السحابة السوداء
وحرصا من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، على معرفة أبرز الجهود والإجراءات التى اتخذتها وزارة البيئة لمواجهة السحابة السوداء بالقاهرة الكبرى والدلتا خلال الفترة من 1 / 9 إلى 7 / 9 / 2018، اجتمع مؤخرا بالدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة للوقوف على آخر الجهود والإجراءات التى اتخذتها الوزارة لمواجهة السحابة السوداء.
وخلال اجتماعها مع رئيس الوزراء، شرحت الدكتورة ياسمين فؤاد ما تقوم به وزارة البيئة من خلال محطات الرصد البيئى المنتشرة فى جميع المحافظات وعددها 93 محطة، تتولى رصد ومتابعة مستويات تلوث الهواء على مدار الساعة وإعداد مؤشر عام عن مستوى جودة الهواء بالقاهرة الكبرى والدلتا.
وأوضحت الدكتورة ياسمين أن نتائج محطات جودة الهواء التابعة للوزارة تشير إلى أن المستوى العام لجودة الهواء على أغلب المناطق بالقاهرة الكبرى والدلتا على مدار تلك الفترة كان فى مستوى الجيد، طبقاً لمؤشر جودة الهواء إذ بلغت نسبة أيام التوافق مع المعيار للجسيمات الصلبة فى اللائحة التنفيذية للقانون رقم 4 لسنة 1994 حوالى 80% فى مناطق القاهرة الكبرى، بينما بلغت 57% فى إقليم الدلتا، كما ساهمت أعمال الكبس والتجميع والتدوير والتى بلغت 19741 طن قش أرز، خلال تلك الفترة، فى خفض أحمال التلوث من انبعاثات الجسيمات الصلبة الكلية، وانبعاثات غازات أكاسيد النيتروجين وانبعاثات غاز ثانى أكسيد الكبريت.
كما أكدت الوزيرة أن أعمال المتابعة اليومية للمنشآت الصناعية المرتبطة بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية ساهمت فى خفض أحمال التلوث، من خلال الإجراءات التى اتخذتها الوزارة بزيادة المعدات للمنظومة وخصوصًا المفارم للوصول للحيازات الصغيرة، وصيانة المعدات الموجودة، وزيادة عدد مواقع التجميع والاستمرار فى الدعم 50 جنيها/طن مما أدى إلى زيادة ما تم تجميعه وكبسه عن العام الماضى.
وحول جهود خفض معدلات الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، أوضحت وزيرة البيئة انخفاض عدد المحاضر من 550 لتصبح 76 محضرًا للمخالفين للقانون مقارنة بالعام الماضى، وزيادة الوعى لدى المزارعين بمخاطر الحرق وأهمية الاستفادة من قش الأرز، وزيادة محاور التفتيش للسيطرة على نقاط الحرق والتفتيش على المناطق الصناعية والصناعات الصغيرة إذ تم التفتيش على 969 منشأة هذا العام بدلًا من 486 منشأة مقارنة بالعام الماضى، واستخدام أكثر من وسيلة إتصال لتلقى شكاوى المواطنين لينخفض عدد الشكاوى إلى 21 شكوى بدلًا من 45 شكوى مقارنة بالعام الماضى، والرد والاستجابة السريعة فى حالة الشكوى إن وجدت.
وأكدت وزيرة البيئة، أن تنفيذ الخطة الخاصة بمواجهة نوبات تلوث الهواء يتم على مدار العام وليس فقط فى موسم قش الأرز، حتى لا ترتفع نسب التلوث، مشيرة إلى أن التنفيذ لا يقتصر على الوزارة فقط بل يشمل أيضا المحافظين وشرطة المسطحات البيئية ووزارة الزراعة والتنمية المحلية، فهناك تكاتف من الجميع لتحسين البيئة، لذلك ليس لدينا الاختناق الذى نشعر به كل عام.
وقالت إنه تم تنظيم 287 ندوة للتوعية بمخاطر حرق قش الأرز، لافتة إلى أن الاستعداد لموسم حرق قش الأرز أو ما يسمى بظاهرة السحابة هذا العام بدأ قبل بداية الموسم الفعلى له بداية سبتمبر، موضحة أنه تم اتخاذ إجراءات منذ شهرين، وندوات التوعية تتم على مستوى المراكز والأحياء.
وأضافت أن جميع العاملين بالأفرع الإقليمية هم الجنود الحقيقيون وراء الحد من ظاهرة حرق قش الأرز هذا العام، بداية من رصد نقاط الحرق بواسطة الأقمار الصناعية على مدار 24 ساعة، واستخدام أنظمة الإنذار المبكر، وأنظمة مراقبة السيارات بواسطة أجهزة التتبع "GPS"، لمراقبة وتوجيه سيارات حملات المرور على مناطق زراعات الأرز.
ولفتت إلى أن الوزارة تعمل على عدة محاور للتصدى لنوبات تلوث الهواء من خلال جمع وكبس وتدوير أكبر قدر من قش الأرز، إذ تم زيادة أعداد المعدات المستخدمة فى تلك العمليات وتوفير 225 معدة جديدة منهم 200 مفرمة و25 مكبسًا وتفعيل منظومة الفرم على رأس الحقل للحيازات الصغيرة والتى يتعذر وصول المعدات إليها.
وأوضحت الوزيرة أن القاهرة ليست الأكثر تلوثًا فى العالم كما نشر مؤخرًا بالتقرير الصادر عن مجلة فوربس، والتى قالت إن القاهرة تتصدر قائمة المدن الأكثر تلوثا فى العالم من حيث الضوضاء والهواء، مشيرة إلى أن التقرير لم يوضح مصدر البيانات التى حصل عليها أو الدراسات التى اعتمد عليها، مضيفة أن وزارة البيئة تعتمد على مؤشرات دولية، كما أصدرت منظمة الصحة العالمية مجموعة من الجسيمات العالقة التى من المفروض أن يتم قياس نسبة تلوث الهواء عليها، فى حين أن التقرير تناول واحدة منهم فقط، ولم يتطرق إلى الباقى.
وذكرت الوزيرة أن هناك 90 محطة لرصد ملوثات الهواء المحيط على مستوى الجمهورية، من بينها 50 محطة لقياس تركيز ملوثات الهواء لحظيًا، تتصل مباشرة بغرفة العمليات المركزية بجهاز شؤون البيئة، بما يتيح اتخاذ الإجراءات الفورية فى حال زيادة تركيزات التلوث، مؤكدة أن جميع مصانع الأسمنت مربوطة على شبكة الرصد لدى الوزارة، وعند حدوث حيود يتم التعامل معه فورا، كما أنه عند التحدث عن التلوث لا يمكن الاعتماد على مجال واحد فقط دون باقى المجالات، فالبيئة ترتبط بمجموعة من المجالات مثل "نوعية الهواء، نوعية المياه والصرف الصحى، المعادن الثقيلة، الزراعة، الغابات، المصايد، التنوع البيولوجى والبيئات، الموارد المائية، التغيرات المناخية والطاقة".
وفى 2017 ومن خلال التقرير العالمى لأداء البيئة تقدمت مصر إلى المركز 66 على مستوى العالم من بين 180 دولة يشملهم التقرير، مقارنة بحصولها على المرتبة 104 فى عام 2016، محققة تقدم 38 مركزا.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أنه تم إصدار ونشر بيان باللغتين العربية والإنجليزية، وقالت "نعتمد على الإعلام المصرى الذى يستطيع أن يدافع عنا من خلال إبراز المشروعات التى نقوم بها على مستوى محافظات الجمهورية، بجانب أننا نعمل بأسلوب مختلف، فقد تم إنشاء مركز إعلامى على مستوى الوزارة من أجل الموضوعات المختلفة، للرد العلمى على الاستفسارات، لتوصيل المعلومة بالشكل السليم وبالأرقام الصحيحة.