
قتل
نفذ جريمته وذهب إلى البيت واستبدل قميصه الذى لطخته دماء السيدة العجوز، ولم يكتف القاتل بذلك، وذهب لصديقيه وحكى لهما عن جريمته وطلب منهما مساعدته فى بيع المسروقات واستبدال الريالات السعودية.
جريمة بطلها إنكار الجميل وحب المال، الذى دفع صاحبه إلى السرقة.. حيث دخل على سيدة كانت تجلس القرفصاء وترفع يدها للسماء داعية الله بأن يتقبلها، فهى سيدة مسنة، عمرها 83 عاما، لا تريد شيئا سوى حسن الخاتمة، إنها "فتحية.م.ح" مقيمة فى عزبة النخل، بحى المطرية، كانت دائما تحب فعل الخير، وجميع جيرانها يحبونها، وتقيم بمفردها.
وكانت هناك صديقة بالقرب منها تزورها، وتجلس معها معظ وقتها، ولم تكن تعمل تلك السيدة العجوز، أن هناك شيطانًا يتنصت عليها وهى تتحدث إلى زميلتها وتحكي عن أسرارها فى الحجرة المجاورة، واستطردت فى بعض الأمور الشخصية المتعلقة بحياتها مع أبنائها، واقتنائها بعض الحلى والذهب والمجوهرات والأموال فى الشقة.
كان ابن صديقة السيدة الثرية يلقي بأذنه خلف باب حجرته يستمع إليها، ثم انتهت السيدة المسنة، من الكلام مع صديقتها وأعطتها مبلغا من المال لمساعدتها فهى تعرف ظروفها المادية، وعادت لمنزلها، وبدأ الشاب يفكر فى مخطط شيطانى، لسرقة تلك السيدة، لكنه يعلم أنها لا تترك منزلها إلا فى أوقات محدودة، أجل لفكرة لحين إمكانية تنفيذها.
"سيد.ش"، 18 عاما، بائع بمحل طيور، يمر بظروف مادية صعبة، وخصوصًا أن المحل التجارى يخسر ولا يفى باحتياجاته المادية، ولأن المحل بجوار شقة السيدة، ظل يراقبها ليل نهار على أمل الخروج لشراء بعض المتعلقات ثم التسلل لسرقتها لكن لم يمكنه ذلك، سيطر الشيطان على عقله وتمكن منه.
وفى أحد الأيام اتجه الشاب لمنزل السيدة بحجة أن والدته أرسلته للاطمئنان عليها، وفتحت له السيدة الباب وأدخلته، ولمح "طفاية سجائر" فباغتها بعدة ضربات، سقطت إثرها على الأرض فاقدة الوعى، وليتأكد من موتها أحضر إيشاربا من حجرتها وشنقها حتى فارقت روحها الحياة.
وكشف الهاتف الجريمة، فقد رن الهاتف كثيرا ولا أحد يستجيب، جثة سيدة غارقة وسط بركة من الدماء، الإيشارب ملفوف حول رقبتها، المتصل هنا هى ابنة شقيقتها، ومن كثرة الاتصال أيقنت "سامية.م" 39 سنة، موظفة، أن خالتها أصابها مكروها أو أنها ليست بالشقة.
انتقلت إلى الشقة، واستعانت بالجيران لكسر الباب، وفور دخولها لمحت خالتها وسط الصالة، جثة غارقة وسط دمائها، واتجهت إلى قسم شرطة المطرية، وأبلغت المقدم محمود الأعصر رئيس مباحث قسم شرطة المطرية.
وحررت فيه بلاغًا، بالعثور على جثة خالتها، وانتقل رئيس المباحث وقوة من المباحث، وأخطر اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، الذي أمر بتشكيل فريق بحث، قاده العميد أيمن صلاح مفتش مباحث المطرية.
وتبين أن الجثة مسجاة على ظهرها بغرفة النوم وبها إصابات عبارة عن جروح ردية بفروة الرأس وفى حالة تعفن رمى، وانتقلت الأجهزة الفنية، وتحرر محضر بالواقعة وإحالته إلى النيابة التى أمرت بنقل الجثة لمشرحة زينهم، وتحرر المحضر رقم 21893 لسنة 2017.
وبتكثيف جهود فريق البحث، بإشراف اللواء محمود هندى رئيس مباحث قطاع الشرق، وردت معلومات لفريق البحث مفادها، بأن وراء ارتكاب الجريمة، "سيد.ش" 18 عاما، بائع بمحل طيور ودواجن، وضبط المتهم واعترف بارتكاب الواقعة.
وأكد أنه ذهب لصديقيه "محمد.م" 18 سنة، عامل بناء، و"حسين.م" 18 سنة، عامل بناء، وحكى لهما عما فعله من جريمة، لمساعدته فى تصريف المسروقات نظير مبلغ مالى لهما.
وتمكنت الشرطة من القبض على المتهمين، وبمواجهتهما اعترفا بالوقائع، وأرشدا عن المسروقات، وضبطت المسروقات وأمر اللواء خالد عبدالعال، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، بإحالتهم إلى النيابة التى تولت التحقيق، وأمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق.
