خوسيه موخيكا
موخيكا، الذي سيبلغ التسعين بعد أربعة أشهر، لم يكن رئيسًا عاديًا. رفض رفاهية القصر الرئاسي، واختار العيش في مزرعة بسيطة مع زوجته وكلبته الوفية "مانويلا"، كان يتبرع بـ90% من راتبه البالغ 4000 دولار للجمعيات الخيرية، ويتنقل بسيارته القديمة "فولكس فاغن" طراز 1987 التي رفض بيعها حتى عندما عُرض عليه مليون دولار مقابلها.
ووفقا لما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية نقلا عن مقابلة مع مجلة Búsqueda، تحدث موخيكا بصراحة عن مرضه ومعاناته مع العلاج، إذ خضع لـ32 جلسة إشعاعية وكيميائية، ورغم اختفاء الورم مبدئيًا، عاد لينتشر في كبده، وأدرك حينها أن جسده المسن لم يعد يحتمل مزيدًا من الألم أو العلاج، فقال: "عندما يحين دوري سأموت، لقد هلكت يا أخي".
كان حديث موخيكا بمثابة رسالة وداع لشعبه وللعالم، رسالة تحمل قيم التواضع والتسامح، قال بصوته المتهدج ودموعه تترقرق في عينيه: "من السهل أن نحترم من يشبهوننا في الفكر، لكن علينا أن نتعلم أن أساس الديمقراطية هو احترام المختلفين عنا".
واختتم حديثه بطلب بسيط وصادق: "ما أريده الآن هو أن أُترك وحدي، لا تطلبوا مني المزيد من المقابلات". وأعرب عن أمنيته بأن تكون مزرعته هي مثواه الأخير، حيث يُدفن بجوار كلبته "مانويلا".