البث المباشر الراديو 9090
بحضور زعماء وأمراء العرب.. السيسى يفتتح قاعدة محمد نجيب العسكرية‎
لم يكن الرئيس عبدالفتاح السيسى يبالغ عندما قال نصًا "قسمًا بالله.. اللى هيقرب لها (يقصد مصر) لشيله من على الأرض شيل"، تلك المقولة كانت محددة للسياسات المصرية فيما بعد، خصوصًا فيما يتعلق بالخطوط الحمراء، وهى كما فهمناها من توجه الدولة والرئيس خلال الفترة الماضية، متعلقة بشكل أساسى بالأمن القومى المصرى.

السيسى أعلنها فى 20 يونيو الماضى، أثناء كلمته أمام قوات المنطقة الغربية العسكرية، إذ قال إن الجيش المصرى قادر على الدفاع عن مصر داخل وخارج حدودها، محذرًا من أنه لن يسمح بأى تهديد لأمن حدود مصر الغربية، ومشددًا على أن مدينتى سرت والجفرة فى ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر.

بلا شك يعلم الرئيس السيسى وأجهزة الدولة أن العدو التركى يمارس صفاقة وبلطجة لا حدود لهما فى ليبيا، لذلك كان التحذير بهذه اللهجة الشديدة، مستخدمًا استراتيجية "الخط الأحمر"، وقائلًا إن "سرت والجفرة خط أحمر للأمن القومى المصرى".الرئيس عبدالفتاح السيسى

مدينتا سرت والجفرة التى قصدهما الرئيس مدينتان ذات أهمية بالغة وموقع استراتيجى فى ليبيا، فمدينة سرت (450 كم شرق طرابلس) تتوسط أكبر مدينتين فى ليبيا، إذ تقع فى المنتصف بين عاصمة البلاد طرابلس وعاصمة إقليم برقة فى الشرق بنغازى (ألف كم شرق طرابلس).

وتكمن أهمية سرت الإستراتيجية فى أنها تقع شمال قاعدة الجفرة الجوية (650 كلم جنوب شرق طرابلس)، ولا تفصلها عنها سوى طريق مفتوحة لا تتجاوز 300 كلم، وهى مسافة ليست طويلة جداً بمعايير الصحراء.

السيطرة على سرت تجعل الطريق مفتوحًا للسيطرة على الموانئ النفطية، إذ لا يبعد أقرب ميناء نفطى (السدرة) عنها سوى 150 كلم.

أما منطقة الجفرة فهى ذات أهمية بالغة وموقع استراتيجى حيث تقع وسط ليبيا وتربط الجنوب بالشمال ومدن ببعضها عبر شبكة طرق رئيسية، وبقربها تقع حقول نفطية وبمسافة ليست ببعيدة منظومة النهر الصناعى، وهى تعتبر العاصمة العسكرية للنظام الليبى فى عهد العقيد الراحل معمر القذافى وبها مخازن للأسلحة ومطار عسكرى.الرئيس عبدالفتاح السيسى

وإذا كان العمق الليبى مهماً لأمن المصريين، فإن شأنه هنا هو شأن "سد النهضة"، حيث يتعلق الأمر هنا بقلب وشريان حياة المصريين، نهر النيل، لذلك كان الإعلان عن تهديد هذا النهر سيكون كذلك خطًا أحمر.. هذا الإعان جاء هذه المرة على لسان وزير الخارجية سامح شكرى فى إحدى حواراته التليفزيونية يوم الاثنين الماضى، حينما قال إن الخط الأحمر بشأن أزمة سد النهضة يتمثل فى رؤية الدولة حول وقوع أى ضرر جسيم جراء سد النهضة على الأمن المائى لمصر والمصريين.

الرئيس نفسه كرر جملة "خط أحمر" عدة مرات من قبل، حيث قصد فى مرتين أمن الخليج. الأولى كانت فى أبريل من العام 2015، وذلك خلال مؤتمر صحفى عقده مع الرئيس اليونانى بافلوبولوس، حيث قال "إن مصر لن تسمح لأى قوى ببسط نفوذها على العالم العربى وتهديد أمنه واستقراره بالتعاون مع أشقائها العرب، كما أنها لا تملك الانعزال عن قرارها أو تجاهل انعكاساته على الأمن القومى الذى يرتبط بأمن الخليج والبحر الأحمر والشرق الأوسط"، وأضاف "إن أمن الخليج والبحر الأحمر خط أحمر بالنسبة لمصر".

وفى نوفمبر 2017 قال الرئيس أيضًا إن أمن الخليج بالنسبة لبلاده هو خط أحمر، داعيًا إيران إلى وقف التدخل فى شؤون الدول الأخرى، وكان ذلك على هامش منتدى شباب العالم، الذى استضافته مدينة شرم الشيخ، إذ أكد أن "أمن الخليج هو خط أحمر بالنسبة لنا ويجب على الآخرين ألا يتدخلوا فى شؤوننا ولا يصلوا بالأمور إلى شكل من أشكال الصدام".جولة تفقدية للرئيس السيسى بقاعدة محمد نجيب العسكرية

كما قصد فى مرات أخرى أمن المواطن وسلامته، ومنها على سبيل المثال كلمته فى احتفالية ليلة القدر سنة 2017، حيث أكد الرئيس السيسى أن "أمن مصر القومى هو خط أحمر، لا تهاون فيه، وأن مصر ستنتصر على الإرهاب بفضل صمود المصريين وتضحيات رجال القوات المسلحة والشرطة".

الاستراتيجية بالتأكيد انتقلت إلى جميع المسؤولين فى الدولة، ونذكر من هذا مثلاً ما قاله محمد سعفان وزير القوى العاملة فى فبراير الماضى من أن كرامة المواطن المصرى فى أى دولة فى العالم خط أحمر، أثناء اجتماع لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، برئاسة النائب أحمد رسلان، لمناقشة عدد من طلبات الإحاطة بحضور وزير القوى العاملة حول حقوق العاملة المصرية فى الخارج، وأكد فى هذا الأمر أن وزارته بتوجيهات من الدولة وضعت آليات للحفاظ على حقوق العامل المصرى فى الخارج ولن تسمح بإهانته وستدافع عن كرامته بكل الطرق والوسائل.

إنفوجراف : هانى الناظر .. بـ 8 خطوات ابعد عن كورونا تبعد عنك

ليس المسؤولين فحسب، بل أيضًا الأشخاص العاديين الذين أدركوا كم وحجم المخاطر التى تواجه الدولة حاليًا، فإذا سألت أحدهم عن الخط الأحمر فسيكون بالتأكيد مصر وجيشها وأمنها.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز