دافيد كييس ـ المتحدث باسم نتنياهو المتهم بالتحرش
اتهامات التحرش بـ14 سيدة
تعود القصة إلى عامين قبل الآن، عندما أبلغ صحفى أمريكى كبير، السفير الإسرائيلى لدى الولايات المتحدة رون ديرمر، بأن دافيد كييس المتحدث باسم نتانياهو، قد تعامل بصورة غير لائقة مع 14 امرأة على الأقل، وكان يعنى ضمنيا تعرضهن لإساءات جنسية من قبل المسؤول.
هذا ما كشف عنه الصحفى بريت ستيفنز مؤخرا فى مقالة له بصحيفة "نيويورك تايمز"، ملمحا إلى تحذيره السابق للسفير ديرمر من مخاطر سلوك المتحدث باسم نتانياهو على منصبه، وعلى الحكومة بشكل عام.
ترك منصبه لحين غسيل سمعته
وتأكيدًا لقوة موجة الاتهامات هذه المرة، فقد دفعت "اتهامات الـ14"، المتحدث الإسرائيلى كييس إلى ترك منصبه، أمس الخميس، وخرجت تصريحات الحكومة الإسرائيلية بأنه انسحاب لفترة مؤقتة، حسبما نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية.
بينما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن المتحدث الإسرائيلى أنه أخذ إجازة ليثبت براءته، بعد اتهامات من 12 امرأة، وأضاف فى بيان له: "أنا واثق تماما من أن الحقيقة ستظهر".
مكتب نتنياهو وكر للتحرش
وكشفت إحدى ضحايا التحرش عن أن كييس تحرش بها جنسيا أثناء عمله فى مكتب رئيس الوزراء، بينما كانت اتهامات النساء الآخريات متعلقة بوقائع تحرش قبل التحاقه بمنصبه الحالى متحدثا باسم نتانياهو، إلا أن كييس يصر على أن كل التهم الموجهة إليه "ادعاءات باطلة".
مرشحة الكونجرس تفجر القضية
وكانت جوليا سالازار، المرشحة لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، سببًا مباشرًا فى الكشف عن تلك الاتهامات المتعددة، إذ كتبت على "تويتر" يوم الثلاثاء إنها "كانت ضحية اعتداء جنسى من قبل ديفيد كييس".
وقالت سالازار، 27 عاما، على حسابها بتويتر: "كنت ضحية للتحرش الجنسى من قبل ديفيد كييز. قد تضطر المرأة فى كثير من الأحيان إلى عدم الإعلان عن تلك التجربة المؤلمة بسبب الاستفزازات والردود المفزعة التى تتبعها".
وجاءت تغريدة سالارز بمثابة بداية لسلسلة متصلة من الاتهامات ذاتها ضد عضو الحكومة الإسرائيلية البارز، إذ كشفت مصادر سياسية فى تل أبيب عن أن هناك 12 سيدة، يتهمن ديفيد كييس، بالاعتداء عليهن جنسيا، أو التحرش بهن، بينهن مرشحة لأحد مجلسى الكونجرس وهى صحفية بارزة.
ووفقًا لمصدر إسرائيلى فقد اعترفت الصحفية فى "وول ستريت جورنال" شايندى ريس، بأنها تعرضت لتجربة مشابهة من قبل المتحدث الإسرائيلى باسم نتنياهو.
وسردت الصحفية الأمريكية أنها هربت من منزل كييس، حيث كانت تجرى معه مقابلة، إلا أنها أدركت أنها كانت تجرى مقابلة مع معتد جنسى.
وذكر الموقع الإخبارى "تايمز أوف إسرائيل"، الذى كشف الفضيحة، أنه وبعد نشره خبر التحرش بامرأتين، تواصلت معه 10 نساء آخريات، وأبلغن أن كييس قام بممارسة "سلوك غير ملائم" معهن، لكنهن طلبن أن يُبقى الموقع على سرية هوياتهن.
وأشار موقع "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن تحقيق الموقع الإخبارى فى اتهامات كيز بالتحرش الجنسى بدأت عام 2016، وكانت تعتمد على منشور خاص كتبته سالازار حينها على صفحتها على "فيسبوك"، لكن وسائل الإعلام لم تنشر الاسم احتراما لرغبة سالازار، التى حذفت المنشور لاحقا.
وأكد الموقع حصوله على رسالتين إلكترونيتين بعثهما كييس لاثنتين من ضحاياه يعتذر فيهما عن سلوك لا يصدر عن "رجل نبيل".
نتنياهو يلتزم الصمت
بدوره لم يعقب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى على الاتهامات الحالية ضد المتحدث باسمه للإعلام الأجنبى، رغم أن مكتبه أصدر فى 2016، بيانا نفى فيه الاتهامات التى تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية حينها ضد ريس.
من هو ديفيد كييس؟
فى عام 2016 عين نتنياهو الناشط الأمريكى الإسرائيلى كييز، الذى يكرس وقته لمهاجمة الدبلوماسيين الإيرانيين حول العالم على خلفية ما يصفه بأنه "سجل بلدهم فى حقوق الإنسان"، متحدثا باسمه باللغة الإنجليزية خلفا لمارك ريجيف الذى تولى منصب السفير الإسرائيلى فى لندن.
وفى إطار مهاجمة الإيرانيين كان كييس قد نجح فى توجيه سؤال لويندى شيرمان رئيسة الوفد الأمريكى المفاوض فى الاتفاق النووى الإيرانى فى فيينا: "ما هى فرص تخفيض أحكام الإعدام فى إيران إلى حكم واحد كل ساعتين؟".
كييس يدعم جمعيات المنشقين فى العالم العربى وإيران
ولد كييز فى لوس أنجلوس، وهاجر مع أسرته لإسرائيل وعمره 23 عاما، وهو يتحدث الإنجليزية والعبرية والعربية، ويحمل شهادة البكالوريوس فى دراسات الشرق الأوسط من UCLA، والماجستير فى الدبلوماسية من جامعة تل أبيب وخدم فى الجيش الإسرائيلى بوحدة العلاقات الخارجية.
وقبل التحاقه بطاقم رئيس الوزراء الإسرائيلى عمل رئيسا ومؤسسا لجمعية حقوقية مقرها نيويورك، تعنى بالعمل على ملفات حقوق الإنسان فى العالم العربى وإيران.
وفى 2009 وبينما كان يعمل مع ناتان شارانسكى، قام بتأسيس cyberdissidents.org لدعم المنشقين فى العالم العربى وإيران.