مصر تستطيع بالتعليم
وجاء مؤتمر هذا العام تحت شعار "مصر تستطيع بالتعليم"، واستمر على مدار يومى الإثنين والثلاثاء.
وتوافد العلماء المشاركون فى المؤتمر على مدينة الغردقة، كما توجهت وزيرة الهجرة أمس السبت إلى مقر انعقاد المؤتمر، وذلك استعدادا لانطلاقه.
ويهدف المؤتمر الذى جرى تنظيمه بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالى والبحث العلمى، وبمشاركة أكثر من 11 جهة ومؤسسة معنية فى الدولة، إلى بحث سبل تطوير المنظومة التعليمية المصرية، من خلال رؤى وأطروحات الخبراء المصريين بالخارج، ودعم الجهود الحكومية لتطوير منظومة التعليم ما قبل الجامعى والجامعى وكذلك التعليم الفنى لتلبية الاحتياجات المحلية والدولية لسوق العمل، والاستعانة بالعقول والخبراء المصريين بالخارج لبحث إمكانية تطبيق أفكارهم وتجاربهم فى خطة التنمية وتطوير التعليم، إضافة إلى بحث جهود تأهيل المعلم ورفع المستوى المهنى وكذلك آليات النشر العلمى ودور خبرائنا بالخارج فى دعم ترتيب الجامعات المصرية دوليا.
وشارك فى المؤتمر 28 عالمًا وخبيرًا مصريًا بالخارج من أنبه الكفاءات المصرية فى مجالات التعليم المختلفة، كما تضمن المؤتمر 6 جلسات متنوعة تناولت عددا من المحاور المهمة للوقوف على ما يحتاجه التعليم المصرى من أدوات يكون لها الفضل فى عمليات التحول الإيجابية لهذه المنظومة المهمة، وسبل جعل الطالب المصرى مشاركا فاعلا فى التعلم، كما شارك فى المؤتمر أيضًا عدد من الجهات الحكومية والجهات المعنية بالتعليم كالجامعات.
وقالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، إن المؤتمر جاء تماشيا مع إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 2019 "عام التعليم"، كما عكس توجه الدولة المصرية للاستفادة من العقول المهاجرة بالخارج ودمج خبراتهم وتجاربهم ضمن استراتيجية مصر لبناء الإنسان المصرى 2030 التى تستثمر عبقرية المكان والإنسان لتحقيق التنمية المستدامة، لتخلق من خلاله وزارة الهجرة منفذا ومناخا استيعابيا للعقول المصرية المهاجرة فى مجال التعليم والبحث العلمى والتعليم الفنى لتعظيم الاستفادة ودمج خبراتهم ضمن استراتيجية مصر لتطوير التعليم، وهو ما يجمع أجهزة الحكومة المصرية والجهات المعنية بذات الشأن لتعمل معا لبحث الارتقاء بالمنظومة التعليمية المصرية.
البداية
بداية المؤتمر كانت بافتتاح وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج فعالياته، بحضور محمد العصار، وزير الإنتاج الحربى نائبًا عن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، والدكتور عز الدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، وأحمد عبدالله، محافظ البحر الأحمر، وبمشاركة 28 عالمًا مصريًا بالخارج.
وتقدم محافظ البحر الأحمر بالشكر للسفيرة نبيلة مكرم على جهودها لتنظيم المؤتمر وتجميعها لصفوة علماء مصر بالخارج، ورحب بعلماء مصر بالخارج المتواجدين حاليًا بمدينة الغردقة، كما طالب بضرورة الاستفادة من خبراتهم المتعددة فى الدول التى يعملون بها، خصوصا وأن القيادة السياسة مهتمة بتطوير الإنسان المصرى من خلال منظومة التعليم وخلق جيل لديه الوعى والثقافة والمهارة لمواكبة التحديات الحالية التى يشهدها العالم كله.
وقال المحافظ إن منظومة التعليم الجديدة ستتيح الفرصة لاكتشاف مواهب أبنائنا المتعددة فى مختلف المجالات، موضحًا أن الجميع يدعم استراتيجية التربية والتعليم التى يتبناها الدكتور طارق شوقى من أجل خلق جيل جديد لديه عقلية مختلفة تسهم فى بناء الوطن.
وأكد أن تطوير العملية التعليمية يشغل جميع الجهات التنفيذية فى الدول، وأنه لاحظ فى أثناء مروره ببعض المدارس عددًا من المشكلات بدأ فى دراستها.
اسأل الخبراء
وفى اليوم الثانى، استؤنفت فعاليات المؤتمر، بحضور السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج.
وأكدت الدكتورة ميرفت الديب، أستاذ المناهج والمنسق العام للمجلس الرئاسى الاستشارى لعلماء وخبراء مصر، فى كلمة أمام الجلسة التى عقدت بعنوان "اسأل الخبراء" أن الوعى والمهارات والاتجاهات التى يجب أن يتصف بها الفرد، تم تضمينها بالمناهج حتى نستطيع بناء الإنسان بالشكل المرجو، مشددة على تعاظم دور المعلم الذى يجب أن يتم وضعه فى مقدمة أولويات منظومة التعليم فى مصر.
من جانبه، قال الدكتور هانى الكاتب، عضو المجلس الاستشارى، إن البحث العلمى فى مصر تراجع بشكل كبير خلال العقود الأربعة الماضية، وبدأنا فى عودة الاهتمام به خلال السنوات الأخيرة، لافتًا إلى الحاجة إلى تحسين بعض العلوم للتوصل إلى بحث علمى سليم باعتباره أحد أهم أدوات تقديم حلول عملية لجميع المشكلات، وأن ذلك يتطلب توفير التمويل اللازم.
ولفت الدكتور منصور المتبولى، أستاذ ورئيس قسم طب وأمراض الأسماك بجامعة الطب البيطرى بفيينا، إلى أن الجامعات العالمية تنهض بالتعليم، وأن المسؤول عن تطوير التعليم هو المعلم، الذى يقوم بعملية التطوير، مطالبًا بضرورة النظر لأوضاع المعلمين.
ترقيم المناهج
وطالب الدكتور محمد محمود، أستاذ الهندسة الإلكترونية باليابان، بضرورة "ترقيم" المناهج وتطوير التعليم الجامعى لمواكبة الاستراتيجية الجديدة بالتعليم الأساسى، لافتًا إلى أنه لا يمكن أن يتعلم التلميذ باستخدام "التابلت" ثم يعود للكتب والاختبارات الورقية فى المرحلة الجامعية.
وقال الدكتور هشام العسكرى، أستاذ الاستشعار عن بعد بالولايات المتحدة، إن الأجيال الحالية تحتاج لأساليب جديدة تتواكب مع تطور سوق العمل حتى تتمكن من الحصول على فرصة عمل جيدة وسط المنافسة الكبيرة بين الخريجين فى دول العالم وليس فى مصر فقط، موضحًا أن التكنولوجيا الحديثة ستؤدى إلى اختفاء بعض المهن، وتغيير أساليب المهن الأخرى.
وأشاد بالدور الكبير الذى تقوم به هيئة الرقابة الإدارية لمواجهة الفساد والقضاء عليه، مؤكدًا أن التكنولوجيا أحد أهم الوسائل للقضاء على الفساد المالى والإدارى.
كما عقدت جلسة تحت عنوان "دور المدرسة والفن فى تنمية الطالب"، دعا خلالها الدكتور حسين الزناتى، الخبير التعليمى المصرى باليابان، والمدير التنفيذى لجمعية الصداقة المصرية - اليابانية، إلى ضرورة توعية الأسر المصرية للقيام بدورها لإنجاح منظومة التعليم الجديدة، باعتبار أنه لا يمكن الاعتماد فقط على المدرسة.
وأضاف الزناتى أنه تمكن من ترسيخ طريقة تعليم جديدة فى اليابان أطلق عليها "زناتى ستايل" وتعتمد على شرح المناهج الدراسية بأسلوب تشويقى يهدف إلى تثبيت المعلومات فى ذهن الطلاب، مؤكدًا أن الطالب فى منظومة التعليم باليابان له دور أساسى فى تقييم كامل العملية التعليمية بما فيها أسلوب الشرح والمعلم الذى يقوم بالتدريس.
وأوضح أن هناك العديد من المشاريع التى يقوم بالإشراف عليها للتعاون بين مدارس يابانية ومصرية فى محافظة المنيا تهدف الى إرساء أفكار تعليمية متطورة تساهم فى خلق نماذج للتعايش الإيجابى.
"مصر الخير" وتطوير التعليم
وقالت حنان الريحانى، رئيس قطاع التعليم فى مؤسسة "مصر الخير"، إن مؤسسة مصر الخير لها دور رائد فى تطوير قطاع التعليم وتهدف إلى تنمية الإنسان المصرى من أجل خلق جيل قادر على المنافسة دوليًا.
وأضافت أن المؤسسة حققت نجاحات كثيرة فى مختلف المجالات التى تعمل فيها، وقالت: "كنا رواد فى إرسال بعثات تعليمية، ونحن نخدم 1177 فى مجال المنح الدراسية، وحاليًا بدأنا فى تبنى منح دراسية لذوى الاحتياجات الخاصة، لذلك نحن نحتاج إلى علماء اليوم لبناء جيل من علماء الغد، إذ أننا نسعى أيضًا إلى الخروج إلى المناطق النائية لتحقيق العدالة الاجتماعية".
وأكدت دينا غباشى، خبير التعليم فى الولايات المتحدة، أن أسلوب التعليم الحالى يقتل الإبداع عند الطفل ودور الطفل ليس طرح الأسئلة ولكن الرد عليها، لذلك من الضرورى الاعتماد على الحوار مع الطفل والتعامل معه على انه شخصية متكاملة لها رأى ووجهة نظر.
وأشارت إلى أن تغيير المناخ المحيط بالعملية التعليمية من أهم العوامل الأساسية لتطوير التعليم، من خلال تطوير المناهج وأسلوب التدريس وإلغاء نظام التلقين وتعتبر هذه هى الطريقة لخلق مناخ إبداعى يساعد الطفل على خروج كل ما بداخله.
كما خصص المؤتمر جلسة لمناقشة كيفية ربط الذكاء الاصطناعى بالعملية التعليمية تحت عنوان "المناهج الدراسية فى عصر الذكاء الاصطناعى".
التكنولوجيا والتعليم
وقالت الدكتورة سالى متولى، خبير برامج التعليم الإلكترونى بمصر وإفريقيا، خلال الجلسة، إن التكنولوجيا تساعد على إيجاد حلول قد لا نستطيع التوصل إليها بدون التقنيات الحديثة، مشيرة إلى أنه الآن يمكن نقل التعليم لأى مكان فى ظل ظروف الحرب أو غيرها باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
وأضافت سالى متولى أن تطوير مهارات المعلمين بشكل مستمر أمر صعب للغاية بدون استخدام التكنولوجيا خصوصا فى ظل زيادة عدد المعلمين المستهدف الوصول إليهم، لافتة إلى أن التكنولوجيا تساعد بشكل كبير فى تحقيق ذلك.
من جانبه، أضاف الدكتور إسماعيل غيتة، خبير أنظمة التعليم وتدريب المعلمين بالمملكة المتحدة، أن الخريجين لا بد أن يكونوا قادرين على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة باعتبارها أصبحت عنصرًا أساسيًا فى الحياة، لافتا إلى أنه رغم التقدم التكنولوجى الكبير إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن المعلمين الذين يجب تدريبهم على استخدام وسائل التكنولوجية الحديثة فى العملية التعليمية.
على صعيد آخر، قالت دينا غباشى مستشار دولى لتطوير التعليم بالولايات المتحدة الأمريكية، إن التكنولوجيا لا يمكن أن تلغى دور المعلم باعتباره عنصرا أساسيا فى العملية التعليمية، موضحة أن التكنولوجيا جعلت المعلومات متاحة من خلال الإنترنت بشكل سهل ولذلك يجب مراجعة المناهج التى يتم تقديمها للطلاب، كما أن التكنولوجيا يجب استخدامها فى تحسين العملية التعليمية إلى جانب تدريسها للطلاب.
من جهته، قال الدكتور رشيق المراغى، خبير تطوير التعليم بكندا، إن المنشآت الجديدة تحتاج بنية تحتية كبيرة فى مجال التكنولوجيا، وتابع: "نحتاج فقط إلى 55 ألف مدرسة لا بد لها من تكنولوجيا لتعمل وفقا للمنظومة التعليمية الجديدة".
وأضاف المراغى أنه لا بد من تعليم القائمين على العملية التعليمية كيفية التعامل مع التكنولوجيا، لافتا إلى أن مصر تصدر التكنولوجيا للعديد من دول العالم.
وشهدت جلسة "تنمية المهارات والتعليم المدمج لذوى القدرات"، نماذج مشرفة وعبقرية للمصريين من ذوى القدرات والذين ناقشوا كيفية تطوير طرق التعلم والدمج داخل المجتمع.
وألقت مريم محسن، أحد النماذج المشاركة بالمؤتمر من ذوى القدرات الخاصة، كلمة عبرت خلالها عن حجم المشاكل التى يواجهونها، وقالت إن أحد أهم المشاكل عدم تجهيز المدرس للتعامل مع ذوى القدرات الخاصة، وأضافت أنها ترفض نظرة الاستعطاف التى تراها فى عيون البعض، مشيرة إلى أن الأسرة يجب أن تتقبل طفلها من ذوى الاحتياجات باعتباره منحة وليس محنة.
فيما قالت سما رامى، أحد نماذج ذوى القدرات الخاصة، إنهم فى حاجة إلى رعاية ودعم من المجتمع، وقامت بالغناء الذى حاز إعجاب وتشجيع جميع الحضور، كما قدمت الطفلة جودى التى تبلغ من العمر 5 سنوات مجموعة من الفقرات الفنية تنوعت بين إلقاء الشعر بقصيدة عن مصر والغناء والتقليد، مما حاز إعجاب الحضور، فيما قدمت هديل ماجد الحاصلة على ليسانس آداب ومغنية لفرقة "ملتقى أولادنا" أغنية "وقف الخلق" بأداء رائع.
وخلال الجلسة، أكد الدكتور محمد حمودة، الخبير التربوى بسلطنة عمان، أن ذوى الهمم من المصريين يعانون من تقويض الآخر لهم ولطموحاتهم، وهذا فى حد ذاته يمثل مشكلة تضاعف من حجم أزمتهم النفسية.
وقال إن الدولة تقطع أشواطا جيدة فى تحسين مهارات ذوى الهمم، مستشهدًا بالإعلامية رحمة التى أصبحت أول فتاة من ذوى الهمم تمارس الإعلام المرئى، وطالب بتطوير مدارس التعليم الفنى لاستيعاب هذه النماذج لدعم مهارتهم اليدوية والحرفية وهذا يساهم بشكل كبير فى فتح أسواق عمل لهم وأيضًا لدعم الاقتصاد الوطنى.
أصحاب القدرات المختلفة
بدوره، قال جمال إبراهيم المدير التنفيذى للمجموعة الأوروبية للتربية العلاجية بالمملكة المتحدة، إن لفظ أصحاب الإعاقة يمثل إهانة كبيرة لهم واقترح إطلاق اسم "أصحاب القدرات المختلفة"، موضحًا أن بريطانيا تقوم بتعديل المناهج لذوى الاحتياجات سنويا لمواكبة ظروفهم الخاصة.
كما طالب إبراهيم بدمج الطلبة العاديين معهم، لافتًا إلى أن هذه الطريقة تسهم فى تحسين التواصل بين الطرفين والتقليل من محاولات التنمر التى يتعرضون لها، محذرًا من أن بعض المضادات للاكتئاب تساهم فى زيادة نسب الإعاقة فى بعض الحالات.
من جانبه، قال الدكتور أحمد عمار، وهو جراح مخ وأعصاب بالمملكة العربية السعودية، إن الاكتشاف المبكر لنقاط الخلاف أو الإعاقة تظهر بشكل ملحوظ بعد عامين على الأقل من نمو الطفل، وذلك يتم من خلال التحاليل والإشاعات التى نقوم بها على الطفل.
وأوضح عمار أنه حاليا يتم علاج بعض الحالات داخل الرحم للجنين، لافتًا إلى أن كل إعاقة لها برنامج علاج خاص لا يجب تنفيذه حتى على طفل آخر مصاب بنفس الإعاقة، ولفت إلى أن عدم وعى الأهالى فى كثير من الأحيان يساهم فى مضاعفة الإعاقة، لأنه يحتاج فى حقيقة الأمر إلى تعامل خاص وتفاعل ممزوج بالعاطفة من الطرف الآخر.
وتابع قائلا: "الأم والأب أيضا سيكونان فى حاجة إلى رعاية وعلاج، نظرًا للضغوط النفسية التى يتعرضان إليها وشعورهم بالتقصير تجاه طفلهم من ذوى الاحتياجات".
من جانبها، قالت سهير عبدالقادر، مؤسس ورئيس ملتقى أولادنا لفنون ذوى الاحتياجات الخاصة، إنها تقوم من خلال المؤسسة بدعم الأطفال من خلال الفن لأنها تساهم فى إدخال البهجة على نفوسهم.
معرض منتجات الغارمين
من ناحية أخرى تفقدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، معرض مؤسسة "مصر الخير" لمنتجات الغارمين، والأسر الأكثر احتياجًا، من السجاد اليدوى والكليم والمنتجات البدوية، على هامش المؤتمر.
من جانبها، أعربت سهير عوض، مدير برنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير، عن سعادتها بمشاركة برنامج الغارمين كأحد المشاركين الرئيسيين فى المؤتمر، لإيمانهم الدائم بأنه لا عمل بدون تعليم، مؤكدة أن التعليم ركن أساسى فى أى عمل ناجح، فبدون عمالة ماهرة واعية ومتعلمة لن تكون هناك منتجات ذات جودة عالية، تنافس فى السوق المحلية والعالمية.
وأضافت عوض أن برنامج الغارمين أدرك ذلك مبكرًا، فعمل على دمج العمل بالتعليم، حيث أنشأ فصول مجتمعية إلى جوار مصانعها فى أبيس وأطفيح لمواجهة التسرب من التعليم، وتوفير التعليم لكل يد عاملة، فضلًا عن توقيع برتوكول مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار لفتح فصل لمحو الأمية بجوار كل مصنع، لمحو أمية الأيدى العاملة من كبار السن، خصوصًا أن مصانع المؤسسة موجودة فى مناطق ريفية تزيد فيها نسبة الأمية.
وأوضحت عوض أن المؤسسة تعاونت مع المتخصصين فى مجال السجاد اليدوى، فقامت بالتعاون مع كلية الفنون التطبيقية قسم النسيج لتحسين المنتجات ورفع كفاءة جودتها.
وتابعت أن المؤسسة تسعى كذلك لزيادة جودة تعليم وحرفية العاملين فى مصانع أبيس من خلال إنشاء أكاديمية للتدريب، لتعليم الغارمين والأسر الأكثر احتياجًا على صناعة السجاد اليدوى والكليم والمنتجات اليدوية، إذ تسعى المؤسسة لتكون رائدة فى هذا المجال عبر توفير العمالة الماهرة.
وأضافت أن أهداف مشاركة برنامج "الغارمين" فى العديد من المؤتمرات والمعارض، يأتى لتسويق منتجات الغارمين والغارمات من منتجات مصانع أبيس وأطفيح للسجاد والكليم اليدوى والمنسوجات، ولتشجيع العاملين فى مصنع أبيس من الأسر الأكثر احتياجًا، موضحة أن مؤسسة "مصر الخير" وفرت من خلال برنامج الغارمين فرص للعمل للنهوض بحياتهم والعمل على تنميتها اقتصاديًا واجتماعيًا.
13 توصية فى ختام المؤتمر
وانتهى المؤتمر بإصدار عدد من التوصيات، بعد مناقشات وجلسات حوارية استمرت على مدار يومى الإثنين والثلاثاء، حيث اجتمعت لجنة الصياغة وأصدرت التوصيات التى جاءت على النحو التالى:
1- الاستعانة بالخبراء والعلماء المصريين المشاركين فى المؤتمر فى تقييم المؤسسات التعليمية والمناهج وطرق التدريس ووضع الخطط والبرامج التدريبية الداعمة لنجاح استراتيجية تطوير منظومة التعليم التى تتبناها الدولة، ووفقا للمعايير الدولية.
2- زيادة الاهتمام بالتعليم الفنى قبل الجامعى والجامعى مع إتاحة الفرصة لخريجى التعليم الفنى قبل الجامعى فى الحصول على الدرجات العلمية الأعلى فى تخصصاتهم بعد سنوات من العمل.
3- الاهتمام بتدريس اللغة الإنجليزية، وزيادة عدد ساعات تدريسها، باعتبارها اللغة الأكثر انتشارا فى المحافل العلمية.
4- دراسة الاحتياجات المستقبلية لسوق العمل المحلية والمحيطة لوضع خطط كفيلة بتوفير خريجين متوافقين مع هذه الاحتياجات كأحد أساليب القضاء على البطالة.
5- الاستفادة من تجربة محافظة البحر الأحمر فى التغذية المدرسية التى تعتمد الربط بين المدرسة والأسرة، مع الاهتمام بتحويلها إلى منظومة صحية تعليمية متكاملة، تمنع التلاميذ من التسرب وتساعد على تنمية شعور الانتماء للأسرة والمدرسة وهما نواة الانتماء الوطنى السليم.
6- الاهتمام بتدريس الأخلاق والسلوكيات الحميدة، وربط الطلاب بالموروث الشعبى والوطنى عبر تقديم المناهج بصورة شيقة وقوالب فنية ومسرحية ملائمة، بهدف الحفاظ على الشخصية المصرية بالشكل الذى يضمن تحقيق الانضباط السلوكى فى شتى مناحى الحياة.
7- تحفيز المستثمرين على إقامة مراكز للتدريب المهنى المستمر على الصناعات التى يقيمونها فى مصر، خصوصا الصناعات المعتمدة على تكنولوجيا حديثة ومتقدمة وحث المستثمرين على زيادة فرص التعليم الفنى المزدوج من طلاب التعليم الفنى بحلول عام ٢٠٣٠، ومنح امتيازات للملتزمين منهم بهذا المبدأ.
8- الاهتمام بالأنشطة المدرسية مع توظيف برامجها ومسابقاتها فى تنمية الطالب وتشجيعه على الالتزام المدرسى وغرس قيم الانتماء ومحبة الآخر وقبوله.
9- استحداث صياغات وبرامج تعليمية خاصة لذوى صعوبات التعلم والاحتياجات الخاصة لتمكنهم من متابعة المناهج الدراسية بسهولة مع الحفاظ على إدماجهم مع أقرانهم فى المدرسة، والتركيز على أهميتهم وفاعليتهم فى المجتمع، والحرص على مشاركة الطلاب أنفسهم فى وضع المناهج لذوى الاحتياجات الخاصة.
10- الاستفادة من خبرات العلماء المصريين بالخارج وتصميم دورات تدريبية لأهالى وأصدقاء ذوى الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم لتقبل أبنائهم
11- جذب فروع من الجامعات الدولية والبرامج الدولية المانحة للشهادات المتفقة مع المعايير الدولية لزيادة تنافسية المؤسسات التعليمية مع الاهتمام بخفض تكاليف التعليم فى هذه المؤسسات.
12- الاهتمام بتشجيع وتعليم الشباب ريادة الأعمال والابتكار فى إدارة الأفكار وتحويلها إلى مشروعات اقتصادية ناجحة.
13- استخدام بدائل إلكترونية للتنمية المهنية وإعداد للمعلمين، وفقا للاستراتيجية الوطنية الجديدة لتطوير التعليم.
وبالإضافة إلى ذلك وجد العلماء المشاركون فى المؤتمر أنفسهم وهم ينهون أعمال دورتهم هذه أمام مناسبة عربية ودولية هامة، إذ أن 18 ديسمبر من كل عام هو اليوم الذى خصصته منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم "يونسكو" يوما للغة العربية، وهى لغتنا الأم، فإن اختتام المؤتمر هذا ربما يكون مناسبة جيدة للتوصية بالاهتمام بتعليم اللغة العربية تعليما سليما يجعل منها لغة إثراء للثقافة والحضارة الإنسانية.