سامية بيبرس
- السفيرة سامية بيبرس: إدارتنا بالجامعة العربية معنية بمتابعة أزمات المنطقة
- الاتحاد الأوروبى قام بتجهيز البنية التحتية لإدارة الأزمات
- نركز على مرحلة بناء حفظ السلام "أوضاع ما بعد الصراع"
- الإعلام يلعب دورًا كبيرًا جدًا فى مسألة تعزيز الهوية الوطنية بشكل أساسى
- منتدى شباب العالم من أنجح الفعاليات
ولمعرفة دور الإدارة وأبرز أزمات المنطقة كان لنا هذا الحوار مع سامية بيبرس، مدير إدارة متابعة الأزمات بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية..
ما الدور الذى تقوم به إدارة الأزمات فى جامعة الدول العربية؟
إدارة الأزمات حديثة نسبيا، تم إنشائها عام 2010 فى عهد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، بالتنسيق والتعاون وتمويل من الاتحاد الأوروبى، وتم افتتاحها رسميا عام 2012 فى عهد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية نبيل العربى، بحضور ممثلة الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون.
والإدارة معنية بمتابعة الأزمات فى المنطقة العربية، خصوصا فى ظل الصراعات المسلحة والأزمات التى تشهدها بعض الدول العربية مثل "العراق، سوريا، ليبيا، اليمن"، مع التركيز فى الأساس على الأزمات السياسية، وهذا لا يعنى عدم الاهتمام بالأزمات الاقتصادية أو الاجتماعية، لكنها معنية بالأساس بمتابعة الأزمات من خلال "غرفة أزمات" و"قاعدة بيانات"، وتتم المتابعة بشكل دورى ويومى من خلال نشرات وتزويد صناع القرار السياسى بجميع البيانات من أجل اتخاذ القرارات، لأن هذه البيانات تساعدهم فى اتخاذ القرار السياسى.
وأيضًا من مهام الإدارة، متابعة مؤشرات أى أزمة قبل وقوعها وهى مرحلة تسمى "الإنذار المبكر"، بتوجيه إنذار مبكر لدولة ما بأزمة قبل وقوعها، وجزء كبير من مهام الإدارة أيضًا يتعلق بعملية حفظ وبناء السلام.
هل تعمل الإدارة بمعزل عن باقى المنظمات أم تتعاون معها؟
الإدارة تعمل مع باقى المنظمات، والدليل قيام الاتحاد الأوروبى بتجهيز البنية التحتية لإدارة الأزمات، وتجهيز غرفة الأزمات المزودة بشاشات متنوعة لمتابعة الأخبار بشكل دورى ومنتظم لتكوين تقارير تحليلية.
وأبرز إنجازات المشروع المشترك مع الاتحاد الأوروبى، البرامج التدريبية التى قام بها الاتحاد فى بعض الموضوعات مثل جمع وتحليل البيانات، وكيفية تحليل أبعاد الصراع، وتنظيم برامج تدريبية فى كيفية إعداد التقارير بشكل دورى، وتم إعطاء الفرصة لحوالى 625 دبلوماسيا من الدبلوماسيين العاملين فى الأمانة العامة للمشاركة فى الدورات التدريبية، وعلى مدار عامين تلقى الدبلوماسيين دورات من معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث، وخلال هذه المدة حصل فريق العمل على دورات تدريبية فى مجالات مختلفة، وكان هناك جانب تطبيقى وفعلى بمشاركة 18 دبلوماسيا تم اختيارهم بناء على معايير معينة للمشاركة مستقبلا فى قوات حفظ السلام.
أما الشق الميدانى، تم خلاله إعطاء الفرصة لفريق العمل من خلال زيارة مقر لوجيستى فى إيطاليا، وآخر فى مالى، حيث تعرفوا فعليا وميدانيا على عمليات حفظ السلام الأممية، وكيفية إنشاء البعثة، والتعرف على أقسام البعثة، والتحديات التى تواجه البعثة.
ماذا عن مستقبل الإدارة وتعاونها مع باقى المنظمات؟
فى المرحلة المقبلة، سيتم التركيز على مرحلة بناء حفظ السلام "أوضاع ما بعد الصراع"، وكيف تتدخل المنظمات الدولية لعودة اللاجئين، وكيفية مساهمة هذه المنظمات فى عمليات المصالحة، كما سيتم التركيز على إعطاء فريق العمل فرصة ليكون له دورا فى بناء السلام، وسيصب ذلك فى زيادة قدرات الدبلوماسيين المشاركين فى هذه الدورات.
ولدينا طموحات أيضا فى التعاون مع الاتحاد الإفريقى نظرا لوجود خبرات متراكمة لديه فى مجال حفظ السلام، والإنذار المبكر، ومجال الاستجابة للأزمات، واستقبلنا وفدا من إدارة الأزمات فى الاتحاد الإفريقى، وناقشنا سبل التعاون فى هذا المجال، وربما يكون التعاون ثلاثى بين جامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبى، والاتحاد الإفريقى.
ما دور إدارة الأزمات فى ليبيا واليمن والعراق وسوريا؟
الدور ينحصر فى جمع البيانات وكتابة تقارير تحليلية لصناع القرار، كما أن الإدارة معنية ببناء قاعدة بيانات وتقديم النشرات الإخبارية والتحليلية من أجل حل هذه الأزمات، ونحن عنصر داعم فى هذا الأمر.
بالنظر للوضع العربى ما هى أهم الأزمات التى يعانى منها.. وهل سيتم وضع حلول لها؟
المنطقة تشهد صراعات مسلحة وسياسية لها أبعاد أمنية، وتدخل قوات دولية فى هذه الأزمات، أدى إلى صعوبة الوصول إلى حل فى القريب العاجل، ونحن نقدم تصور مستقبلى لحل هذه الأزمات، والقرار الأول والأخير لصناع القرار فى الأمانة العامة.
فالأزمات والصراعات المسلحة تلقى بظلالها على المستوى الاجتماعى مثل ما يحدث فى سوريا من تمزق المجتمع، وانهيار للبنية الأساسية، ونزوح الملايين سواء داخل أو خارج سوريا، ونحن نعلم جيدًا أن كثير من المخيمات ليست جيدة، وأتصور أن الأزمة فى مثل هذه الصراعات تنعكس سلبا على المستوى الاقتصادى والاجتماعى وستستغرق وقتا طويلًا للتوصل إلى حل.
ما هو الحلم الذى تطمحى فى تحقيقه لإنهاء الأزمات فى الوطن العربى؟
الحلم هو توافر إرادة سياسية كافية فى جامعة الدول العربية فيما يتعلق بإنهاء الصراعات المسلحة فى البلدان العربية مثل سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن، وأطمح أن يكون للجامعة دورًا بارزًا ومحوريًا الفترة المقبلة لتسوية الأزمات فى هذه الدول.
هل أصبح الإعلام شريكًا أساسيًا فى دعم قضايا الوطن؟
الإعلام يلعب دورًا كبيرًا جدًا فى مسألة تعزيز الهوية الوطنية بشكل أساسى، والرئيس عبدالفتاح السيسى، تطرق إلى هذا الأمر، ولكى نعالج هذه الأزمة لا بد من تضافر جهود جميع المؤسسات، خصوصًا المؤسسة الدينية سواء فى المساجد أو الكنائس، وتجديد الخطاب الدينى.
كما يجب أن يكون لوسائل الإعلام دورًا رئيسيًا فى قضية تنمية الولاء والانتماء وتحسين الصورة الذهنية لمصر، والهيئة العامة للاستعلامات تقوم بدور أساسى فى هذا المجال.
ما تقيمك لتجربة مصر فى عقد منتديات الشباب؟
يعتبر المنتدى العالمى للشباب، من أنجح الفعاليات التى قامت بها الدولة، لأنها تهدف إلى تعزيز التفاعل الثقافى مع شباب من دول مختلفة، وعلى الشباب الاطلاع على ثقافات الدول الأخرى، ومن أهم مميزات المنتدى تحسين الصورة الذهنية للدولة.
علمنا بمتابعتك لعملية ترميم مسجد الظاهر بيبرس.. حدثينا عن ذلك؟
من حيث التسلسل انتمى إلى السلطان الظاهر بيبرس الكازاخى، وهو له دور تاريخى، وأنا كنت حريصة على حضور ما تقوم به الدولة لترميم مسجد الظاهر بيبرس ومتابعة ما يحدث، وتم إنجاز مرحلة كبيرة فى ترميم المسجد، ويتردد عليه معظم السياح الكازاخ، حيث يعتبر معلم ثقافى لهم.
كما تبرعت الحكومة الكازاخية بمبلغ كبير لترميم المسجد، ووزارة الآثار المصرية لديها الرغبة فى ترميمه، ويمكن أن يحضر الرئيس الكازاخى بعد ترميم المسجد.
هل هناك تجمعات لأحفاد الظاهر بيبرس؟
فى مصر يوجد تواصل مع الأسرة، ويوجد بعضًا منها فى سوريا والأردن، وأنا على اتصال بأفراد الأسرة فى الأردن، وحاولت التواصل مع أفراد الأسرة فى سوريا لكن الظروف لم تساعدنى، لكن بعد أن تنعم سوريا بالأمن والسلام سيكون هناك تواصل معهم.