ترامب ونتنياهو
المخطط الأمريكى حول إلغاء الدعم المادى لوكالة غوث اللاجئين، لم يكن سوى جزءً لتمرير صفقة القرن وإعداد خطتها للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وبررت إدارة الرئيس دونالد ترامب خطوتها، برفضها الطريقة التى تنفق بها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الأموال.
فالقرار الذى اتخذه ترامب، يعمل على تخفيض فى عدد الفلسطينيين المعترف بهم كلاجئين، حيث خفضت عددهم من أكثر من 5 ملايين شخص، بما فى ذلك أحفادهم إلى أقل من عُشر هذا العدد.
الحقيقة أن قرار وقف المساعدات، يلغى فعليًا لمعظم الفلسطينيين "حق العودة" إلى الأرض المتنازع عليها مع إسرائيل، وهو ما يضع القضية الفلسطينية على المحك.
وهذا ما أشارت إليه السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكى هايلي، حين قالت إن "الإدارة تريد من دول أخرى فى المنطقة تحمل راية حقوق الفلسطينيين، وأن تقدم إسهامات مالية، كما شككت فى أعداد اللاجئين الفلسطينيين".
لم تدرك الإدارة الأمريكية أن القضية الفلسطينية وأزمة "الأونروا" على رأس أولويات الدول العربية والأوروبية كافة، وفى مقدمتهم مصر.
حيث قدمت السعودية والإمارات والكويت ومصر إسهامات مالية ضخمة لوكالة "أونروا"، فى حين أعلن الاتحاد الأوروبى تقديم مساعدات إضافية للجانب الفلسطينى.
ولطالما روَج ترامب إلى ضرورة إعادة تشكيل السياسة الأمريكية حول الشرق الأوسط، خاصة مع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، مرورا تخفيض التمويل للضفة وغزة، وإغلاق منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن، وأخيرًا إعادة توجيه أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات المخصصة لـ"أونروا" إلى مكان آخر.
المثير هنا، هو ما يُروجه جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكى ومبعوثه للسلام إلى الشرق الأوسط، حيث اعتبر أن العقوبات على فلسطين ووكالة المساعدات الإنسانية "أونروا" لن تضر باحتمالات السلام، بل ستزيد من فرص تحقيقه.
وأضاف أن القيادة الفلسطينية تستحق قطع المساعدات عنها بسبب "شيطنتها" الإدارة الأمريكية الحالية، قائلًا "لا أحد مخول بالحصول على مساعدات أمريكا الخارجية، التى يجب أن تسخر لخدمة المصالح القومية والمحتاجين إليها، لكن الأمر لم يكن كذلك فى حالة المساعدات للفلسطينيين التى تم تبذيرها".
تصريحات الجانب الأمريكى عن "الأونروا" والعقوبات، خير دليل على سوء إدارة ترامب للقضية الفلسطينية، والتى قد تُدخل المنطقة العربية فى حالة من الفوضى.
ورغم أن العجز المالى للأونروا أصبح تحت الصفر بعد وصول العجز إلى 446 مليون دولار، إلا أن الوكالة الأممية أكدت على استمرار خدماتها، دون تسليمها إلى أطراف أخرى.
كانت "الأونروا" أعلنت اتخاذ تدابير تقشفية على مدى السنوات القليلة الماضية نظرًا لنقص فى التمويل، إذ أن التبرعات لم ترتفع كفاية لمواجهة التضخم والنمو السكانى للاجئين، والتى عجزت مؤخرًا على تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين.