ميليشيا درع ليبيا
فالحالم بإعادة خلافة الدولة العثمانية لا يتورع أن يقيم علاقات مشبوهة مع ميليشيات عسكرية وإسلامية دموية انتشرت فى ليبيا بعد سقوط نظام القذافى، واتخذت من الإرهاب والقتل وسفك الدماء وسيلة لها للاستمرار.
هذا الأمر كان يفعله أجداده فى السابق، بل وفعلته كل الديكتاتوريات، ولكن الأمر دائما ينتهى للحق وللخير.
من بين تلك الميليشيات التى تعتبر حليفة لأردوغان فى ليبيا ما يسمى بـ"قوة حماية طرابلس"، وهى التجمع الأساسى للميليشيات المتواجدة فى العاصمة بشكل عام، وهذه القوة من أوائل التشكيلات التى واجهت قوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر.
أما عن أبرز تشكيلاتها، فتوجد ميليشيا كتيبة ثوار طرابلس، ويصل تعداد عناصرها إلى نحو 3500 عنصر، وكذلك ميليشيا النواصى، المعروفة أيضاً باسم "القوة الثامنة"، ويبلغ تعداد مقاتليها نحو 1000 مقاتل، وتتلقى هذه الميليشيا تحديدا دعما عسكريا من تركيا، ينسقه عدد من الليبيين المتواجدين هناك فى أنقرة.
هناك كذلك ميليشيا قوة الردع، ويصل تعداد عناصرها ما بين 1500 إلى 2500 عنصر، ويقودها الشيخ السلفى المتطرف عبد الرؤوف كارة، وقد كان لهذه الميليشيا دور رئيسى فى تمكين حكومة الوفاق من دخول العاصمة والاستقرار بها، كما ترتبط ميليشيا قوة الردع بعلاقات وثيقة مع حركة النهضة الإخوانية التونسية، وتعد المستقبل والموزع الرئيسى للأسلحة.
أما ميليشيات غرب العاصمة طرابلس، فتتركز بشكل أساسى داخل مدينة الزاوية وعلى التخوم الغربية والشرقية لها، ومنها ميليشيا غرفة الثوار، وتنشط فى الغرب ميليشيا الزنتان، وكذلك مجموعة من الأمازيغ يسمون أنفسهم "أحرار الزنتان".
وتعتبر ميليشيات مصراتة وسرت هى الأعنف والأميل إلى كونها ميليشيات إخوانية الصبغة، ومنها ميليشيا الصمود، التى يقودها الإخوانى والضابط الطيار السابق صلاح بادى، الموضوع على قائمة الأمم المتحدة للعقوبات منذ عام 2018، وهى من أهم ميليشيات مدينة مصراتة، وهى الميليشيا المسيطرة على معظم فصائل المدينة، كما تتولى التنسيق مع تركيا فى ما يتعلق بالتسليح والتمويل.
وتوجد كذلك ميليشيا درع ليبيا، وهى ميليشيا إخوانية أيضا، تم تشكيلها عام 2012، وأيضا ميليشيا المجلس العسكرى لمدينة الخمس، وهى عبارة عن تجمع لميليشيات صغيرة تسيطر على مدينة الخمس الواقعة على الساحل بين مدينتى مصراتة وطرابلس، إضافة إلى ميليشيات البنيان المرصوص المسئولة عن تأمين مدينة سرت، وينتمى أغلب عناصرها لمصراتة، وتحظى هذه القوات برعاية ودعم من الحكومة القطرية.
هناك أيضاً ميليشيا الحرس الوطنى، وهى تحالف من أربعة ميليشيات متشددة تم تشكيله فى فبراير 2017، وتتبع هذه الميليشيا عقائدياً الجماعة الإسلامية المقاتلة، وتتمركز منذ تاريخ تأسيسها فى المناطق الوسطى للعاصمة، وينحدر أغلب أفرادها من مدينة مصراتة، وهم من المشاركين فى عمليات البنيان المرصوص فى مدينة سرت، وكان من المفترض ان يتم وضع هذه الميليشيا ضمن تشكيلات رئاسة أركان حكومة الوفاق، لكن خلافات داخلية حالت دون ذلك.
مجلس شورى المجاهدين الذى كان متواجدا بشكل كبير فى بنغازى، انحسر دوره فى نشاط فرع تنظيم القاعدة فى ليبيا والمسمى بـ"أنصار الشريعة"، وهو على خلاف مع ميليشيا البنيان المرصوص، فى مدينة سرت، ولكنه أيضاً يتلقى دعما من تركيا.