المتهم
وسط حالة من الهدوء التام، بسبب البرد القارس فى المنطقة الشعبية، كانت نهاية شابًا على يد والده التاجر، الذى يحمل فى عقله ووجدانه أفكار وعادات وتقاليد الصعيد.
لقاء الأب والابن، قبل الحادث بأيام كان يحمل إنذارًا بأن شيئا ما سيحدث، بعد المشادات والمشاحنات التى وقعت بينهما، بعد أن طلب الشاب من والده مبلغًا ماليًا، لمساعدته فى إتمام الزواج، وهو ما رفضه التاجر.
فى يوم الجريمة، ذهب الشاب لمنزل والده فى غيابه، وهدد زوجته الثانية بـ"كتر"، إذا لم يتم تجهيز المبلغ، وسارعت بالاتصال بزوجها وأخبرته بما حدث.. جن جنون التاجر الذى حضر للمنزل بسرعة كبيرة، ولم يفكر فى توجيه اللوم لنجله أو تأديبه بالضرب، بل حمل بندقيته الآلية، وأطلق الرصاص على ابنه، ولم يتوقف حتى نفدت الطلقات من خزينة السلاح، فى مشهد لا نراه إلا فى الأفلام السينمائية.
لم يهرب الأب، بعد قتل نجله، بل خرج من باب شقته وجلس فى هدوء غريب أمام منزله حاملا سلاح الجريمة وأشعل سيجارة، حتى حضرت الشرطة وألقت القبض عليه.
وأمام النيابة، اعترف المتهم "أحمد.ا" بتفاصيل جريمته، وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات، وبعد انتهاء مدة حبسه، جددها قاضى المعارضات 15 يوما مرة أخرى.
تعود تفاصيل الواقعة، عندما تلقى رجال مباحث قسم شرطة مصر القديمة، إخطارًا من شرطة النجدة بحدوث مشاجرة وإطلاق أعيرة نارية ومتوفى بعقار بمنطقة خارطة الشيخ مبارك.. انتقل رجال المباحث وتم العثور على جثة "سيد ا ا" 32 سنة، عامل دوكو سيارات، والمطلوب التنفيذ عليه فى القضية رقم 1765 لسنة 2012م مصر القديمة "ضرب" والمقضى فيها بالحبس شهر، مصاب بطلقات نارية بمختلف أنحاء الجسم.
ومن خلال الفحص، تبين وجود خلافات سابقة بين المجنى عليه ووالده "احمد.ا.ب" 58 سنة، تاجر، والمطلوب التنفيذ عليه فى قضية "جنحة مباشرة " والمقضى فيها بالحبس سنة، لرفض الأخير مساعدة المجنى عليه مادياً للزواج.
وكشفت التحريات، أنه بتاريخ الواقعة توجه المجنى عليه لمنزل والده، وهدد زوجته بسلاح أبيض "كتر"، وأجبرها على الاتصال بوالده للحضور، وفور حضور الأب أطلق أعيرة نارية تجاه المجنى عليه من سلاح نارى " بندقية آلية"، محدثًا إصابته التى أودت بحيات.
وتم ضبط المتهم، وبحوزته السلاح النارى المستخدم فى ارتكاب الواقعة، وبمواجهته.. اعترف بارتكاب الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وأحاله اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة للنيابة التى تولت التحقيق والتى أمرت بما سبق.