البث المباشر الراديو 9090
الهند وباكستان
هل ستندلع حرب نووية بين الهند وباكستان؟.. ماذا بعد تبادل إسقاط الطائرات؟.. هل هناك أيادى خارجية تقف وراء هذا التصعيد؟.. جميع تلك الأسئلة أصبحت مثار جدلا خصوصا بعد الغارات التى شنتها الطائرات الهندية على الجزء الخاضع لسيطرة باكستان من إقليم كشمير.

تصاعدت حدة التوتر العسكرى بين الهند وباكستان على أرضية المواجهة الجوية التى نشبت بين البلدين، والتى تعد بمثابة أخطر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذى جرى توقيعه عام 2003، مما أدى إلى إغلاق الأجواء وعدد كبير من المطارات فى البلدين.

فى هذا الصدد، رأت صحيفة "ديلى إكسبريس" البريطانية، أن الهند وباكستان قد تتجهان نحو حرب نووية شاملة، لأن كلا الجانبان يفكر فى استخدام القوة العسكرية، وذلك بسبب النزاعات الحدودية التى تشهدها الدولتان منذ عقود.

سقوط طائرة هندية

 

ولكن يبقى السؤال الأهم: ماذا لو وقعت بالفعل حرب نووية بين البلدين؟

أجرت جامعة "روتجرز" الأمريكية، دراسة لتوقع النتائج المترتبة على نشوب حرب نووية بين الهند وباكستان، وخلصت الدراسة إلى أن منطقة الخليج القريبة من مسرح أحداث الحرب ستكون أكثر المناطق تضررا.

وطبقا للدراسة فإنه سيتعرض 20 مليون شخص للموت من الآثار المباشرة للأسلحة، وهو ما يعادل تقريبا نصف عدد الأشخاص الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية، ليس هذا فحسب، بل من المتوقع أن تتسبب الحرب فى مجاعة عالمية تقتل 2 مليار من البشر، مما يؤدى إلى القضاء على الحضارة الإنسانية، إذ تفوق الأسلحة النووية الحديثة فى قدراتها بدرجة مخيفة القنابل الأمريكية التى قتلت أكثر من 200 ألف شخص فى هيروشيما وناجازاكى عام 1945.

ردود الفعل الدولية

ولتجنب هذا السيناريو، طالب العديد من المسؤولين الدوليين كلا من الهند وباكستان بضبط النفس، إذ قالت مسؤولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى، إن "ما يحدث بين نيودلهى وإسلام آباد قد يؤدى إلى عواقب خطيرة وجادة للبلدين والمنطقة"، وطالبتهما بالالتزام بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أى تصعيد آخر.

فيديريكا موجيرينى مسؤولة الشؤون الخارجية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى

 

كما شددت على ضرورة استئناف الطرفين الاتصالات الدبلوماسية بينهما، واتخاذ تدابير عاجلة، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبى سيظل على اتصال مع كلا البلدين وسيراقب التطورات عن كثب.

ومن جانبها، ناشدت الأمم المتحدة الأطراف المتصارعة بضبط النفس، وذلك على لسان متحدثها الرسمى ستيفان دوجاريك، والذى أكد أن السكرتير العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريس، يتابع الوضع بين كل من الهند وباكستان عن كثب.

بدورها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، إن "بلادها قلقة للغاية بسبب تصاعد حدة التوتر بين الهند وباكستان"، ودعت الجارتين إلى ضبط النفس، كما أكدت أن مسؤولين بريطانيين على اتصال بكلا الجانبين ويدعون إلى الحوار والحلول الدبلوماسية من أجل الاستقرار الإقليمى.

وقال وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس، فى تصريح صحفى "آمل ألا يتصاعد التوتر"، داعيا باكستان للحزم فى مكافحة الإرهاب.

وعلى صعيد متصل، عبرت الخارجية الفرنسية فى بيان عن قلقها بشأن تدهور الوضع، ودعت باكستان والهند إلى تخفيف حدة التوتر، فى حين جددت وزارة الخارجية الصينية، دعوتها للبلدين بضبط النفس.

تيريزا ماى

 

أصل النزاع

يعود أصل النزاع بين الهند وباكستان للخلاف على تبعية إقليم كشمير الغنى بالموارد والثروات، فمنذ رحيل الاستعمار البريطانى عام 1947، والاتفاق على تقسيم البلاد إلى شطرين ينص على ضم مناطق المسلمين إلى باكستان ومناطق الهندوس إلى الهند.

وحينها ثار الجدل حول تبعية ثلاثة أقاليم كانت تتمتع بما يشبه الحكم الذاتى، هى حيدر أباد وجوناكدا اللذين كانا يتمتعان بأغلبية هندوسية ويحكمهما حاكمان مسلمان، وإقليم كشمير الذى كان يتمتع بأغلبية مسلمة ويحكمه حاكم هندوسى، فحسم الجيش الهندى النزاع بأن ضم حيدر أباد وجوناكدا بالقوة، اعتمادًا على ديانة أغلبية السكان، واحتل كشمير اعتمادًا على طلب تقدم به حاكمها الهندوسى.

إقليم كشمير

 

وخاضت البلدان حربين بسبب النزاع على كشمير، راح ضحيتهما مئات الآلاف من الطرفين، الأولى عام 1947 عقب الاستقلال مباشرة، والثانية عام 1965، وكادت الثالثة أن تشتعل عام 1999 وذلك عقب إعلان البلدين امتلاكهما للسلاح النووى.

ومنذ ذلك التاريخ يكتفى الجيشان الهندى والباكستانى بقصف مواقع بعضهما البعض بالأسلحة النارية بانتظام.

أيادى خارجية

وعلى الرغم من قدم النزاع بين البلدين، إلا أن هناك بعض التكهنات بأن جهات خارجية بينها الولايات المتحدة، خلف هذا التصعيد، إذ يرى بعض الخبراء، أن واشنطن لا تريد الاستقرار فى المنطقة، وتُمارس ضغوطًا غير مسبوقة على باكستان، بما فى ذلك إيقاف حوالى مليارى دولار سنويًا من المساعدات بحجة أنها لا تقوم بما هو مطلوب منها لمحاربة الإرهاب فى أفغانستان.

ولعل السبب الأبرز وراء هذا التدخل، هو الثأر والانتقام من هزيمة أمريكا فى أفغانستان، ومن قبل حركة طالبان التى باتت تملك اليد العليا فى الميدان.

طالبان بأفغانستان

 

جدير بالذكر أن حدة التوترات بين نيودلهى وإسلام آباد، كانت قد تصاعدت منتصف الشهر الجارى، عندما استهدف مسلحون دورية هندية فى الشطر الذى تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير، وأسفر عن مقتل 44 جنديا هنديا، وإصابة عشرين آخرين.

ثم شنت الهند غارة جوية على ما قالت إنه معسكر إرهابى فى الشطر الذى تسيطر عليه باكستان من الإقليم، لترد باكستان صباح الأربعاء، بإسقاط مقاتلتين هنديتين وأسر طيارين.

 



تابعوا مبتدا على جوجل نيوز