أردوغان
وبالتمعن فى حجم الأطماع التركية فى ليبيا، والعوائد الهائلة التى ستعود عليها تتضح المصالح الاقتصادية التى ستحققها أنقرة، والتى يعد أبرزها: رغبة تركيا فى ترسيخ حدودها فى البحر لمتوسط من خلال الاتفاق الأخير الموقع مع حكومة السراج، تحديدا بعد الرفض الأوروبى لعمليات التنقيب التى تجريها سفن تركيا فى لبحر المتوسط.
أطماع أردوغان فى ليبيا
كما يرغب أردوغان بتحقيق الحلم التركى فى السيطرة على أوروبا من خلال الطاقة، والتحكم بإمدادات الغاز والنفط الواصلة إلى أوروبا عبر المتوسط، فضلا عن الاستفادة من صفقات إعادة الإعمار فى ليبيا والتى تقدر بحوالى 30 مليار دولار.
أما المطامع الأكثر أهمية بالنسبة لأردوغان، هى فى الجانب السياسى، فتركيا من خلال وجودها فى ليبيا بما أنها تتبنى طموحات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، فهى ترى أن وجود حكومة إخوانية فى طرابلس سيجعلها مسيطرة تماما على الوضع فى ليبيا، ومن خلالها يمكن أن تحقق أطماع تركيا فى التحكم والسيطرة، حيث أن أنقرة لديها ضيق من تحركات مصر القوية فى البحر المتوسط، كذلك لديها مشاكل أزلية مع اليونان والاتحاد الأوروبى الذى يرفض حتى الآن مجرد النقاش حول ملف دخول تركيا إلى الاتحاد.
المعارضة التركية تصفع أردوغان
ولتحقيق جميع تلك الأهداف والمطامع، بدأ أردوغان محاولة إقناع المعارضة التركية بالموافقة على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، الأمر الذى من المقرر التصويت عليه اليوم الخميس، من قبل البرلمان، إلا أن جميع محاولاته فى ثنى قادة أحزاب المعارضة، يبدو وأنها لم تنجح.
فمن جانبه، انتقد زعيم حزب الشعب الجمهورى، بشدة نية الحكومة إرسال قوات تركية فى مهام عسكرية إلى ليبيا. مؤكدا أن نواب حزبه سيقفون ضد تمرير هذا الأمر.
وعبر كليجدار أوغلو، عن رفض حزبه القاطع لأى قرار "يريق دماء الجنود الأتراك خارج البلاد"، قائلا، "إن هذه السياسات الخارجية ستجلب لتركيا الضرر وليس النفع"، مشيرا إلى أن سياسة أردوغان قائمة على إرضاء الإخوان.
وشدد زعيم المعارضة على أن تركيا ملزمة بأن تكون قوية فى المنطقة، ولكن عليها أن تعقد لقاءات بين الطرفين، وأن تكون الطرف الذى يحقق السلام. كما دعا المعارض البارز، الحكومة التركية إلى "استخلاص العبر من السياسات الخاطئة فى سوريا وعدم تكرارها فى ليبيا".
وتأييدًا لهذا الأمر، قال سيد طورون نائب رئيس الحزب: "لسنا مع التدخل التركى فى الشأن الداخلى الليبى، فهذا أمر غير صائب، فقرار ما يجرى هناك من المفترض أن يحسمه أهل البلد".
وتابع "وإن أردنا أن نقدم شيئا هناك فيجب أن يكون لتحقيق السلام وليس لتأجيج الأوضاع"، لافتا إلى أن "هناك علاقات صداقة قديمة بين تركيا وليبيا، وعلينا أن نبتعد عن أية تصرفات تؤدى لسوء تلك العلاقات".
محاولات مصر للحفاظ على أمن ليبيا
كما أن المعارضة لم تقتصر فقط على الداخل التركى، إذ بحث وزير الخارجية، سامح شكرى، مع نظيره الإيطالى لويجى دى مايو، مستجدات الأوضاع فى ليبيا، حيث أكدا رفض بلديهما التدخلات الخارجية فى الأزمة المستمرة هناك.
وأفادت الخارجية المصرية، فى بيان صدر على لسان المتحدث باسمها، أحمد حافظ، بأن مكالمة هاتفية أجريت بين الطرفين، فى إطار التشاور المتواصل بين مصر وإيطاليا حول ليبيا.
وذكر حافظ أن "الاتصال تناول مستجدات الأوضاع فى ليبيا، حيث أكد الوزيران ضرورة العمل على تكثيف الجهود فى سبيل استعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا".
كما أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال هذا الأسبوع، 4 مكالمات على الأقل مع زعماء دول العالم بشأن ليبيا، حيث تحدث مع كل من رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والرئيس الروى فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.