
المتهممون
ويرصد "مبتدا" فى 7 مشاهد تفاصيل الجريمة، التى أحدثت حالة من الرعب بين أهالى قرية "الديسمى" بعد العثور على المجنى عليه مقتولا وملقى فى الترعة.
المشهد الأول.. اختفاء الضحية
فى يوم 7 نوفمبر من العام الماضى، تلقى مركز شرطة الصف، بلاغًا بتغيب أحمد محمد المليحى 69 سنة، عن فيلته بقرية الديسمى بدائرة المركز، وتوصلت عمليات البحث بتاريخ 9 نوفمبر الماضى إلى العثور على جثة المتغيب مكبل بالحبال من اليدين والقدمين، وموضوع داخل جوال مثقل بحجارة، وملقى بترعة بمنطقة نائية على بعد من منزله.
المشهد الثانى.. الدافع وراء ارتكاب الجريمة
أسفرت تحريات فريق البحث، تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، عن كشف ملابسات الجريمة كاملة، حيث تبين أن "محامى مزيف" وراء التخطيط للجريمة، مستعينًا بشقيقه و7 آخرين من أقاربه، بهدف الاستيلاء على 30 قيراط أرض ملك المجنى عليه، لتسليمها بعقود مزورة، لعدد من الأهالى استولى منهم على أموالهم.
المشهد الثالث.. كشف هوية المتهمين والتخطيط للجريمة
تمكن فريق البحث من تحديد هوية المتهمين، وتبين أنهم كل من: عرفة.ر.م، وشقيقه محمد، ومحمد.م.ع، وسيد.م.م عم المتهم الأول، وأحمد.ع.م، ووالده عبد الله. م، وجميعهم من عائلة "العتيق"، وأن المتهم الأول ادعى أنه محامى، وخطط لارتكاب الجريمة، بعد قيامه بتجميع مبالغ مالية ضخمة تخطت 2 مليون جنيه من بعض أهالى بلدته منذ شهر مايو 2016، وإيهامهم ببيع قطع أراضى وتسليمها لهم خلال عامين، من أجل تنفيذ وعوده للأهالى، بعد أخذ أموالهم، والحصول على قطعة أرض كبيرة الحجم وقع اختياره على المجنى عليه، خاصة أنه مسن ويقيم بمفرده ومعروف بثرائه، وامتلاكه لقطعة أرض كبيرة، فقام برفقة المتهمين الآخرين قبل الجريمة بـ24 ساعة، واصطنعوا 12 عقدًا بأحد مكاتب الكمبيوتر لبيع الأرض، ووقع أحد المتهمين بأنه مشترى، بينما كتب اسم الثرى بأنه البائع، فيما وقع متهمين آخرين كشهود على العقود، وذلك بمنزل المتهم الرئيسى.
وفى اليوم التالى الموافق 5 نوفمبر الماضى، توجه المتهمين من الأول إلى الثالث، إلى منزل القتيل وبحوزتهم أدوات الجريمة "حبل و قطعة خشبية من منضدة وقطعتين حجر وجوال بلاستيكى،" وذلك فى الساعة 11 مساءً، مستغلين هدوء المنطقة وتواجد المسن بمفرده، بعد مغادرة أفراد أسرته فى الصباح، حيث أن ابنتيه متزوجتين وتترددان عليه من وقت لآخر، وقرر المتهمين الأول والثانى الدخول إلى الفيلا، بينما بقى الثالث بالخارج لمراقبة الطريق والقيام بدور "نادورجى".
المشهد الرابع.. قتل المجنى عليه
استضاف المجنى عليه المتهمين بمنزله، وعقب جلوسهما معه بفترة، باغته المتهم الثانى بضربة على رأسه بالقطعة الخشبية، وأحضر المتهم الأول العقود، وحاول إجباره على التوقيع عليها، إلا أن حالة الإعياء الشديدة التى أصابت المجنى عليه، حالت دون قدرته على توقيع العقود، فأمسك المتهم بيده، وأخذ بصمته على كافة العقود، فيما أكمل المتهم الثانى جريمته، وانهال على رأسه ويده بعدة ضربات، وأنهى المتهم الأول حياته خنقا بـ"حبل".
المشهد الخامس.. التخلص من الجثة وآثار الجريمة
بدأ المتهمين، فى البحث بفيلا القتيل، وتمكنوا من سرقة مبلغ مالى وهاتفين وتابلت، وقاموا بحمل السجاد الملطخ بالدماء، واخفوا آثار الجريمة بعد مسح الدماء، ووضعوا جثة المجنى عليه داخل الجوال، وحملوه على تروسيكل ملك المتهم الثالث المنتظر خارج الفيلا، والقوه بإحدى الترع، بعد إثقاله بالحجرين، لمنع طفو الجثة على سطح المياه، وقام أحد منفذى جريمة القتل، بتزوير توقيع المجنى عليه على 4 عقود بيع وتركهم بالمنزل، لإيهام أهله ببيع الأرض.
وعقب ارتكاب الجريمة والتخلص من الجثة، اجتمع المتهمين فى منزل المتهم الرئيسى، الذى أرسل رسائل لمساح الأرض لعمل القياس، وثانى يوم الجريمة، قام المتهمين بحرق هواتف المجنى عليه، والسجادة الملطخة بالدماء، وأدوات الجريمة، فى مكان قريب من منزلهم.
المشهد السادس.. القبض على المتهمين
تمكن رجال المباحث من إلقاء القبض على 8 من المتهمين، بينمها تمكن الأخير من الهرب، وبمواجهتهم.. اعترفوا تفصيليًا بارتكاب الجريمة، وأرشدوا عن مكان الجثة، والمسروقات، والدوافع وراء تخطيطهم للواقعة.
المشهد السابع.. إحالة المتهمين للجنايات
ووجهت النيابة تحت إشراف المستشار حاتم فاضل المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة الكلية، للمتهمين الأول والثانى والثالث، اتهامات القتل العمد مع سبق الإصرار مقترن بجنايات إكراه على توقيع وسرقة، وارتبطت بالإتلاف العمدى للمنقولات الخاصة بالمجني عليه، لتخلص الجناة من العقوبة وإحراز وحيازة أدوات خاصة فى الاعتداء على أشخاص، كما وجهت للمتهم الثانى والخامس، تزوير فى توقيع المجنى عليه والمتهمين الآخرين تهمة الاشتراك بطريق التحريض والإتفاق والمساعدة على ارتكاب جريمة القتل، والإكراه على التوقيع، وأمرت برئاسة المستشار محمد على حموده رئيس نيابة الصف، بإحالتهم لمحكمة الجنايات.
