الرئيس السيسى وأبو مازن - أرشيفية
ويبدو أن زيارة الرئيس السيسى المزمع إجراؤها إلى واشنطن فى الـ23 من الشهر الجارى ستتطرق إلى القضية الفلسطينية بشكل كبير، خاصة مع اقتراب الإعلان عن صفقة القرن الأمريكية.
لكن قبل ذلك، يجب العلم أن الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه الرئاسة عمل على استعادة دور مصر الرائد عربيًا، فى ظل التوترات التى تشهدها المنطقة، وعمل أيضًا على حماية حقوق الشعب الفلسطينى من خلال مؤتمر إعادة الإعمار الذى استضافته القاهرة، ومحاولة توحيد الفصائل الفلسطينية.
فالقضية الفلسطينية كانت بالنسبة للرئيس السيسى وشعب مصر، هى الأبرز فى المحافل الدولية، حيث أكد السسى فى جميع لقاءاته الخارجية على ثبات موقف مصر إزاء دعم القضية العربية ومواصلة تفاعلها الإيجابى مع المبادرات التى من شأنها مساندة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.
ولم تألوا مصر جهدًا فى مساعيها الدؤوبة نحو إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأنها تعمل على تحقيق تسوية عادلة وشاملة لدعم استقرار المنطقة التى تشهد اضطرابات.
لكن برز اهتمام مصر أكثر تجاه القضية الفلسطينية فى الآونة الأخيرة، حيث واصل الرئيس السيسى استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى فى مسعى للوصول إلى تهدئة ووقف الحرب الشرسة على قطاع غزة، والتى خلفت عشرات القتلى والمصابين، وتدمير البنى التحتية.
وفى هذا الصدد، أرسل الرئيس السيسى وزير الخارجية سامح شكرى إلى إسرائيل لتأكيد جدية مصر فى حل القضية الفلسطينية وتعزيز بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل تقريب وجهات والوصول إلى حل شامل وعادل ينهى الصراع ويحقق هدف إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة.
وواصل الرئيس خطواته نحو التهدئة، ونجح فى توحيد الفصائل الفلسطينية، ضمن اتفاق هدنة برعاية المخابرات المصرية فى 2017، والتأكيد على أن حل القضية الفلسطينية يعتمد على البناء لا الهدم.
مساعى الرئيس السيسى حول القضية الفلسطينية، ليست وليدة اللحظة، نظرًا لأن مصر لم تتغافل يوما عن دورها الريادى فى المنطقة، وسارعت إلى وقف أعمال العنف من قبل دولة الاحتلال تجاه الفلسطينيين المدنيين.
وخير دليل على ذلك، أنه منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم فى البلاد، وهو يسارع إلى حل الخلافات القائمة بين أبناء الوطن الواحد، إضافة إلى مناشدته الشعب الإسرائيلى وقيادة الدولة بالتحرك تجاه السلام مع فلسطين.
وظهر ذلك من خلال كلمة الرئيس فى فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتى لعبت دورًا كبيرًا الأمر فى إنهاء الخلاف بين حركتى فتح وحماس.
وقال الرئيس خلال كلمته فى الأمم المتحدة: "أتوجه بنداء للشعب الإسرائيلى وقيادته، فى أهمية إيجاد حل للأزمة الفلسطينية.. لدينا فرصة حقيقية لكتابة صفحة مضيئة فى تاريخ المنطقة للتحرك باتجاه السلام.. فالتجربة المصرية رائعة ومتفردة، ويجب تكرارها مرة أخرى لحل مشكلة الفلسطينيين، وإيجاد دولة لهم بجانب الدولة الإسرائيلية، تحفظ الأمن والأمان".
ويبدو أن كلمة السيسى فى الأمم المتحدة كان لها وقع كبير على قيادات حركة حماس، التى سارعت إلى إعلان حل اللجنة الإدارية والموافقة على إجراء انتخابات عامة، والسماح أيضَا لحكومة الوفاق الوطنى بممارسة مهامها فى القطاع.
ليس هذا فحسب، بل أكد الرئيس السيسى حرص مصر على تقديم كافة أشكال المساندة لإنجاح القضية الفلسطينية، وذلك من خلال التوافق والوحدة بين الفصائل.
تصريحات السيسى هى رسالة إلى الكيان الإسرائيلى بأن الشعب الفلسطينى ليس عدوانيًا، وأنه يبحث عن السلام العادل والشامل، من أجل استرداد حقوقه المسلوبة.
فالرئيس لطالما أكد على أن السلام الشامل فى المنطقة سيلبى تطلعات الشعوب إلى الاستقرار والازدهار، وأن مصر كانت ولا زالت وستظل عاقدة العزم على تحقيق نقلة نوعية فى مسيرة الشعب الفلسطينى نحو المستقبل الأفضل.
ما نود الإشارة إليه أن إنهاء الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، هو الخيار الأفضل لرفع المعاناة عن كاهل الشعب العربى الذى عانى من ويلات الحرب على مدار 70 عامًا، والذى سيقضى على المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية.