العصابة
تقوم الطفلة بالدخول إلى المحل، وتلفت الانتباه إليها وبصحبتها والدتها، تنسحب الأم متحججة بأى أسباب وتبقى الطفلة لتشغل انتباه صاحب المحل للباقتها فى الكلام، وقتها تدخل الأم وشقيقتها لسرقة المصوغات، الغريب فى الواقعة أن الطفلة هى التى تضع خطة السرقة، وتنصح السيدات اللائى معها بكيفية السرقة، تفاصيل الواقعة فى السطور التالية.
اسمها رؤى طفلة جميلة، البراءة ترسم ملامح وجهها الملائكى، نظراتها توحى بهدوء، لكنه الهدوء الذى يكمن خلفه ذكاء حاد استغلته فى سرقة ضحاياها من محلات الذهب، بلا شك أنها تستحق لقب زعيمة عصابة، لأنها هى التى كانت تقود أفراد العصابة وترشدهم وتخطط لهم عما يفعلون وتصوب لهم أخطاءهم حينما يضعون خطة لسرقة صائغ أو محل ذهب بحى عين شمس الشعبى.
جرائم تلك العصابة كانت مثار حديث أهالى حى عين شمس، والأحياء المجاورة له، نظرا لطريقة والأسلوب المثير فى سرقة الضحايا من أصحاب المحلات، الذى اعتمد على مغافلة، ولفت أنظار الصائغ لمنطقة أخرى عن طريق الطفلة التى كانت تظهر لباقتها فى الحديث معه، وتلفت انتباهه بشراء كميات كبيرة وإغرائه بالأموال التى تتركه معها والدتها، ولبسها الأنيق.
وتخرج الأم بحجة إحضار بعض الأموال من سيارتها، وفى أثناء ذلك الوقت تكون شقيقة أم الطفلة التى تدعى رانيا رفعت وعمرها 33عاما، قد ارتكبت جريمتها وسرقت الذهب من الفاترينة أوالمكان المخصص لعرض الذهب والهرب، هنا تلتفت الطفلة للخلف وتتأكد أن الجريمة تمت بنجاح فاتنسحب بحيلة غريبة، ولباقة وقدرة على الانسحاب دون أن يشعر أحد بها، ليكتشف الضحية الجريمة فى وقت لاحق.
الابنة تفوقت على الأم المسجلة
المتهمة الثالثة، ووالدة الطفلة رؤى، لم تكن بعيدة عن عالم الإجرام، فهى مسجلة خطر سرقات، سبق اتهامها، فى 3 قضايا آخرهم 12045 لسنة 2007 السنبلاوين، دقهلية سرقة، كانت تخطط لجريمتها هى وشقيقتها أمام ابنتها رؤى، منذ طفولتها، التى كانت تستمع إليهما، تنصت جيدا لما يقولونه، حتى ورثت المهنة عن والدتها وخالتها، ولأن الطفلة تمتاز بالذكاء الفطرى، ورغم صغر سنها إلا أنها لم تكن دخيلة على المهنة، ولكن كما يقولون فى الأمثال "ابن الوز عوام".
ورؤى لم تكن كذلك بل تفوقت على والدتها فى مجال السرقة، حيث كانت تبتكر طرق جديدة فى السرقة، كما كانت لديها المقدرة على تغيير طريقتها فى الحديث بحيث إذا شك ضحيتها فيها وحاول ضبطها تبدأ تغير أسلوبها وتقنعه أنها ليست تلك الشخصية التى يقصدها، استطاعت أن تركب جرائم كثيرة مع والدتها، ودائما كانت الطفلة هى التى تتصدر المشهد، تدخل ووالدتها على الصائغ، تسأله بطريقة ارستقراطية، توحى أنها بنت ذوات، وهنا تنسحب الأم من المشهد، وتأخذ الطفلة ضحيتها إلى عالمها، وتستدرجه فى الحديث إلا أن ينشغل بها ويتناسى محله وبضاعته وتسرق الأم وشقيقتها رانيا، المسجلة سرقات أيضا الذهب وتهرب.
وتخرج الطفلة لتبحث عن أمها ويقود أحمد.ر، السيارة، موظف سابق، السيارة حيث يكون فى انتظارهم داخل السيارة ويهرب.
تعددت البلاغات أمام المقدم محمد السيسى، رئيس مباحث عين شمس، الذى أبلغ اللواء محمود هندى، رئيس مباحث قطاع الشرق، وتم تشكيل فريق بحث، بإشراف اللواء أشرف الجندى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وسامى غنيم، وأحمد عبدالعزيز ، نائبا مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية، وبتشكيل فريق بحث، وبعد الاستماع إلى صاحب البلاغ، الأخير، ويدعى، محمد صلاح، 65 سنة، صاحب محل مصوغات، بشارع إبراهيم عبدالرازق، بعين شمس، وإبلاغه عن حضور 3 سيدات وبصحبتهم طفلة صغيرة، بدعوى شراء بعض المصوغات الذهبية، وإنشغاله مع الطفلة التى كانت تتحدث بلباقة معه، وهو يركب لها "حلق الذهب"، بأذنيها، قامت السيدات بمغافتله وسرقة كمية من الذهب، "4 غويشة، و16 دبلة حريمى، و33 خاتم حريمى، و3 أسورة، و7 أنسيال أطفال، و24 حلق حريمى، و3 سلسلة، و3 عليقة، وتحرر محضر حمل رقم 16411 لسنة 2018، جنح القسم.
وبتكثيف التحريات، تبين أن عصابة تتزعمها طفلة، وراء سرقة محلات الذهب فى عين شمس، وأن السيدات بعد ارتكابهن الجريمة، استقلوا بصحبة رجل سيارة ملاكى، كانت بانتظارهن فى الخارج، وبالكشف عن السيارة تبين أنها مقيدة باسم رفعت.ح، 60 سنة، مقيم بولاق الدكرور، وأنها بحوزة ابنه، أحمد، 30 سنة، موظف سابق، وأن ابنه وراء ارتكاب الواقعة بالاشتراك مع رانيا.ر، وفوزية.ر، والطفلة رؤى، 9 سنوات، ابنة الثالثة.
وبإعداد الأكمنة والتحريات، بإشراف اللواء محمد منصور، مساعد الوزير لأمن القاهرة، تم ضبط المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بجرائمهم، وتكوينهم تشكيلا عصابيا تخصص فى سرقة المصوغات الذهبية من داخل محلات الذهب، وتحرر محضر بالواقعة وباشرت النيابة التحقيق.
