
أردوغان
وتداولت أقاويل داخل الأوساط التركية عن حراك انشقاقى داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، تقوده شخصيات كانت نافذة فى الحزب احتجاجًا على ما أسموه سطوة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وأتباعه والسياسة الأحادية فى قيادة الحزب والدولة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "express" البريطانية فقد شهد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تراجعا فى تأييد حزب العدالة والتنمية (AKP) قبل الانتخابات المحلية وهو ما يرجع إلى حالة الاقتصاد فيى البلاد الآخذة فى الانكماش، حيث إن أزمة العملة قضت على نحو 30% من قيمة الليرة العام الماضى وأدت إلى مصاعب اقتصادية للعديد من الناخبين وأثارت خيبة أمل.

حالة انشقاق
ويقود حالة الانشقاق ضد أردوغان الرئيس السابق عبد الله جول ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، فبعد صمت طويل انضم القياديان إلى قائمة المعارضين لما أسموه سطوة الرئيس أردوغان، وذلك إضافة إلى شخصيات أخرى كانت نافذة فى الحزب من بينها بابا جان وزير الخارجية الأسبق، ومحمد شيمشك الذى شغل منصب نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية، الذين شرعوا فى التأسيس لحزب جديد يقولون إنه يمثل روحية حزب "العدالة والتنمية" الأصيلة التى صادرها أردوغان خدمة لزعامته.
ويتهم الحراك الانشقاقى الرئيس التركى باتباع سياسة الزعامة الأحادية على رأس الحزب والدولة، فهو لا يستهدف المعارضين له فحسب بل المؤيدين، فوفق موقع "أحوال تركية" فهو لا يسمح لمؤيدى الحزب بالتعبير عن آرائهم ومواقفهم الخاصة، وتتم معاقبتهم فى اللحظة التى ينتهكون الخط الذى رسمه أولئك الذين فى السلطة.
خرق فى جدار العدالة
وتأتى هذه الانشقاقات فى وقت تستعد فيه تركيا فى31 مارس المقبل لإجراء الانتخابات المحلية، التى ستؤثر بصورة كبيرة على الوضع التركى اقتصاديا وسياسيا، وتُعد الانتخابات الأولى فى ظل النظام السياسى الرئاسى الجديد، والذى أُقر العام الماضى، وتسعى المعارضة التركية برئاسة حزب الشعب الجمهورى لإحداث خرق فى جدار حزب العدالة والتنمية الحاكم، من خلال الفوز بأكبر عدد من البلديات في هذه الانتخابات، وذلك للأهمية الكبيرة التى تتمتع بها البلديات فى مستقبل الأحزاب وفرصها فى الوصول إلى السلطة.
وتضع استطلاعات الرأى مرشح المعارضة لمنصب رئيس بلدية أنقرة مرشح حزب الشعب الجمهورى منصور يافاش بفارق 3 نقاط عن منافسه فى حزب العدالة والتنمية، فى حين أن أكرم إمام اوغلو "Ekrem İmamoğlu" رئيس بلدية منطقة بيليكدوزو باسطنبول قلص من تقدم حزب رئيس البرلمان التركى بن على يلدريم إلى 1.5 نقطة.
إلى الوراء
وقال أحد المطلعين على الأمور من جانب حزب العدالة والتنمية: "لقد كان للتطورات الاقتصادية تأثير فى المدينتين فى ارتفاع معدل البطالة، والتضخم، وإفلاس الشركات، والخوف من ضعف العملة والأخبار ذات الصلة كان لها تأثير سلبى".
وأوضح أنه مع تضخم سنوى يبلغ نحو 20 %، قررت حكومة أردوغان هذا الشهر بيع الخضروات الرخيصة فى الأسواق التى تديرها الدولة فى اسطنبول وأنقرة لخفض الأسعار، لافتا إلى أن المبيعات التى تنظمها الدولة تعطى فى الواقع انطباعا عن الأشياء التى تعود إلى الوراء بعد 16 عاما من التقدم، فضلا عن أن هذه المبيعات تعرضت للانتقاد لأنها لم تحدث فى مدن أخرى.

الانتخابات المحلية
وقال مسؤول من حزب الشعب الجمهورى المعارض الرئيسى (حزب الشعب الجمهورى) إن حزبه سيفوز على الأرجح فى أنقرة ويتوقع أيضا أن ينجح فى سباق البلدية فى اسطنبول.
وأوضح مراد سارى، رئيس وكالة "كونسودنج"، إن المعركة الانتخابية على حافة السقوط فى كل من اسطنبول وأنقرة، التى كانت تحت سيطرة حزب العدالة والتنمية خلال فترة حكم أردوغان، لكن الانتخابات المحلية التركية المزمع عقدها فى مارس المقبل لها أهمية خاصة فى ظل رغبة المعارضة التركية فى العودة إلى المشهد الانتخابى، مقابل إرادة التحالف الحاكم فى استكمال خططه السياسية والاقتصادية.
وأوضح سارى إن أردوغان كان عمدة اسطنبول بين عامى 1994 و 1998 لكن هناك استياء عام من الخدمات البلدية فى اسطنبول، وبالإضافة إلى عدم الرضا عن الخدمات، فإن الناس يريدون وجوهًا جديدة وأسماء جديدة.
