدة فى تقنين أوضاعهم، وتوفير جميع الخدمات والدعم لأصحاب وصنَّاع الورش والمصانع والمعارض بالمنطقة، وإعداد برامج تدريبية وورش عمل لبناء ثقافة ومنهجية الإدارة الناجحة.

دراسة «مستقبل الرخام»

أصدر معهد التخطيط القومى دراسة حملت عنوان "صناعة الرخام فى مصر الواقع والمأمول بالتطبيق على المنطقة الصناعية بشق الثعبان"، حيث أوضحت أن مصر تعد مخزنًا لا ينضب من جميع أنواع أحجار الزينة، ومنها الرخام والجرانيت، والديوريت، وأمثاله، علاوة على عديد من الأحجار ذات الشهرة التاريخية، والمطلوبة لكل الأسواق فى العالم.

كيفية المواجهة

وحسب الدراسة، يتميز الرخام المصرى بخصائص جمالية فريدة تؤهله ليحتل مركزًا مرموقًا بين غيره من أنواع الرخام فى العالم، ولهذا لابد من مواجهة المشكلات والمعوقات التى تواجه قطاع الرخام على المستوى الكلى، وأيضًا، مواجهة المشكلات والمعوقات التى تواجه منطقة شق الثعبان على وجه الخصوص المتمثلة فى "مشكلات الخدمات، المشكلات الصحية، المشكلات البيئية، المشكلات الأمنية، المشكلات التسويقية، ومشكلات العمالة، والمشكلات المالية والتمويلية ثم مشكلات الفساد.

طبقًا للدراسة، فإن حل تلك المشاكل سيؤدى الى تحقيق الجودة فى قطاع الرخام على وجه العموم ومنطقة شق الثعبان على وجه الخصوص، والحفاظ على الاستثمارات الموجودة بهذا القطاع الواعد، وجلب مزيد الاستثمارات المستقبلية، ما سيكون له أثر كبير على خلق مزيد من فرص العمالة والتخفيف من حدة البطالة، ودخول مستثمرين جدد إلى تلك الصناعة بأفكار جديدة وتوسعات جديدة وإنشاء خطوط إنتاج جديدة.

شعبة الرخام

فيما كشف مدحت مصطفى، عضو شعبة الرخام والجرانيت باتحاد الصناعات، أن حديث الرئيس عن إنشاء مجمع للصناعات الرخام والجرانيت سيفتح بابًا للتصدير وزيادة الاستثمار وتحويلها لمنطقة صناعية كبرى، وهو ما يؤثر على ترتيب مصر عالميًا فى قائمة مصدِّرى الرخام والجرانيت.

ويبلغ عدد المحاجر نحو ‏700 ‏ محجر للأحجار الصلبة، وأنواع الجرانيت المختلفة، بالإضافة إلى ‏300‏ مصنع رخام بجانب الورش والمصانع غير المرخصة.



حجم الإنتاج

وقال إبراهيم غالى، رئيس شعبة الرخام والجرانيت باتحاد الصناعات، إن الاهتمام بصناعة الرخام وأوضاع أصحاب الورش والعمال بمنطقة شق الثعبان يأتى فى مصلحة القطاع، حيث يبلغ حجم الإنتاج حوالى 4 ملايين طن سنويًا، وبالنسبة للمجمع الصناعى للرخام والجرانيت، الذى افتتحه الرئيس بمحافظة بنى سويف، سينتج نحو 3 ملايين و600 ألف متر مسطح سنويًا.

وطالب غالى بأن يشمل تطوير شق الثعبان، مطالب المصنعين كإنشاء طرق ممهدة، ووجود نقطتى إسعاف ومطافئ ثابتتين، ووسائل مواصلات للعمال، ورصف الطرق، وتقليل سعر متر التقنين "ولا توجد منطقة صناعية سعر المتر فيها بـ 1300 جنيه.

صادرات جبَّارة

فيما قدرت صادرات قطاع الرخام والجرانيت نحو 1.6 مليار جنيه خلال النصف الأول من العام الحالى، مقابل بقيمة 1.7 مليار جنيه خلال الفترة نفسها من العام الماضى 2017.

ووفقًا لبيانات المجلس التصديرى لمواد البناء، بلغت صادرات مصر 157.586 ألف طن بقيمة بلغت 13.789 مليون دولار العام الماضى، ويتم تصدير رخام وجرانيت إلى نحو 61 دولة، منهم 12 دولة لأول مرة، وهى "السويد، وكوستاريكا، وموزامبيق، وسويسرا، والمجر، والنيجر، وبورتوريكو، والدومنيكان، وبلغاريا، وسوريا، والبوسنة والهرسك، وترينداد، وتوباجو" وبلغ حجم الإنتاج عالميًا 74 مليون طن بقيمة تصل إلى نحو 34 مليار دولار.

البرلمان يحاول

وهو ما أكد عليه النائب على الكيال، حيث تقدم بطلب إحاطة بالبرلمان، لمناقشة أزمة "شق الثعبان"، وسرعة تقنين أوضاع المصانع والمحاجر بمنطقة شق الثعبان ودعم مصانع الرخام المتعثرة، وتطوير ودعم صناعات الرخام والتعدين فى مصر.

وكشف أن بعض المصنعين لم يحصلوا على عقود ملكية نهائية للمصانع منذ 1980، رغم استصدار قرار سابق فى عام 1998 بتوزيع عقود ملكية ابتدائية على 350 مصنع بسعر 100 جنيه للمتر و60 جنيهًا للمرافق، ولكن قيام المحافظة بتحديد سعر 1000 جنيه للمتر أدى إلى إعاقة عملية التقنين، حيث أن معظم المصانع هناك تتراوح مساحتها آلاف الأمتار، ما يعنى أن كل مصنع مطالب بدفع ملايين الجنيهات لتقنين أوضاعه!

وطالب عضو مجلس النواب بتخفيض سعر المتر فى هذه المنطقة حتى يتم تشجيع المصانع على تقنين أوضاعها، ومراعاة للظروف القاسية التى تمر بها، قائلًا: "هى مصانع قائمة بالفعل تعمل وتنتج، فيجب دعمها بكل السُبُل، ومساعدتها على النهوض بتلك الصناعة المهمة.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز