البث المباشر الراديو 9090
دواعش أوروبا
تحولت بقايا دولة الخلافة "داعش" إلى مساومات على طاولة المفاوضات بين أمريكا وأوروبا، فقد خلفت عملية الانسحاب الأمريكى من سوريا ورائها العديد من الأسئلة، وربما أولها: "أين يذهب أسرى "داعش؟!"، والذين بينهم عرب وأفارقة وآسيويين وأوروبيين.

ووفقًا للإحصائيات الأقرب صحة للموقف، يشير معهد "كويليام" البريطانى، والمرصد السورى لحقوق الإنسان إلى أن عدد مقاتلى دولة الخلافة المتطرفة "داعش" قد بلغ 50 ألف مقاتل، ومن بين هؤلاء هناك 3 آلاف تونسى، ومثلهم من الأردنيين، و2500 من السعودية، و900 لبنانى، و360 مصريًا، هذا بالإضافة إلى 8 آلاف إفريقيًا، و900 شخص من جنوب آسيا.

دواعش أوروبا

50 ألف داعشى صنعوا الإرهاب

ولم تكن دول العالم الأوروبى المتقدم غائبة عن مشهد التطرف، فهناك و280 شخصا من أمريكا الشمالية و875 شخصا من البلقان. كما كان لأوروبا 5 آلاف داعشى، وجميعهم شاركوا فى صفوف التنظيم الإرهابى، وكان لفرنسا نصيب الأسد بـ 1300 مقاتل فى صفوف التنظيم الإرهابى، تليها روسيا بعدد 800 داعشى، ووبريطانيا 500 داعشى، وألمانيا 400 داعشى، وتركيا 400 أيضًا، ومع تآكل التنظيم واندحار دولته المتطرفة بقيت المعضلة، وهى بضعة آلاف من المتطرفين قابعين كأسرى فى سجون قوات سوريا الديمقراطية، والمدعومة من الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولى، ومن بين هؤلاء الأسرى هناك ألف داعشى أوروبى، آن الآوان ليلاقوا مصيرهم.

وبحسب بيانات وحدات الحماية الكردية، فإن عدد المقاتلين المأسورين لديها حتى ديسمبر الماضى، يصل إلى 2700 داعشى، بينهم 900 رجل و600 امرأة وأكثر من 1200 طفل، والأسرى قادمون من 44 دولة مختلفة، ويتم احتجاز النساء والأطفال فى أقسام خاصة محاطة بأسلاك، فى ثلاثة مخيمات للاجئين فى شمال شرق سوريا.

دواعش أوروبا

«مساومات».. ترامب يهدد أوروبا بدواعشها

وفى ظل الانسحاب الأمريكى من سوريا، والمساومات الجارية مع الجانب الأوروبى بات الألف أسير أوروبى يشكلون معضلة مزدوجة، فبلادهم ترفض استقبالهم خشية أفكارهم المتطرفة، ومازالوا يحملون جنسيات تلك البلدان الأوروبية حتى الآن، لاسيما بريطانيا وألمانيا وفرنسا.  

وتحول الأمر برمته إلى مساومات بين الإدارة الأمريكية والبلدان الأوروبية، فترامب يدعو تلك البلدان لاستقبال دواعشها الذين انخرطوا فى التنظيم الإرهابى، بينما تصر تلك الدول على رفض استعادة مواطنيها الدواعش، خشية أفكارهم المتطرفة، وخشية عمليات إرهابية جديدة تحصد أرواح مواطنيها بالجملة، معتبرة أن انضمامهم لداعش كان بمثابة تخلى رسمى عن الجنسية.

دواعش أوروبا

القوات الكردية: لا مقومات محاكمة

وعلى الجانب السورى، هناك موقف وحدات حماية الشعب الكردية، أو قوات سوريا الديمقراطية، والتى تؤكد أنها لا تملك مقومات لتحاكم الأسرى لديها من الدواعش، فالإدارة الذاتية الوليدة لا تملك قانونًا لمحاكمتهم، خاصة وأنهم ارتكبوا جرائم حرب وانتهاكات واسعة المدى.

هذا بالإضافة إلى أن الإدارة المحلية الكردية فى الشمال السورى لا تريد أن تتحمل مسؤولية هؤلاء الأسرى من الدواعش بعد الانسحاب الأمريكى.

وفى هذا الصدد، يحذر عبد الكريم عمر، رئيس الشؤون الخارجية الكردية فى مقاطعة شمال شرق سوريا، من الموقف على الأرض، قائلاً إن عدد المقاتلين ضخم، ومنهم أشخاص خطيرون للغاية، ونحن نعيش فى منطقة غير مستقرة، لافتًا إلى أن الانسحاب الأمريكى من المنطقة دون حل مشكلة الأسرى من الممكن أن يؤدى إلى فراغ أمنى قد يستغله هؤلاء المتطرفون للهروب، وهو ما يلحق بالمنطقة أذى كبير.

دواعش أوروبا

الدول الأوربية تغلق أبوابها فى وجه داعش

ومازالت المشاورات مستمرة بين ترامب ودول أوروبا، إلا أن الرأى الأوروبى استقر فى مجمله على سحب الجنسية من دواعشها، وعدم السماح لهم بالعودة، فألمانيا ترفضهم بشدة، أما فرنسا فقالت إنها ستتعامل مع كل حالة على حدة، بينما بريطانيا لا تتعجل البت فى المسألة، وكان المعلن أن هذه الدول لن تغير سياساتها وفقًا لمطالب ترامب.

ويحذر جان - بول لابورد، رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، من أن أوروبا ستواجه هذا العام تدفقا لمقاتلى تنظيم داعش الذين انهزموا فى سوريا والعراق، والذين يعتبرون أكثر خطورة من العائدين السابقين وأكثر خبرة بالحروب والمعارك.

وقال لابورد فى تصريحات صحفية، عقب اجتماع مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبى، إن عدة دول أوروبية تُقدر أن معدلات تدفق المقاتلين العائدين من مناطق النزاعات ازدادت بنسبة الثلث خلال العام الأخير.

وقال لابورد إن المقاتلين الأجانب الذين يسعون إلى العودة لأوروبا الآن "أكثر خطورة" بكثير من العائدين السابقين إذ يملأهم السخط بعد سنوات من المعارك.

دواعش أوروبا

بلجيكا: سنتأكد من الهوية

قال وزير الخارجية البلجيكى ديديه رايندرس، إن الحكومة البلجيكية تعمل حاليا على حصر الأعداد الحقيقية للرعايا البلجيكيين من عائلات مقاتلى "داعش" المتواجدين حاليا فى أحد المعسكرات المخصصة لهم بالقرب من الموصل العراقية، لافتًا إلى أنه بعد إجراء الحصر والتأكد من هويتهم وقتها فقط يمكن النظر فى مدى إمكانية عودة هؤلاء واستقبالهم فى بلجيكا.

دواعش أوروبا

خليفة ميركل تطالب بردعهم

وفى ميثاق الائتلاف الحاكم فى ألمانيا، اتفق الجميع، ومن بينهم وزيرة العدل الألمانية كاتارينا بارلى، ووزير الداخلية  هورست زيهوفر، على قاعدة سحب الجنسية من الدواعش وتشديد الإجراءات فيما يخص الأطفال أقل من 5 سنوات.

 كما شددت خليفة ميركل فى رئاسة الحزب المسيحى الديمقراطى أنجرت كرامب-كارنباور، على أهمية الإسراع باستصدار القانون، معتبرة أن المسألة إشارة ردع مهمة لهؤلاء الدواعش، قائلة: "من يذهب لتنظيم إرهابى، ولديه جوازى سفر، يجب أن يعرف أنه يتخلص بذلك من الجواز الألماني- وبذلك أيضا من إمكانية العودة إلى ألمانيا".

دواعش أوروبا

النمسا: هم قنبلة موقوتة

رفض هيربرت كيكل، وزير الداخلية النمساوى، عودة عناصر "داعش" المحتجزين فى سوريا، ووصفهم بأنهم "قنابل موقوتة"، مطالبًا بإنشاء محاكم دولية داخل سوريا لمقاضاتهم بدلا من إعادتهم لبلدانهم.

وفى مقابلة مع صحيفة "كرونه" النمساوية، أضاف كيكل: "هناك نحو 60 نمساويا سافروا خلال السنوات الماضية لمناطق القتال فى سوريا، والآن محتجزون هناك، وقد سافروا بشكل طوعى، وقاتلوا لسنوات فى صفوف التنظيم الإرهابى، والآن يريدون العودة، للدولة التى كانوا يريدون تدميرها حينما انضموا للتنظيم".

وأضاف: "حماية أمن بلادنا أولوية، لذلك من غير المقبول السماح بعودة تلك القنابل الموقوتة إلى النمسا.. لدينا الكثير من مثل هذه الحالات التى تسبب المشاكل ويصل عددهم لنحو 600 شخص، ومن الصعب وضعها تحت المراقبة".

دواعش أوروبا

وتبقى مشكلة ألف داعشى ترفض أوروبا استقبالهم، بل وتستصدر قوانين لرفضهم وسحب الجنسيات منهم، لتؤرق العديد من دول العالم، لاسيما دول المنطقة التى عانت جرائم هؤلاء المتطرفين، ومازالت المسألة عالقة دون حل أو علاج، وكان أبرو الحلول المطروحة هو إنشاء محاكم لهؤلاء الإرهابيين على أرض سوريا، بمشاركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى، مع عدم استثناء زوجات هؤلاء الدواعش من المحاكمة، وتشديد القواعد فيما يخص أطفالهم.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز