هيروين
فى هذا اليوم كان يسهر حسن وصديقه فى جلسة "كيف" داخل كافيه، واتفق وصديقه أن يذهبا إلى المنزل للنوم والإعداد لعمليتهما الجديدة، استقل سيارته الذى كتب عقدها باسم زوجته، سيجارة الكيف كانت بيده، يتمايل يمينا ويسارا، وإلى جواره صديقه، هشام.ع، 32 عاما، النشال التائب، والذى حول هوايته من السرقة لتجارة الكيف، بسبب المكسب المادى السريع، وأقصر الطرق للثراء السريع، وصل شقته بحى المطرية، وكانت زوجته نجلاء فى انتظاره، فهى نشالة محترفة أيضا، لكنها لم تترك المهنة ولكنها هدأت بعض الشىء كى تبتعد عن أعين المباحث التى تراقب خطواتها، لأنها مسجلة وسبق اتهاماها فى 4 قضايا نشل، ومطلوبة فى قضيتين سرقة وضرب.
بخطوات مترنحة، صعد حسن سلم منزله، متكئا على صديقه هشام، يتمايلان، كل منهما متأثرا بسهرته فى جلسة الكيف، وصل حسن لشقته، رن الجرس، فتحت له زوجته نجلاء، فور رؤيتهما شاهدتهما ورائحة المخدرات تفوح من فمهما، علمت أنهما فى عالم آخر، دخل زوجها وبجواره هشام، وألقيا بجسديهما على السرير وغرقا فى نوم عميق، ومع الساعات الأولى للصباح استيقظت الزوجة وأيقظت زوجها، وجلس فى الصباح يفكران فى عملية جديدة لبيع المخدرات وتوزيعها على زبائنهم لكن بعيدا عن أعين الشرطة.
فى البداية عرض هشام فكرة جديدة وهى بيعها داخل الفواكه ولكن اعترض حسن على هذه الطريقة لأنها صعبة إضافة إلى كيفية تخزينها ووضعها داخل الفاكهة، وفكر حسن وزوجته، وكان هشام يمسك بالسيجارة فى يده وبتفكير عميق، الهدوء والصمت سيطر على الأجواء، جميعهم يفكرون فى كيفية توزيع تلك البضاعة التى تمكنوا من شرائها من التاجر الكبير، فهم لديهم مايزيد عن كليو وربع من الهيروين.
وقفت الزوجة من مكانها ونظرت إلى شيكولاتة كانت على المائدة بجوارها، وأمسكت بها، وأشارت ناحيتها، وقالت الحل السحرى فى الشيكولاتة، لم يفهم زوجها وصديقه، وتعجب كلاهما منها وطلبا منها توضيح كلامهما، فأبلغتهم انه يمكن توزيع الهيروين داخل الشيكولاتة من خلال شراء كمية من الشيكولاتة صاحبة الماركة الشهيرة، ثم وضع الهيروين داخلها، وبعد ذلك تعاد توزيعها على الزبائن دون يشك أحد من رجال الشرطة لأنها طريقة جديدة وغريبة.
ابتسم الزوج حسن ابتسامة عريضة، موجها نظره ناحية صديقه، وقال، "فعلا ما يجيبها إلا حراميها"، ليضحك صديقه بصوت عال، لكن نجلاء لم تضحك فكانت تفكر فى كيفية التعبئة وعن كيفية وضع الهيروين داخل الشيكولاتة، وفوجئت أن العملية ليست سهلة فلابد من شراء شيكولاتة خام، وإعادة تصنيعها، وشراء كميات من الأغلفة لماركة شهيرة من الشيكولاتة، وبالفعل اشترت تلك المستلزمات، وفى نهاية اليوم عادت، وبدأت بتعبئة ووضع الهيروين داخل الشيكولاتة لكن لم تعد كميات كبيرة، وأبلغتهم أن البداية تحتاج بعض الحرص، ولذلك لابد أن تكون الكمية قليلة خصوصا أن الزبائن لم يعتادوا على ذلك، وبالفعل نجحوا فى المرة الأولى، ولم يشك فيهم أحد، ووزعوا كميات بسيطة على زبائنهم، حيث كانوا ينتظرونهم فى بعض شوارع المطرية، ويقومون بإعطائهم البضاعة.
عادت الزوجة وكانت فى قمة سعادتها، وكذلك زوجها وصديقه، وبعد تناولهم العشاء اتفقوا على السهر لإعداد كميات كبيرة هذه المرة من البضاعة بنفس الطريقة السابقة حتى يتمكنوا من بيعها فى أقصر وقت ممكن، وبالفعل جلسوا وأعدوا كمية متوسطة، واستعدوا للذهاب فى اليوم التالى، وخلال ذلك كانت معلومة وصلت لمدير مباحث المخدرات فى القاهرة، بقيام رجلين وامرأة بتوزيع الهيروين والإتجار به فى المطرية وبيعه داخل عبوات من الشيكولاتة، وتم التوصل إلى أن نجلاء.ع.ا، 46 سنة، وزوجها المسجل خطر، حسن.ع، وصديقه هشام.ع، 32 سنة، وراء توزيع الهيروين فى حى المطرية والأحياء القريبة منه داخل عبوات شيكولاتة ماركة شهيرة، للتمويه والابتعاد عن أعين الشرطة.
تم ضبط المتهمين داخل سيارة نجلاء، خلال ترددهم على الأماكن التى يوزعون فيها بضاعتهم، حال استقلالهم السيارة رقم أسص678، وبتفتيشهم تم ضبط 1.291 كيلو جرام هيروين، و1690 جنيها، و3 هواتف محمولة، واعترفوا بجريمتهم والإتجار فى الهيروين وأن المبلغ المالى من متحصلات تجارتهم غير المشروعة والسيارة لتسهيل تحركاتهم، وحرر محضر بالواقعة وأحيل إلى النيابة التى تولت التحقيق وأمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق.
